القرآن الكريم يشير إلى ما دون الذرة

 بقلم : المهندس شبل جمال 

‎لم تُكتَشف الذرة و مكوناتها من بروتون و نيوترون و الكترون و كواركات و لم تُدرَج مع الحقائق العلمية المتداولة لدى عامة الناس الا في بدايات القرن التاسع عشر بعد ثورات و بحوث علمية مضنية استثمرت جهود عدد كبير من ارقى علماء التاريخ و اشهرهم نبوغا و ذكاء.

‎حيث إبتدأت الحكاية مع اكتشاف العالم دالتون للذرة عام 1808م و توصل الى أن المادة تتكون من دقائق صغيرة غير قابلة للإنقسام تسمى (الذرات)، بحيث تكون ذرات العنصر الواحد متشابهة فيما بينها و مختلفة عن ذرات العناصر الاخرى.

‎ثم اتت ثورة العالم ثومسون عام 1897 بإكتشاف الالكترون ذو الشحنة السالبة حيث وضع نموذجا للذرة افترض فيه بأن الذرة متعادلة كهربيا، حيث تتكون من جسم صلب متجانس موجب الشحنة تتوزع فيه الالكترونات السالبة بانتظام. و للاكترون جسيم مضاد يُطلق عليه علميا البوزيترون Positron وهو يتطابق مع الإلكترون في الصفات والخصائص الفيزيائية كافةً، فيما عدا الشحنة الكهربائية ؛ إذ يحمل البوزيترون شحنة كهربائية موجبة.

‎ثم اتت ثورة العالم رذرفورد عام 1909م حيث اكتشف البروتون ذو الشحنة الموجبة و أنشأ نموذج للذرة افترض فيه بان مركز الذرة يتكون من نواة موجبة الشحنة و الاكترونات تدور حولها. و العدد الذري Atomic Number يطلق على عدد البروتونات المتواجدة في نواة الذرة الواحدة و هو المعيار الذي تم من خلاله ترتيب العناصر الكيميائية في الجدول الدوري. و للبروتون جسيم مضادة يدعى (مضاد البروتون) Antiproton وهو يتطابق مع البروتون من ناحية الكتلة والعزم المغزلي spin وله شحنة كهربائية مساوية لشحنة البروتون إلا أنها شحنة سالبة.

‎ثم اكتشف النيوترون المتعادل كهربيا على يد العالم جيمس شادويك عام 1932م، و بإختلاف عدد النيوترونات في نواة الذرة مع بقاء العدد الذري ثابتا (البروتونات) تتكون نظائر العناصر الكيميائية Isotopes مثل اليورانيوم الذي يمتلك ثلاثة نظائر رئيسية في الطبيعة، حيث يتم من خلال خاصية انحلال اليورانيوم الى الرصاص تحديد اعمار اقدم الصخور المتواجدة على سطح الارض. و كذلك الكاربون 14 و هو نظير مُشع من نظائر الكربون، وزنه الذري 14، وهو أثقل من الكربون العادي الذي يقدر وزنه الذري بحوالي 12,011 حيث يستخدم في تحديد احافير الكائنات الحية المختلفة كي يتسنى للعلماء تحديد اعمار العصور البيولوجية التي مرت على الارض في عصور سابقة مصداقا لقوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) . و كذلك استفاد الاطباء من الذرات المشعة في الكشف عن الوظيفة الأيضية أو الكيميائية الحيوية لأنسجة وأعضاء جسم الانسان و مثال على ذلك تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (Positron emission tomography) حيث تُحقَن مادة مشعة داخل أحد الأوردة في يد المريض أو ذراعه. بعد ذلك، تتجمع المادة المشعة في مناطق الجسم التي تكون بها مستويات أعلى من النشاط الأيضي أو الكيميائي الحيوي، مما يساعد غالبًا على تحديد موقع المرض كما في الصورة ادناه. كما استطاع العلماء بناء الساعة الذرية التي تعتمد في عملها على اشعاع ذرة السيزيوم و هي من أكثر الساعات التي اخترعها الانسان دقة حيث تصل نسبة الخطأ فيها الى ثانية في اليوم الواحد.


