بسم الله الرحمن الرحيم
نرفق لكم أخوتنا الكرام ملف كامل عن معاني الكلمات مع لطائف شرح و تفسير الآيات لسورة المؤمنون في القرآن الكريم
يمكن تحميلها عبر هذا الرابط

هل كان علماء الإسلام ملاحدة؟
يحاول الملحدون والنصارى والعلمانيون زرع روح الهزيمة النفسية في شباب الأمة. ومن وسائلهم تشويه تاريخنا عمدًا والافتراء على علماء المسلمين القدامى في عقيدتهم ودينهم ، وتصوير المسلمين كأنهم اليوم عالة على الأمم، في حين أن الصحيح هو العكس؛ فكل الأمم عالة على ما أخرجه المسلمون في عصرهم الذهبي.

والآن نأتي لأهم شبهاتهم وهي محاولة الطعن في علماء الأمة فيقولون :
1- أن معظم علماء الأمة لم يكونوا عربًا ؟
2- لم يكونوا من أهل السنة والجماعة بل وقد حكم بعض علماء الدين عليهم بالكفر أو الزندقة أو الإلحاد ؟
والجواب :
سنذكر أشهر الشخصيات التي يُزَوِّر تاريخها الملحدون على شبابنا ويقولون لهم أنهم كانوا ملحدين (بمعنى إنكار وجود الله)، في حين أنَّ أي زيارة حتى للويكيبديا عن أي عالم مسلم منهم ستنسف كل الأكاذيب ! فلا يوجد في تاريخ أمة الإسلام عالم مُلحد واحد!


الفارابي
وُلد سنة 260 هجرية ولُقِّب ب” المعلم الثاني ” نسبة للمعلم الأول أرسطو .. وهو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية … وصاحب كتاب “الآثار العلوية” والمنافح عن عقيدة التوحيد .. والذي قضى عمره زاهدا متقشفا ليتفرغ لتأصيل فلسفة التوحيد، وواجب الوجود وحين مات صلَّى عليه سيف الدولة ابن حمدان .. يقول الفارابي ” معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله والفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، أما الرسول فتأتيه المعارف مُنَّزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل "
ويضع الفارابي شرطا جوهريا في مدينته الفاضلة وهو الإيمان بالله الواحد الأحد لكل أبناء المدينة .. فكيف يُقال عن هذا أنه ملحد ؟..!!

ابن سينا
وُلد سنة 370 هجرية، وكان والده شيعياً إسماعيلياً .. ولُقِّب ب ” الشيخ الرئيس ” وعاش متفائلاً في جميع مراحل حياته وكان يعتقد أن العالم الذي نعيش فيه أحسن العوالم الممكنة وكان له تأثر شديد بالإسماعيلية في كتاباته ولذا يعتبره شيخ الإسلام -ابن تيمية- من الطائفة الإسماعيلية لا أكثر .
وكان ابن سينا يقول بالمعاد الروحاني لا الجسماني فقد كان متأثرا كثيرا بالفلسفة الباطنية عند الإسماعيلية لكن هذا شيء والإلحاد الذي هو كفر الصانع شيء آخر تماما .
بل إنه لما اعتل وتكاثرت عليه الأمراض في نهاية حياته اغتسل وتاب وتصدَّق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلبا للمغفرة، وبدأ يختم القرآن كل ثلاثة أيام .
المصدر :وفيات الأعيان .. لابن خلكان المجلد الثاني صفحة 157

ابن طفيل
وُلد سنة 493 هجرية في قرطبة، وهو من قبيلة مُضر العربية، وهو الفيزيائي الطبيب العالم الفيلسوف، قاضي الأندلس .. صاحب رواية “حي بن يقظان ” الشهيرة التي تروي قصة طفل نشأ في جزيرة نائية بحضرة الحيوانات فاهتدى بفطرته إلى الله وظل يتعبد له …وقصة “حي بن يقظان ” قصة فلسفية في غاية الرُقِّي الفكري تُصنَّف في باب الإلهيـات وإثبات الروح بالفطرة ..
فهل هذا يُقال عنه أنه ملحد ؟

ابن رشد
وُلد سنة 520 هجرية .. فيلسوف وفقيه وقاضي وفيزيائي وطبيب .. إمام أهل الأندلس المالكي، شيخ فلاسفة الإسلام .. قاضي أشبيلية .. صاحب كتاب ” فصل المقال فيما بين الحِكمة والشريعة من الاتصال” وهو الكتاب الذي يشرح الجمع بين العقل والنقل .. يقول ابن رشد “إنّ الحكمة هي صاحبة الشّريعة، والأخت الرّضيعة لها، وهما المصطحبتان بالطّبع، المتحابّتان بالجوهر والغريزة ” .. ويَعتبر ابن رشد أن الفلسفة هي ” النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع، أعني من جهة ما هي مصنوعات، فإن الموجودات إنما تدل على الصانع بمعرفة صنعتها وأنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم، كانت المعرفة بالصانع أتم ”
المصدر :ابن رشد .. فصل المقال ص22
ثم يأتي ملحد رضيع معاصر ويُصنف ابن رشد في قائمة الملحدين عنده ..والله المستعان .!!

