( يوم كان الطبّ بلا لغة غير العربيّة ) بقلم: مؤنس بخاري في يومنا، تقوم العديد من الجامعات في البلدان العربية بتدريس الطبّ باللّغات الإنجليزية أو الفرنسية، وتدعو بعض الجهات العربيّة إلى تعميم حصر تعليم علوم الطبّ باللّغة الإنجليزية، لا بل تدعو كذلك إلى جعلها لغة تدريس التخصّصات جميعاً، إلّا الأدبيّة. دعوة هذه الجهات حجّتها زعمٌ أنّ اللّغة العربيّة غير قادرة على حمل العلوم ومعارفها، ولا تسمح بتداولها بشكل “علمي” لأنّها لغة قديمة تموت. وسأناقش هذه المسألة بتفاصيلها في هذه التدوينة. لكن، لنعد بالزمن قروناً قليلة، حين كانت اللّغة العربيّة هي لغة تدرس الطبّ في هذا العالم. العربيّة، لغة العلم في أوروبا في القرون الوسطى، كانت علوم الطبّ تُدرس في أوروبا باللّغة العربية لأنّها كانت اللّغة التي كُتبت بها الكثير من الأعمال العلمية والطبّية المتقدّمة في ذلك الوقت. حتّى الدارسين من غير العرب وغير المسلمين لجأوا إلى نشر أعمالهم وبحوثهم باللّغة العربيّة، أملاً بوصولها إلى المجتمع العلمي آنذاك. هذا استمرّ حتّى بدأت النصوص العربية تُترجم إلى اللّغة اللّاتينية على نطاق واسع، ممّا ...
(أمانة وشدة الامام البخاري في جمع الحديث ) بقلم : محمد سليم مصاروة هل تعلم أن في مقدمة " فتح الباري لشرح صحيح البخاري " ستجد شرحًا عن منهاج البخاري في تقصي اعلى درجات صحة الحديث، لدرجة أنَّ البخاري انه كان متشددًا حتى في تصنيف وانتقاء الرجال الذين عاصروا الراوي ، فقد صنفهم لدرجاتٍ بحسب شدة قربِهم للراوي ومعاشرتِهم له ، أطلق اسم الطبقة الاولى على من كان مقربًا جدًا إلى الراوي وعاشره دائمًا - ولم يعتمد الطبقة الثانية التي كانت أقل معاشرةً للرواي إلا في حالات نادرة بخلاف الامام مسلم ) واستبعد الطبقة الثالثة والرابعة والخامسة ! رضي الله عن الامام البخاري