 

‎حتى وصلنا الى الثورة العلمية المتمثلة بإكشتاف الكوارك عام 1964 على يد العالمان موراي جل-مان و جورج زويج وهو اللبنة الاساسية لبناء النيوترونات و البروتونات المكونة لنواة الذرة و اللذان يتحدد من خلال مجموع عددهما (النيوترونات و البروتونات) الكتلة الذرية لذرة العنصر Atomic Mass. و للكواركات جسيمات مضادة مثل بقية الجسيمات الأولية تدعى "مضاد الكواركات" Antiquarks.


 

‎و عندما تكون تلك الجسيمات التي ذكرناها آنفا و مضاداتها بحالة كمية مناسبة فإنهما سيفنيان بعضهما البعض لحظة اصطدامهما Annihilation و يتحولان الى طاقة (فوتونات) في نهاية المطاف و هي صورة من صور تحول المادة الى طاقة، و كذلك بإمكاننا إنتاج زوج من الإلكترون والبوزترون بواسطة اصطدام شعاعين من فوتونات غاما Pair production و هي صورة من صور تحول الطاقة الى مادة. و هذين المثالين يخضعان لمبدأ حفظ الكتلة-الطاقة الذي أوجده آينشتين في معادلته الشهيرة E=mc^2 (طاقة الجسم تساوي كتلته مضروبة بسرعة الضوء تربيع) و التي تم من خلالها صنع القنبلة الذرية.

‎و قد يقول قائل بأن الفيلسوف اليوناني ديموقريطس هو اول من اشار الى ان المادة تتكون من ذرات، و لكننا هنا نتحدث عن اول بحث علمي مبني على منهجية علمية  صحيحة قائمة على اساس التجربة و التفسير العلمي الصائب.

‎حيث اطلق ديموقريطس على هذه الذرات مصطلح (atom) و هي كلمة اغريقية تعني شيء غير قابل للتجزئة ظنا منه بأن الذرة لا يمكن ان تتجزأ الى جسيمات اصغر منها حجما و هذا ما أثبت عدم صحته فيما بعد. و هو ذات الخطأ الذي وقع فيه دالتون بعد اكثر من 2000 سنة من ديموقريطس. و لكننا سنرى كيف صحح القران تلك المعلومة.

‎نستنتج مما سبق بان الثورات العلمية التي ادت الى اكتشاف الجسيمات المكونة للذرة لم تبدأ الا بعد عام 1897م، ففي بداية الامر اكتشفت الذرة بطريقة علمية و ممنهجة بعد نزول القران ب 1178 سنة و الاكترون بعد 1267 سنة و البروتون بعد 1280 سنة و النيوترون بعد 1300 سنة و اخيرا اكتشف الكوارك بعد 1330 سنة من نزول خاتم الكتب السماوية القران الكريم. و الله اعلم إن كنا سنتوصل يوما ما الى جسيمات مكونة للكواركات مع التقدم العلمي و التقني و التكنولوجي في المستقبل.



‎قال تعالى في الاية رقم 3 من سورة سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) تأمل معي عزيزي القارئ قوله تعالى في (وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ) ففي هذه الكلمات الكريمة اشارة واضحة و صريحة الى حقيقة وجود جسيمات اصغر من الذرة اي ان الذرة ليست الجزء الذي لا يتجزأ من المادة  كما كان يظن دالتون في نظريته كما اسلفنا، بل ان هنالك ما هو دون الذرة (أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ) و التي تعتبر من مكونات الذرة الاساسية مثل البروتون و النيوترون و الالكترون و الكوارك.

‎و كذلك يمكن ان نجمع بين تلك الاية التي اشارت الى الذرة و جسيماتها و بين آية ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) و نتأمل جملة ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ) التي تشير الى أن كل مافي الكون مخلوق بزوجية ومنها الذرة و الجسيمات المكونة للذرة (بروتون، الكترون ...) التي خلقها الله تعالى بزوجية مع نضيراتها من الاجسام المضادة و هذا ما اثبته العلم الحديث. و كذلك تمتلك بعض الذرات في الطبيعة ذرات مضادة لها مثل الهيدروجين و مضاد الهيدروجين حيث يكمن جوهر الاختلاف بين هاتين المادتين في طبيعة الجسيمات الدائرة حول النواة، حيث تدور الالكترونات حول نواة ذرة الهيدروجين، اما ذرة الهيدروحين المضاد فإن الجسيمات الدائرة حول نواتها هي البوزيترونات (مضاد الالكترون).