ابن الراوندي
من أكثر الشخصيات غُموضا في تاريخ أُمة الإسلام .. لا نعرف هل مات في الأربعين أم الثمانين انتقل بين الديانات ..
كان يهودياً وأسلم ليستعز بالدولة الإسلامية العباسية، ثم أصبح معتزليًا لأنهم الأقرب للخليفة، ثم هاجمهم، ثم التحق بالشيعة الباطنية، وألف كتاب في تأييد الشيعة مقابل 33 دينار، ثم أصبح سُنياً وألف كتاب في التوحيد انتصاراً للسُنة، ثم صار يهوديًا مرة أُخرى وألَّف كتاب البصيرة لنصرة اليهودية مقابل 400 درهم، ثم حاول الرد على اليهود فأسكته اليهود مقابل 100 درهم أُخرى .. ومِثل هذا عبء على اليهود واليهودية لا أكثر..!!
المصدر :يوسف زيدان أُستاذ الفلسفة ومدير مركز المخطوطات بمكتبة الاسكندرية

عبد الله ابن المقفع
وُلد سنة 142 هجرية .. فارسي زرادشتي اعتنق الإسلام .. واتصل بعم أبي العباس السفاح و أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، وكانت علاقاته السياسية سببا مباشرا في قتله وتلويث سمعته من قِبل حُساده بعد موته .. ولذا يقول وائل حافظ في تصديره لكتاب الأدب الصغير ” ابن المقفع كُتُبُهُ بين أيدينا تكاد تنطق قائلة : ((وايم الله ! إنَّّ صاحبي لبريء مما نُسب إليه)) !.وليت شعري كيف ساغ لفلان وفلان وفلان ممن ترجموا للرجل أن يجزموا بذلك، وكلهم قد صَفِرَت يَدُهُ من البرهان؟ إنْ هي إلا تهمة تناقلوها بدون بيان. وقِدْمًا اتهموا أبا العلاء المعري بذلك حتى قيض الله له مِن جهابذة المتأخرين مَن أثبت بالدليل الساطع والبرهان القاطع براءته. ”
ولذا يقول د. عبد الرحمن بدوي ” ابن المقفع نَسبت إليه المعتزلة الكثير من الأقوال وهذا يرجع إلى الحسد ”
المصدر :من تاريخ الإلحاد في الإسلام .. د.عبد الرحمن بدوي

ابن زكريا الرازي
وُلد سنة 250 هجرية .. عالم وطبيب فارسي ومن أشهر الأطباء في التاريخ .. وقد ابتكر خيوط الجراحة وصنع المراهم ..
لم ينكر وجود الله وكان يعتبر العقل هبة الله ليتفكر به الإنسان .. وهو صاحب كتاب “إن للعبد خالقاً “.. فكيف يُصنف في زمرة الملحدين .؟
أما ما نُسِّب إليه في النبوات فيقول د. عبد الرحمن بدوي ” ابن زكريا الرازي كل ما لدينا عنه يرجع إلى ما يُورده الخصوم فضلا عن ندرة هذه الآثار أصلا ”
المصدر :من تاريخ الإلحاد في الإسلام .. د.عبد الرحمن بدوي .. ص165
ولذا يُثني عليه الإمام الذهبي في سِير أعلام النُبلاء ولم ينقل فيه مذمَّة واحدة يقول الذهبي ” أبو بكر ، محمد بن زكريا الرازي الطبيب ، صاحب التصانيف ، من أذكياء أهل زمانه ، وكان كثير الأسفار ، وافر الحرمة ، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى ، وكان واسع المعرفة ، مكبا على الاشتغال ، مليح التأليف .. وله كتاب : الحاوي ثلاثون مجلدا في الطب ، وكتاب : إن للعبد خالقا ” !!
المصدر :سير أعلام النبلاء للذهبي : الطبقة السابعة عشر : محمد بن زكريا

جابر ابن حيان
وُلد سنة 101 هجرية .. عالم مسلم عربي .. كيميائي ويُعد أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ .. وتُسمى بإسمه فيقال ” علم جابر ” ويُقصد به الكيمياء، وله في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق.
ويوصف طبقا لفرانسيس بيكون أنه ” أول من عَلَّم عِلم الكيمياء “..
وهو أول من أكتشف الأحماض والقلويات وأطلق عليها هذا الإسم الذي ما زالت تعرف به في الغرب والشرق alkali
واستخدم المنهج التجريبي في أبحاثه .. وكان من أصحاب جعفر الصادق .. وكان صوفيا دراسا للقرآن الكريم .. !!
ولا أدري ما علاقة الرجل بالإلحاد ..!!

الجاحظ
وُلد سنة 159 هجرية .. من كبار أئمة الأدب العربي في العصر العباسي .. وكان فقيرا فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل، فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته… !!
تتلمذ على يد إبراهيم بن سيار النظَّام المعتزلي .. وله مقالات في أصول الدين ..وأشهر مؤلفاته ” الحيوان ” و” البيان والتبيين ” وكان مُحبَّا للعلم والعلماء والأئمة وملازما لهم طيلة عمره …
ومن مؤلفاته في العقيدة ” الحُجة في ثبت النبوة ، و ” الرد على اليهود “، و “الرد على الجهمية ”
وما أدري كيف يوصف الرجل بالإلحاد …؟ !!

