أسباب حفظ السُّنة النبوية من المفاخر العظيمة للأمة الإسلامية أن الله تعالى حَفِظَ كتابها من بين الكتب السوالف، وصان بجانبه السُّنة المطهرة وحَفِظَها من الضياع والعبث والكذب والتحريف، والسؤال هنا: ما هي أسباب حفظ السُّنة؟ ولماذا حُفِظَتْ السُّنة؟ وإلى متى ستُحفظ؟ وماذا يترتب على عدم حفظها؟ وما هي فوائد حفظها؟ إخوتي الكرام.. هناك أسباب كثيرة - هيأها الله تعالى أدَّت بمجموعها إلى حفظ السُّنة، ومن أهمها[1]: السبب الأول: السُّنة من الذِّكر الذي تكفَّل الله بحفظه: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]. (والذِّكر: اسمٌ واقِعٌ على كلِّ ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن، أو من سنةِ وحيٍّ يُبيِّن بها القرآن)[2]. وعلى هذا فالوحي المُنزَّل ينقسم إلى قسمين: الأول: وحي متلو معجز، وهو القرآن. الثاني: وحي مَروِيٌّ منقول ليس بمعجز، ولا متلو، لكنه مقروء، وهو السُّنة. والوحي بلا خلاف ذِكر، والذِّكر محفوظ، فسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم إذاً محفوظة بحفظ الله تعالى لا يضيع منها شيء[3]. قال ابن حزم - رحمه الله - مؤكّ...