‎تلك الايات الكريمة اختصرت البحوث العلمية التي تلت نزول القران بأكثر من 11 قرنا من الزمن بكلمات معجزة و بسيطة اكدت من خلالها على ان المادة تتكون من ذرات دقيقة قابلة للتجزئة الى جسيمات اصغر منها و اكدت كذلك على وجود المادة و المادة المضادة.

‎و من المحزن ان نجد تلك الابحاث العلمية قد اجريت على ايدي علماء غربيين لم يقرؤوا القران و اياته و كلماته المعجزة التي اعطت نبذة مختصرة عن الذرة و اسرارها على الرغم من وجود عدد كبير من علماء المسلمين الذين مروا على تلك الايات الكريمة لمرات عديدة و لكن و مع الاسف الشديد لم يتحرك بداخلهم شغف البحث العلمي القائم على اساس التجربة و الاستنتاج كي يتوصلوا الى حقائق علمية اشارت اليها تلك الايات الكريمة قبل اكثر من 1440 عام لما في تلك الحقائق من منافع جمة في شتى مجالات الحياة العلمية منها الطبية، البيولوجية، الجيولوجية، علوم الآثار وغيرها.

‎لقد كان هنالك متسعا كبيرا من الوقت كي نقود علوم الفيزياء الذرية والاشعاعية و والنووية و علوم الآثر و الطب و لكن الكسل و الهوان و الإتكال على الغير بالإضافة الى عدم إدراكنا لرسالة الإسلام السمحة هي من العلل التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.


 

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (الفُرقان :61)


بقلم : محمد سليم مصاروه 

صيدلي وماجيستير في علوم الادوية 


تَبَارَكَ: تعالى وكَثُرَ خَيرُه 


بُرُوجًا: هناك اكثر من معنى  

1-البنايات العالية ، 

2- النجوم ( ضخمة كالأبراج )

3-الأبراج: مَنازِل النجوم


سِرَاجًا: مصباحًا، قنديلًا


لكلمة البروج في الأية أعلاه أكثر من معنى وتفسير: 

1-البروج أي النجوم في السماء، وبسبب بُعدها العظيم عن الأرض فهي تبدو للمتأمل  مرتفعة جدًا كأنها بروج ضخمة.


2-البروج: بمعنى الأبراج: منازل / مواقع الكواكب السيارة والقمر بالنسبة إلى الأرض أثناء دوران الكواكب السيارة حول الشمس.

قَسَّمت الحضارات القديمة، الفضاء المحيط بالكرة الأرضية إلى 12 قسمًا أو حيزًا سُمِّيَ كل قسم بُرجًا ( العقرب ، الجدي ،العذراء، السرطان ،الدلو وكذا ). تدور الارض وسائر الكواكب السيارة حول الشمس، كلٌ في مساره الخاص. خلال دوران الكواكب حول الشمس فإنها تنتقل ،بالنسبة للناظر ليلًا من سطح الارض، من منطقة إلى أُخرى أو من بُرجٍ إلى أخر ، ولذلك يقولون إن الكوكب الفلاني دخل في برج كذا وكذا. طبعًا الإعتقاد بإنَّ دخول كوكب ما برجًا معينًا أو خروجه منه سيؤثر على حياة الانسان وأعماله، هو نوع من الشرك بالله والدَجَل.


3-البروج: البنايات العالية وهذا المعنى يحتمل اعجازًا علميًا  رائعًا ؛ ففي عام 1995 التقط مسبار الفضاء " هابل " صوراً مذهلة لأعمدة عملاقة من غيوم غبار جزيئات الهيدروجين الأكسجين والكبريت، والتي تُقَدَّر أطوالها ب 4-5 سنوات ضوئية، ويفوق حجم القسم العلوي منها الشبيه بالاصبع حجم مجموعتنا الشمسية. تمَّ تصنيف تلك الصور أحد أكثر عشر صور روعةً من بين الآف الصور التي التقطها هابل ، وأطلق عليها اسم أعمدة الخلق pillars of creation  لانه تنشأ وتتولد من غبار غازاتها نجوم جديدة.