أبو العلاء المعري
وُلد سنة 363 هجرية .. شاعر وأديب عربي من العصر العباسي .. قال ابن فضل العمري: “أخذ عنه خلق لا يعلمهم إلا الله،كلهم قضاة وخطباء وأهل تبحر واستفادوا منه، ولم يَذكره أحد منهم بطعن، ولم يُنسب حديثه إلى ضعف أو وهن”.
آمن المعري بالله إيمانًا فطريًا وعقليًا يجعله لا يرتاب في وجود الخالق:
أثبت لي خالقًا حكيمًا … ولست من معشر نُفَاة
بل إن صِلته بربه قوية وأعز عنده من الدر والياقوت:
وشاهدٌ خالقي أن الصلاة له … أجل عنديَ من دري وياقوتي
انقطع عن الدنيا وفارق لذائذها، وأطلق على نفسه رهين المحبسين، وكان يصوم النهار ويسرد الصيام سردًا لا يفطر إلا العيدين، ويقيم الليل ولا يأكل اللحوم والبيض والألبان ولايتزوج، وكان يكتفي بما يخرج من الأرض من بقل وفاكهة .
اتُهم بالزندقة بسبب رسالته في الغفران لكنها رسالة مزح كان يمازح فيها صديقه ابن القارح، وتظهر فيها مقدرة المعري اللغوية كما تبدو فيها مقدرته على السخرية والنقد ..!!
ولكنه وَجد من يدافع عنه نافيًا هذه التهمة. ومن هؤلاء أبو فهر محمود شاكر والمُحدث أحمد شاكر والقفطي وابن العديم، وسَمَّى الأخير كتابه:” كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري “وقال في مقدمته متحدثًا عن حُسَّاده وشانئيه: ” ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده فجعلوا محاسنه عيوبًا وحسناته ذنوبًا وعقله حمقًا وزهده فِسقًا، ورشقوه بأليم السِهام “.
ومِن أحسن الشهادات في حقه شهادة الإمام الذهبي حين قال في سير أعلام النُبلاء “وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر والأدب الباهر والمعرفة بالنَسَّب وأيام العرب. وله في التوحيد وإثبات النبوة وما يحض على الزهد وإحياء طرق الفتوة والمروءة، شِعر كثير والمشكل منه فله ـ على زعمه ـ تفسير”.

الكِندي
وُلد سنة 185 هجرية .. عالم مسلم عربي .. برع في الفيزياء والطب والترجمة وهو رائد تحليل الشفرات .. ويلقب ب “فيلسوف العرب” نظرا لبراعته في التوفيق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية .. وفلسفته كانت في إثبات توحيد الله وفي الروح ويرى أن النبوة تفضل الفلسفة في أربعة أوجه :” في شموليتها وأنها من الله مباشرة وسهولة تلقيها من الله وسرعة تلقينها للناس العاديين بعكس الفلسفة الأكثر تعقيدا. “..
فكيف يقال عن هذا أنه مُلحد ؟

أبو حيان التوحيدي
وُلد سنة 310 هجرية .. فيلسوف متصوف .. قال عنه تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى “شيخ الصوفية وصاحب كتاب البصائر وغيره من المصنفات في علم التصوف… .وكان فقيرًا  صابرًا متدينًا إلى أن قال: وكان صحيح العقيدة قال الذهبي: كذا قال، بل كان عدوًا لله خبيثا, وهذه مبالغة عظيمة من الذهبي ” انتهى.
قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء “أبو حيان التوحيدي… صوفي السمت والهيئة..فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاء وفطنة، وفصاحة ومكنة، كثير التحصيل للعلوم في كل فن حفظه، واسع الدراية والرواية، وكان مع ذلك محدوداً محارفاً يشتكي صرف زمانه، ويبكي في تصانيفه على حرمانه…”
المصدر : ياقوت الحموي، معجم الأدباء، الجزء الخامس عشر، حرف العين
وبعد هذه القائمة نقول :
أن أية حضارة لا تقاس بأفرادها وإنما بدستور الدولة الذي يديرها ويكفل لأفراده التقدم والإبداع بغير خوف أو تقطير – والدليل أننا لم نرى للأمم التي جاورت أمة الإسلام مثل نبوغ الحضارة الإسلامية لو كانت المسألة في العلماء !! فلماذا لم ينبغ علما منهم كما نبغوا تحت راية الإسلام ؟!
فأمريكا مثلا اليوم يُشار إليها كقبلة للتقدم والرقي العلمي – في حين أن أغلب الموجودين بها وبجامعاتها هم علماء من شتى دول العالم (سواء احتفظوا بجنسياتهم أم تم إعطائهم الجنسية الأمريكية) مع تنوع كبير في التوجهات العقدية !! وكل ذلك لم يُقلل من شأن وصفها في شيء
وإنما نجد المادح لها يمدحها على أنها : ((تنفق)) على الأبحاث العلمية حتى تبلغ ميزانية بعض جامعاتها ما يوازي ميزانية دول أخرى بأكملها !! وهذا بالضبط ما كانت تفعله الحضارة الإسلامية !!
فهي تملك دستورا (قرآنا وسنة) يحثان على العلم والتدبر والنظر في ملكوت الله ونفع الناس والعمل على النظافة والقوة وضبط الوقت ومواقيت العبادات فلكيا وزمانيا وجغرافيا إلخ : وبما لم يوجد في أي حضارة أو ديانة في أي أمة من قبل وباعتراف كل المفكرين والمستشرقين المحايدين والمنصفين.
ومن هنا نعلم أنه كما أن الإسلام لم يفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى : فإنه كحضارة أيضا لا ينبغي أن يتم نسبتها إلى العرب فقط أو علماء المسلمين من الفرس فقط، أو أفريقيا فقط إلخ ، فالكل قد ناله من تشجيع الدين له على الإبداع والاختراع والاكتشاف بلا خوف طالما كان في أمور الدنيا ولم يبتدع في الدين أقوالا باطلة.
وهنا ملحوظة هامة قد لا يعرفها الكثيرون للأسف وهي : أن العرب من أمة الإسلام (وإلى اليوم) لا يمثلون سوى 20 % فقط من الإسلام (أي الخُمْس تقريبًا) !! فنحن أمة عظيمة جمعت الشرق والغرب تحت لواء الفطرة والدين القويم والتوحيد.
بل وأشهر علماء الدين واللغة العربية نفسها لم يكونوا من الجزيرة العربية – ولكم أن تتخيلوا ذلك !! – مثل البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم الكثير جدا جدا !!
ورغم ذلك :
فعلماء العرب أيضا كثيرون وليسوا قلة كما يحاولون إيهام المسلمين والشباب والضحك عليهم .

