دلائل وجود الله إعداد : محمد عبد الله شحاده أولاً وقبل كل شيء، فلنتفق على أن معرفة الله تعالى والاعتراف له بالوحدانية، والافتقار إليه، هي معانٍ فطرية شديدة العمق في الكائن الإنساني، وأن هذا الموقف هو الأكثر توافقاً مع طبيعة الإنسان، وهو ما يخلق في نفسه الطمأنينة والسكينة، وبغيره تكون الحياة بلا معنى، وتظل كثير من التساؤلات الإنسانية الكبرى معلقة بلا جواب، ومن هنا يمكنك أن تفهم ما نقله ابن القيم عن شيخه رحمهما الله تعالى حيث قال: كيف تطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت: وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل إذن؛ هنا لا نتطرق إلى الدلائل من باب أننا نعالج مسألة ظنية، أو نثبت قضية تستدعي البحث المطول من البرهنة والتدليل، إنما نبحث عن اطمئنان القلب، وترسيخ الإيمان، لننال بذلك زيادة اليقين، وسكون القلب. 1-الدليل الأول والأعظم هو المكون الفطري الذي يقتضي الإيمان بوجود خالق مدبر لهذا الكون، إلا أن هذه الفطرة تحصل للإنسان معرفة إجمالية بربه تعالى، لكنها عاجزة عن تكميل معرفة العبد بربه وهنا يأتي دور الوحي، ويأتي دور الدلائل ال...