رُصِدَت أعمدة الخلق على بعد 7 آلاف سنة ضوئية ! بكلمات أخرى حين ننظر إليها فنحن نشاهد ما حدث في الكون قبل 7 آلاف عامًا وحين نتأمل الفضاء فأننا كمن يفتح كتاباً ويقرأ مقتطفات من ماضي الكون السحيق ! 

 فسبحان الخالق المصور

 


عدم التناسق بنِسَب الوصل البديل في الجينات عند مختلف الكائنات يتناقض مع افتراضات التطور

بقلم : محمد سليم مصاروه 

صيدلي وماجيستير في علوم الادوية 


 يُشَكِّلُ الحمض النووي D.N.A مخزنًا للمعلومات الوراثيّة في جسمنا فهو يعمل كقالب لإنتاج البروتينات. عندما تكون هناك حاجة الى انتاج بروتين يتم في البداية نسخ المقطع المسؤول المشفر للبروتين  في ال DNA، يُنسَخ المقطع الى شريط RNA وبعد ذلك يُترجَم شريط ال RNA الى بروتين. لكن بين الRNA والترجمة الى البروتين تحدث عمليات ضبط ومراقبة وتنظيم ، اذ انه لا تتم ترجمة كل شريط ال RNA فهناك مقاطع تسمى بالانترونات introns يتم قصها والتخلص منها. تُسمَّى المقاطع المتبقية بالاكسونات exons تُوصَل الاكسونات ببعضها لتُكَوِّن شريط RNA ناضج ليُتَرجم لاحقًا الى بروتين.تتعدد امكانيات القص والوصل في شريط الRNA بحيث يمكن الحصول على عدة تسلسلات مختلفة.

هذه الامكانيات المتعدده تُمَكِّن انتاج اكثر من بروتين واحد وباطوال وفعاليات مختلفة وذلك من ترجمة نفس مقطع الحمض النووي ( الجين ). تُسمى هذه الخاصية ب " الوصل البديل " alternative splicing . لذا تساهم  عملية الوصل  البديل بتنوع البروتينات المترجمة من نفس الجين (انظر رسم 1).



بحسب افتراضات التطوريين من المتوقع ان تحتوي الحيوانات الاكثر تعقيدًا و"تطورًا" على مستويات اكبر من البروتينات الناتجة عن الوصل البديل مقارنةً بكائنات "بسيطة". وفي مسح لمستويات الوصل البديل أُجري على عدة كائنات مختلفة ( رسم 2)، تفاجأ الباحثون Kim et al 2007 حين حصلوا على نفس النسبة من الوصل  البديل في الجينات عند  الانسان والدجاج !بينما النسبة عند الفئران والجرذان كانت اقل من الدجاج وذلك على الرغم من تشابه التسلسل الجيني مع الانسان ( رابط البحث في المصدر الثاني ). 



كذلك بحسب شجرة التطور  المفترضة يُصنَّف الكائن البحري "سيونا" coina  كائنًا متطورًا من اللافقاريات بحيث انه اقرب الى الفقاريات من اللافقاريات ومع ذلك فان نسبة الوصل البديل في الجينات عنده قريبة من تلك عند زهرة الارابيدوبسيس !

اصابت هذه المعطيات اصحاب البحث بالدهشة وبحثوا عن "ترقيعات" ليبرروا تناقض نتائج بحثهم مع افتراضات التطور. وتبقى الحقيقة صارخة: هناك خالق للكون واحد ووحيد خلق كل المخلوقات بارادته، والتشابه بين المخلوقات دليل على وجود خالق واحد وليس دليلًا على تطور مزعوم!