2- وأما قولهم أن أغلب العلماء لم يكونوا على منهج أهل السنة والجماعة – وأيضا أنه تم الحكم بتكفير أو زندقة أو إلحاد أغلب أولئك العلماء
فالجواب – وبجانب القائمة السابقة الدالة على كذبهم – :
فإن استخدام كلمات مثل (أكثر) و (أغلب) هي من الكذب والتدليس البارد – وذلك لأن أصحاب هذه الشبهات لمحاولة تشويه حضارتنا، لا ينتقون إلا قلة قليلة من العلماء الذين بالفعل كانوا شيعة مثلا أو عملوا في بلاط بعض سلاطين الرافضة أو الباطنية وهم ليسوا على نفس باطلهم بالضرورة – أو ممن كان لهم كُتُب في فلسفات خالفت أُسُسًا من الإسلام (مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد الحفيد) ولا يذكرون أسماء العلماء الذين لم يكونوا كذلك، حتى لا تنكشف لعبتهم وشبهتهم !!
فاختيار أصحاب الشبهة لأولئك (القلة القليلة) بعناية : يدل على (انتقائيتهم) وعدم حياديتهم وإلا : فأغلب العلماء في التخصصات الدنيوية والطبيعية كانوا مسلمين عاديين لهم صواب أو خطأ، مثلهم مثل أي مسلم – لأنه ليس بالضرورة كل عالم دنيا هو متخصص في الدين . أيضا التلاعب بوصف الإلحاد من ملحدي اليوم ،حيث أن معنى الإلحاد كما في القرآن هو (الميل عن الشيء) ومنه دفن الميت في اللحد في جانب القبر ولذلك كان كل من يخالف ضروريات في الإسلام : كان يَصِفَه علماء الدين بأنه ألحد في الدين أي : مال عن الأصل – وليس معناه أنه (أنكر) وجود الله كما يحب الملحدون أن يُظْهروا ذلك ويضحكوا به على الشباب والدليل : أننا نتحداهم أن يأتوننا بعالم مسلم واحد من المشاهير وهو ينكر وجود الله !!!
أيضا الوصف بالزندقة أو مجمل الكفر (كفر الفعل أو القول نفسه بغير إقامة الحجة على صاحبه) لا يُعَدُّ تكفيرًا على الدوام إلا بقرينة. ولم يُستخدم مثل تلك الأوصاف (الكفر والزندقة والإلحاد) إلا مع الذين أنكروا معلومًا من الدين بالضرورة رغم إيمانهم بالله – مثل مَن أنكر البعث أو بعث الأرواح دون الأجساد أو أنكر النبوات أو تَحَدَّث في ذات الله بما لم يأتنا بوحي، وبما لا يدركه عقل، ولم يطالبنا به الدين.
وهكذا كان علماء الدين يقومون بتنقية أي ميل عن الدين – مثلا خَلْط الكيمياء بالخيمياء وعلوم السحر، فهذه زندقة – وكذلك خَلْط المنطق وقواعد التفكير الصحيح بالفلسفات الباطلة وسفسفطاتها،وأيضا خَلْط الفلك بالتنجيم ونحوه.
فكان علماء الإسلام يذمون الباطل ويشجعون الحق. وأما أصحاب الشبهات فينقلون للشباب المسلم فقرات من كلام العلماء وهم يذمون الباطل : ويروجونها على أنهم كانوا يرفضون العلم بأكمله وهذا من التدليس والغش. وأخيرا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بحكم مجمل واضح :
” والذي نختاره ألا نكفر أحدا من أهل القبلة ”
المصدر :
من كتابه درء تعارض العقل والنقل 1/ 95
وفي بقية كلمه هناك كلام مفيد في إعذار كل مسلم حسب اجتهاده فيما لم يرد فيه نصوص صريحة.

نقلًا عن صفحة ( الباحثون المسلمون )


الاعجاز العلمي للقرآن الكريم في الإخبار عن تَضَيُّق الصَدْر وصعوبة التنفس عند الارتفاع في السماء

بقلم: محمد سليم مصاروه 
صيدلي وماجيستير في علوم الأدوية

عندما نصعد في الأعالي الشاهقه فان كمية الأكسجين تقل ويقل معها الضغط الجزئي للأوكسجين وباقي الغازات، ويدخُل أقل هواء في الشهيق الواحد ولذلك تنكمش الرئتان وتضيّقان ويعاني الانسان من صعوبة بالتنفس. وقد دُوِّنَت هذه الحقيقة العلمية لأول مرة، في القرن التاسع عشر،بينما ذَكَرَ القران الكريم ذلك قبل أربعة عشر قرناً !


المصادر :




 دلائل وجود الله
إعداد : محمد عبد الله شحاده


أولاً وقبل كل شيء، فلنتفق على أن معرفة الله تعالى والاعتراف له بالوحدانية، والافتقار إليه، هي معانٍ فطرية شديدة العمق في الكائن الإنساني، وأن هذا الموقف هو الأكثر توافقاً مع طبيعة الإنسان، وهو ما يخلق في نفسه الطمأنينة والسكينة، وبغيره تكون الحياة بلا معنى، وتظل كثير من التساؤلات الإنسانية الكبرى معلقة بلا جواب، ومن هنا يمكنك أن تفهم ما نقله ابن القيم عن شيخه رحمهما الله تعالى حيث قال: كيف تطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل

إذن؛ هنا لا نتطرق إلى الدلائل من باب أننا نعالج مسألة ظنية، أو نثبت قضية تستدعي البحث المطول من البرهنة والتدليل، إنما نبحث عن اطمئنان القلب، وترسيخ الإيمان، لننال بذلك زيادة اليقين، وسكون القلب.

1-الدليل الأول والأعظم هو المكون الفطري الذي يقتضي الإيمان بوجود خالق مدبر لهذا الكون، إلا أن هذه الفطرة تحصل للإنسان معرفة إجمالية بربه تعالى، لكنها عاجزة عن تكميل معرفة العبد بربه وهنا يأتي دور الوحي، ويأتي دور الدلائل التي بثها الله في الأنفس وفي الآفاق: (سنريهم آياتنا في الآفاق) ، (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
ومن ثم يأتي دور التفكر والتأمل، ومن خلالهما ندرك أن التعقيد والعظمة في هذا الكون لا يشيران فقط إلى وجود خالق عظيم فاطر موجد مبدع، وإنما إلى استحالة استمرارية الحياة وخرابها لولا رحماته ورعايته وتلطفه.

2-الأرض.. حجمها مثالي، الغلاف الجوي المحيط بها يتكون من طبقة من الغازات تمتد حوالي 50 ميلاً فوق سطحها, يشكل النيتروجين والأكسجين النسبة العظمى فيها . إذا كانت الأرض أصغر ، فستنعدم كل أشكال الحياة، بسبب الضغط الهائل والبرودة القاتلة، مثل كوكب عطارد، وإذا كانت أكبر، فإن غلافها الجوي سيحتوي على هيدروجين حر ، مثل كوكب المشتري، مما يعيق العمليات الحيوية ويسبب الاحتراق . والأرض هي الكوكب الوحيد المعروف حتى الآن المُجَهَّز بالمزيج المتناسق والمناسب من الغازات للحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية والبشرية . إضافة إلى البعد الدقيق والمناسب للأرض عن الشمس، مما يجعل درجة حرارة الأرض تتباين من -30 درجة إلى +120 درجة، وهو المدى الملائم للحياة، وإن أي ابتعاد للأرض عن الشمس سيتسبب في تجمدها وأي ابتعاد سيتسبب في احتراقها، بالإضافة إلى أن الأرض تدور حول الشمس بسرعة تقارب 76000 ميل في الساعة، وتدور حول محورها ويتيح هذا الدوران تعرض سطح الأرض كاملا للتكييف الحراري بشكل يومي.
وقمرنا أيضا حجمه وموقعه مثالين، جاذبيته تسبب ظاهرة المد والجزر المهمة للمحيطات حتى لا تتعرض المياه للركود، وبنفس الوقت تمنعها المحيطات الضخمة من الانتشار والتأثير على القارات، ويدور حول الأرض بمواقيت دقيقة ومتقنة لا يحيد عنها ولا ينحرف "والقمر قدرناه منازل"
من خلق الأرض والقمر؟ هل هو العَدَم؟ ومن الذي أوجدهما على هذه المسافة الدقيقة؟ وأبقاهما عليها رغم مرور الزمن؟ومن الذي هيأ الأرض ونسقها لتلائم كل أشكال الحياة؟ هذا فقط على مستوى الأرض والقمر الذين لا يشكلان شيئا في عالم الفلك العظيم، بل هما كذَرَّة في شاطئ محيط، إن هذا كله يحتم وجود خالق عظيم عاقل مدبر.