المصادر 

https://www.technologynetworks.com/genomics/articles/alternative-splicing-importance-and-definition-351813


https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1802581/#!po=31.9672

 

الإعجاز العلمي القرآن الكريم  في الإخبار عن وجود حاجز بين المياه العذبة والمالحة

بقلم : محمد سليم مصاروه 

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (الفُرقان :53)

مَرَجَ:  أرْسَلَ، خَلّى وكذلك ؛ خَلَطَ

الْبَحْرَيْنِ: كل جِسْمَي ماء كبيران؛محيطان ،محيط وبحر ، بحران، نهران ضخمان، بحر ونهر ضخم

عَذْبٌ: حُلو،غير مالح

فُرَاتٌ: شديد العذوبة 

 أُجَاجٌ: شديد الملوحة 

بَرْزَخًا: حاجزًا، فاصلًا بين الشَّيْئَينِ

وَحِجْرًا مَحْجُورًا: وعزلًا معزولًا  

تذكر الآية الكريمة أعلاه، وكذلك الاية من سورة الرحمن (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ )

ظاهرة طبيعية غير مألوفة في منطقة شِبه الجزيرة العربية، ومن المستبعد أنَّ  يكون صلى الله عليه وسلم وأهل قريش قد رأوها عيانًا، هذه الظاهرة هي: عدم اختلاط كل من مياه بحرين  أو نهرين او بحر ونهر فيهما اختلاف كبير بدرجة الملوحة.

وتبرز ذلك جليًا عند عند التقاء المحيطات او مثل انهر ضخمة في محيطات مثل ؛ مَصَب نهر " فريزر " بكندا في المحيط الهادئ، مَصَب نهر " سالمون" بالولاية الامريكية " اوريچون" في المحيط الهادئ ، مَصبات نهر " الأمازون " في المحيط الأطلسي 

تذكر الآية الكريمة وجود حاجز ( برزخ ) في منطقة التَماس وان الحاجز يُكَوِّن منقطة عازلة (حِجرًا محجورًا) بين البحرين المتباينين بدرجة الملوحة . 

حيث تلتقي المياه العذبة مع المالحة تمتد المياه الأقل ملوحة الى الامام داخل المياه المالحه وفي الاسفل يحدث العكس، اذ تمتد المياه الاكثر ملوحة عبر المياه العذبة، وكلما إقْتَربَت من القاع كلما إمتدت أكثر فأكثر ،  تطفو المياه العذبة فوق المالحة بسبب كثافتها المنخفضه ووزنها النوعي الأخف ، وبنظره جانبية تبدو المياه العذبة كأنها تركب فوق المياه المالحة من القاع وحتى السطح، مُتخذةً شكل مثلث مقلوب ( وتَد) ولذلك يُسمَّي ب" وتد مائي " water wedge .

ينتج شكل الوتد بسبب حدوث توازن بالضغط الهيدرودينامي  ( ضغط السائل المتحرك)، وهو ضغط  مُوَجَّه من كل نوع من الماء نحو النوع الاخر، ويزداد الضغط مع ازدياد العمق ازداد العمق فيصل أقصاه حيث القاع ولذلك تتوغل هناك المياه المالحة أقصى ما يمكن.

 بطبيعة الحال فان الحد الفاصل (البرزخ ) بين المائين مُتَحرك وخاضع لقوى المد والجزر، وللتيارات السفلية للماء. 

يسمى التقاء النهر بالبحر ب "مَصَّب النهر" Estuary وهي منطقة انتقالية من النهر المحصور الى البحر المفتوح، فيها تتصاعد نسبة الملوحة من النهر بإتجاه البحر ، وتفصل منطقة مَصَبُّ النهر بين مياه النهر الخالصة وبين مياه البحر المختلفة ولذلك فهي بيئة عازلة (حجرًا محجورًا ) ذات مميزات تجعلها حيويةً ضمن سلسلة غذاء لأعداد ضخمة من الكائنات الحية وبضمنها الانسان. 

في مصب النهر يُفَرغ النهر حمولته من الرواسب الطينيه الغنية بالمواد العضوية، والتي تقتات عليها الكائنات الدقيقه وتنمو فتصير بدورها غذاءً؛للمحار( الأصداف البحرية)،ولسرطانات البحر ( تقضي جزء من دورة حياتها في مصبات الانهار )، ولأنواع من الاسماك (مثل السلمون والرنجة). هذه الأسماك تُعَدُّ مصدرًا غذائيًا لمستويات أعلى في السلسلة الغذائية؛ كالاسماك الاكبر حجماً والطيور البحرية والبرية ( تتزود بالغذاء من مَصاب الانهار أثناء هجرتها ) والثدييات ( دببة، إنسان وكذا ). إضافة الى ذلك، يوفر مَصَب النهر بيئة مثالية لنمو العوالق النباتية " فيتو بلانكتون" والتي تَضبُط عن طريق عملية التمثيل الضوئي،(الى جانب النباتات والأشجار) نسبة ثاني اكسيد الكربون والأوكسجين في الطبيعة.