3-"وجعلنا من الماءكل شيء حي"
- الماء.. عصب الحياة.. المعجزة التي لا لون لها ولا رائحة ولا يوجد أي شيء حي يستطيع الاستمرار بدونه، لماذا تتناسب خصائص الماء بشكل فريد مع كل أشكال الحياة؟
عملية تبخره التي تتم بشكل دقيق جداً، ويليها تشكُّل الغيوم التي تنتقل بواسطة الرياح لإسقاطها من جديد على الأرض عن طريق الأمطار، تقنية إعادة التدوير هذه، هي التي تدعم الحياة على سطح الأرض وتسمح باستمرارها.
توتر الماء السطحي الفريد الذي يسمح بانتقاله في النباتات عكس الجاذبية عبر عملية تدعى "النسغ".
وجود مجال ملائم وواسع بين نقطة تجمد الماء وبين وغليانه،يتيح للكائنات الاستمرار في بيئة تتسم بالتغيرات، وحتى حين يتجمد الماء ، فانه يتجمد من أعلى إلى أسفل وذلك  يسمح للكائنات البحرية بالعيش في الشتاء.
كذلك ،تركيبة الماء  الكيميائية تسمح له بالارتباط بالعديد من المواد والمعادن والمُغَذيات ونقلها عبر الدم، وأيضًا نفوذه عبر الخلايا دون التأثير على تركيب المواد التي ينقلها لحياديته، ويشكل الماء حوالي ثلثي جسم الإنسان، وهذه النسبة ثابتة لا تتغير مهما شربنا أو طرحنا، كيف يكون ذلك؟ هناك 16 طريقة يفعلها الجسم حتى لا يختزن الماء الزائد من خلال أربع أعضاء رئيسة: " المخ، القلب، الكبد، الكلى" هذه الأعضاء الأربعة مسؤولة عن إخراج المقدار الذي أدخلناه تماماً من الماء عن طريق البول أو العرق أو النفس:
"وأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين"
وأيضًا تقوم الغُدد الصماء بالمحافظة على الاستتباب الداخلي للجسم وضبط نسبة الشوارد والمركبات من خلال عملية تدعى بالتلقيم الراجع، ومن خلال عمل الهرمونات المتعاكسة.

4- الدماغ البشري
 يقوم بمعالجة أكثر من مليون رسالة في الثانية الواحدة. يتلقى الرسالات من جميع الخلايا والأنسجة والأجهزة، يفسر الإشارات المهمة ويتجاهل غير المهمة، مما يمنحك الكفاءة العالية والتركيز والفاعلية في الأداء والتكيف والتفاعل مع الوسط من خلال التشخيص، والتفكير، والتخطيط والإحساس والإدراك.
يدرك دماغك الألوان التي تراها، ودرجة الحرارة من حولك، وضغط قدميك على الأرض، والأصوات المحيطة بك، ورطوبة فمك، يدرك كل عواطفك وأفكارك وذكرياتك ويعالجها، وفي الوقت نفسه يُشرف على جميع العمليات الحيوية في خلايا جسدك مثل الضغط والنبض والتنفس.

5-العين البشرية
 تتكون من عدة طبقات، منها الصلبة التي تشف من الأمام وتتحدب لتكوّن القرنية الشفافة التي يكون تركيز الخلايا فيها حوالي ألف ضعف تركيز الخلايا في الجلد مما يجعلها حساسة جدا للمنبهات الخارجية المؤذية، وتحتها المشيمية التي تكون غنية بالأوعية الدموية وتمتص الحرارة الزائدة والصدمات وتقيها من التعرض للأذيات، وتتلقى الغذاء من الدم وتنقله إلى الخلايا الحساسة للضوء عن طريق الارتشاح لأن امتداد الأوعية للداخل سيعيق عملية الرؤية، وتليها الشبكية التي مساحتها حوالي ميليمتر مربع  وثلث؛ وفيها مليون وثلاثمائة ألف مستقبل ضوئي و يمكنها التمييز بين سبعة ملايين لون وتتلقى حوالي 1.5 مليون رسالة في نفس الوقت! وترتيب الخلايا دقيق جداً ومُنَظَّم مما يجعل عملية الإبصار في ذروة كفاءتها، والعين لا تتعب رغم أنها تتحرك حوالي 100 ألف حركة في اليوم, لأن عضلاتها الخاصة مزودة بضعف الخلايا العصبية لأي عضلة أخرى مما يجعلها تتحرك بأريحية وانسيابية وبتعب وجهد أقل. وفي العين خلايا مسؤولة عن الظلالية وأخرى عن حركة الأجسام والتمييز بينها وبين الساكنة، وأخرى معنية بتكامل المعلومات، وأخرى للرؤية الليلية والتفاصيل وحدوث التغيرات في الصورة، وهذه المعلومات يوصلها إلى الدماغ العصب البصري الذي يخرج من العين عبر 800 ثقب حتى لا يخل بمنظومة الرؤية؛ وبعدها يأتي دور الدماغ لتفسير المعلومات وتنسيقها وتكاملها.
كل هذا يعطي دلائل عظيمة على عظمة الخالق وإبداعه، ويستهزئ بخرافة التطور التي تُبنى على الطفرات العشوائية والانتخاب الأعمى والاصطفاء الأخرق عبر ملايين السنين، الذي يكون بلا غاية ولا هدف ودون قصد أو وعي, ناسِبَةً ذلك الى كائنات غير حية بدأت في ظلمات البحار؛ وبُثَّت فيها الحياة -بطريقة ما-!

6-الحمض النووي - المادَّة الوراثية
إنَّ اللغة التي تتلقى فيها الحواسيب المعلومات وتصدرها هي لغة الأصفار والواحدات، كل تَصَرُّف أو عملية تتم برمجتها مسبقاً، الأمر مشابه لما يحدث للمادة الوراثية داخل خلايا الجسم ولكن على مستوى أعقد وأكثر إتقاناً، يحتوي جسم الإنسان على 37.2 ترليون خلية على أقل التقديرات، في أغلب الخلايا عدة عضيات أهمها النواة، تحتوي النواة على المادة الوراثية التي تعتبر بمثابة مكتبة عظيمة فيها المعلومات اللازمة لعمل كل خلايا الجسم، هذه المادة تسمى ال DNA وهي عبارة عن تسلسل من النكليوتيدات التي تدعى اختصاراً " A- T - C - G" التي هي بمثابة أحرف اللغة التي كتبت بها كتب تلك المكتبة؛ وكل مجموعة من النكليوتيدات تدعى "جينات"
هذه المادة الوراثية مرصوصة ومرتبة بشكل متقن ودقيق؛ وهي طويلة جداً، طول كل واحدة منها في كل خلية حوالي 2 متر، وإذا استثنينا الكريات الحمراء والصفيحات لعدم احتوائهما على المادة الوراثية، يصبح عدد الخلايا 10 ترليون خلية، وبالتالي يكون الطول الكلي للمادة الوراثية عند الإنسان الواحد 20 ترليون متر, أي 20 مليار كيلومتر! وهذه المسافة تكفي لتدور حول الشمس حوالي 4577 دورة؛ وتكفي ل 70 رحلة ذهاباً وإيابا نحو الشمس، وهذا كله على أقل التقديرات. والحمض النووي ليس مجرد خيوط ميتة جامدة مرصوصة وإنما هي مادَّة فعالة نشطة، إذ تحوي جميع المعلومات اللازمة لعمل كل خلايا الجسم، و في ال DNA يوجد حوالي 20 ألف جين، وكل جين يُترجم إلى بروتين معين، في البداية يتم نسخ المعلومات الموجودة على ال DNA، وبعدها يخرج الجزيء المنسوخ إلى خارح النواة لتتم ترجمته بمشاركة جزيئات خاصة تقرأ الأحرف وتفك الشيفرات ثم ترتب الحموض الأمينية وبعدها تعطي البروتين الخام؛ الذي تتلقفه جزيئات خاصة أخرى وتنقله إلى معامل متخصصة في الخلية لتتم عملية تهيئته ليصبح بروتيناً قادراً على المساهمة في بناء الجسم أو أداء أنشطته ووظائفه.

كل شيء مرتب ومخطط ومتناسق ومتناغم، كل شيء يهتدي إلى مكانه المناسب وفي الوقت المناسب وبالقدر المناسب، كل شيء يعرف ما له وما عليه، الذي أوجد هذا كله ليست الصدفة العمياء أو العدم أو التطور الأخرق، الذي جعل ترليونات الخلايا تنقسم وتتكاثر وتتمايز وتتخصص شكلاً ووظيفةً ليس اللاشيء، الذي ضَغَطَ خيوط المادة الوراثية لتعود وتتفكك عند الحاجة ليس العبث.. ولكنه الله: "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين.
إنه: "ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"

وهذا كله غيض من فيض، وكلما غاص المتفكر في آيات الله ودلائله، وأعمل عقله في سبيل معرفته، بصدق نية، وقصد طلب الهداية والحق، كلما رأى العجب العجاب، ولكننا نتعجب ممن علموا ولكن لم يفهموا، وخبروا ولكنهم لم يهتدوا: إن لم يفدك العلم خيراً.. فخير منه أنك قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ ... فليتك ثم ليتك ما فهمتا