 وايضًا تحتضن بيئة مصب النهر  يرقات لأنواع من الأسماك البحرية  والتي تُشَكِّل %87 من اجمالي المأكولات البحرية في أمريكا.

لمصبات الانهار دور رئيسي في ضبط جودة المياه المسكوبه في البحار، إذ  تنمو في قعرها وعلى ضفافها مملكة نباتية مميزة تقوم بتنقية وتفكيك( الى حد كبير ) السموم والملوثات المُفرَزة في مياه الانهار من نفايات الصناعة قبل سريانها الى البحر.

كانت مصبات  الانهار وما زالت من أكثر النُظُم البيئية خصوبةً وحيوية لحياة البشر ويكفي ان نعلم ان 60 ٪ من سكان المعموره يقطنون في مدن منتشره على  ضفاف مصبات الانهار .

كما رأيتم ان وجود منطقه فاصله بين المياه العذبه والمالحه ( حجراً محجورا) يؤثر إما بشكل مباشر أو غير مباشر على حياة وبقاء جميع انواع الكائنات الحية، لذا تنشط في الغرب حركات حماية البيئة الداعية الى وقف اتلاف بيئة مصاب الانهار  والعمل على اصلاحها والحفاظ عليها كمحميات طبيعية. 

من كَرَم الله وفضله أنَّه يُذَّكرنا عبر آيات القرآن الكريم، بجزيل نِعَمِه علينا وفضله ، عسى نشكره فيرحمنا 

 -الحمد لله بقدر ما خلق وأبدع -


المصادر 

http://www.iupui.edu/~g115/mod14/lecture03.html

http://www.whoi.edu/oceanus/feature/where-the-rivers-meet-the-sea


http://www.elements.nb.ca/theme/estuaries/janice/importance.htm

http://oceanservice.noaa.gov/education/kits/estuaries/estuaries03_ecosystem.html

 


 


 


 


الكون مهيأ ومصنوع بدقة هائلة ، فلولا اختلفت كتلة كوكب المشتري او اختلف بعدها عن كوكبنا لاستحال بقاءنا على قيد الحياة 

المصدر 

http://earthsky.org/space/is-it-true-that-jupiter-protects-earth

 


الكون مضبوط بدقة مذهلة وكذلك علم الأحياء ومنها تعقيد البروتينات واستحالة حدوثها ذاتيًا. تُعَدُّ البروتينات اللَّبنات الأساسيَّة للحياة، وهي سلسة طويلة من الجزيئات التي تحتوي على مجموعات متنوعة من 20 حمض أميني مختلف. تتكون الآلات الكيميائيَّة الحيويَّة المعقَّدة غالبًا من العديد من البروتينات التي تنطوي على بعضها حتَّى تصبح شكلًا ثلاثيَّ الأبعاد يعتمد التَّسلسل الدَّقيق للأحماض الأمينيَّة في السِّلسلة. تستخدم البروتينات طيَّات متنوعة وظيفتها الحيويَّة، وكل بروتين له شكل محدَّد للغاية مع بعض الاختلافات البسيطة ويستحيل إحصائيًا افتراض حدوثها ذاتيًا !

 


لا غنى عن الاوكسجين لإستمرار الحياة على سطح الأرض ، فهو أساس عملية التنفّس عند الإنسان والحيوانات، ويدخل في عملية التركيب الضوئي عند النباتات. بالإضافة إلى ذلك فهو أساس عملية الاحتراق، ونسبته في الهواء ثابته بمقدار مضبوط بحيث لو زادت او قلت لاستحالت حياة البشر على كوكب الارض 

المصدر 

https://www.newyorkapologetics.com/5-anthropic-constants-that-point-to-the-universe-being-fine-tuned-for-life/?fbclid=IwAR3IJ-S6P2csSa3FZnSVaEmITvaIJMUdCvV27yzcwT7Js8OsyFx53ASWwxQ

العلم يؤكد الدين

و يكذب الصدفة و العشوائية

و يبطل الإلحاد