تقول إحدى الملحدات السابقات : "نحن نعرف أن الله موجود لأنه يلاحقنا أينما ذهبنا. إنه باستمرار يرشدنا إليه، كنت ملحدة فيما مضى، ومثل العديد من الملحدين،كان تثير غيظي قضية الإيمان بالله، أقضي وقتي وأركز اهتمامي لدحض شيء لا نعتقد أنه موجود حتى ؟! هل تخيلتم هذه السخافة؟ ما معنى ذلك؟ وما الذي يدفعنا لفعل ذلك؟ كنت أعتبر نفسي مسؤولة عن توعية المؤمنين وإرشادهم ودفعهم عن حماقاتهم، وكان لي أيضا دافع آخر وهو الجدل ليس إلا، شعرت بفضول عميق لمعرفة ما إذا كان بإمكان المؤمنين إقناعي بمسألة وجود الله، فإذا استطعت أن أبرهن للمؤمنين أنهم مخطئين ، عندها سأنتصر، وسيكون لي مطلق الحرية في متابعة حياتي على الشكل الذي أريد.
لنكن صريحين، الله خلقنا وخلق الكون وبث فيه الآيات والدلائل على وجوده وقدرته وإتقانه، يريد منا أن نبحث عنه ونجده ونعرفه، يبدو أنها أسمى غاية من الغايات التي خلقنا من أجلها.
بدا الأمر كما لو أنني لم أستطع الهروب من التفكير في وجود الله وقدرته، في الحقيقة، في اليوم أيقنت فيه بوجود الله، بدأت أصلي وأقول: "حسنًا ، أنت تربح ..."وفي الحقيقة حتى لو لم يعترف الملحدون، إلا أن أكثر ما يزعجهم هو أن الله يلاحقهم ويؤرقهم باستمرار.
لست الوحيدة بهذا الرأي، يقول مالكولم موجيردج، المؤلف الاشتراكي والفلسفي : "... ليلة بعد ليلة ،عندما أخلو بنفسي ولو لثوان قليلة، أجدني منساقاً للتفكير بالأمر الذي دائما ما أتهرب منه، ولكنني في النهاية استسلمت وأقررت بأن الله هو الله"
وأيضا يقول لويس في كتابه بعنوان "مندهش من الفرح" : "كنتيجة لمعرفة الله. لم يكن لدي أي توقعات سوى الاعتراف بحق بوجود الله. لكن خلال الأشهر القليلة التالية ، اندهشت من عظيم حبه لي."

المصادر
https://www.everystudent.com/features/isthere.html

- برنامج رحلة اليقين ..د إياد قنيبي.
- برنامج اسأل ولا تخف..د مهاب السعيد.
- كتاب البيولوجيا للثالث الثانوي.. منشورات وزارة التربية السورية.
- كتاب شموع النهار.. د عبدالله العجيري
- د حسام موافي .. في حديثه عن كتاب The water


إسهامات علماء المسلمين في الفيزياء
      بقلم : د. راغب السرجاني


الحضارة سبق وريادة وتجديد،اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
*  شأن كل العلوم التي تتقدَّم وتتطوَّر مع تعاقب الأمم والحضارات، قامت العلوم الطبيعيَّة عند المسلمين في بدئها على مؤلَّفات اليونان، تلك التي استند فيها اليونانيُّون إلى الفلسفة المجرَّدة في محاولاتهم فَهْم الطبيعة، ودون أن يكون للتجربة دور يُذْكَر في تلك المحاولات، غير أن العلماء المسلمين ما لبثوا أن طوَّروا هذا الأساس، وخاضوا غمار علم الفيزياء ببراعة وذكاء منقطعَي النظير، حتى لكأنهم أنشئوا علمًا جديدًا، وذلك حين جعلوا علم الفيزياء عِلمًا يستند إلى التجربة والاستقراء، عوضًا عن الاعتماد على الفلسفة أو التأمُّلات والأفكار المجرَّدة.فكان من جرَّاء ذلك أنهم استنتجوا نظريات جديدة وبحوثًا مبتكرة، مثل: قوانين الحركة، والقوانين المائية، وقانون الجاذبية الأرضيَّة، كما بحثوا في الوزن النوعي للمعادن والسوائل، واستطاعوا قياس الوزن النوعي للسوائل، والذي يُعَدُّ في هذا العصر، بما فيه من وسائل متطوِّرة، أمرًا عسيرًا!فقد اتَّكأ المسلمون في البدء على كتب السابقين، مثل كتاب (الطبيعة) لأرسطوطاليس الذي تحدث فيه عن علم الحركة، وكذلك مؤلفات أرشميدس التي تحوي معلومات عن الأجسام الطافية في الماء والوزن النوعي لبعض الموادِّ، ومصنفات أكتسبيوس التي تتضمَّن نتائج علميَّة عن المضخَّة الرافعة والساعات المائيَّة، وكذلك هيرون السكندري[1] الذي تحدَّث عن البكرة والعجلة وقانون الشغل[2]. ثم ما لبث العلماء المسلمون أن طوَّروا نظريات وأفكار السابقين الفيزيائية، واستطاعوا أن يخرجوها من طور النظريَّة المجرَّدة إلى طور التجربة العمليَّة، والتي هي عماد هذا العلم.

(تطوير علماء المسلمين لعلم الصوت)
*   بحث العلماء المسلمون في علم الصوت وفي منشئه وكيفيَّة انتقاله، فكانوا أول من عرف أن الأصوات تنشأ عن حركة الأجسام المحدِثة لها، وانتقالها في الهواء على هيئة موجات تنتشر على شكل كروي، وهم أول من قسَّم الأصوات إلى أنواع، وعلَّلوا سبب اختلافها عن الحيوانات باختلاف طول أعناقها،  وسعة حلاقيمها وتركيب حناجرها، وكانوا أول من علَّل الصدى وقالوا: إنه يحدث عن انعكاس الهواء المتموِّج من مصادفة عالٍ كجبل أو حائط، ويمكن أن لا يقع الحسُّ بالانعكاس لقرب المساحة؛ فلا يُحَسُّ بتفاوت زمانَي الصوت وانعكاسه[3].
(تطوير علماء المسلمين لعلم السوائل)
أما علم السوائل فقد ألَّف العلماء المسلمون فصولاً متخصِّصة في كيفية حساب الوزن النوعي لها؛ إذ ابتدعوا طرقًا عديدة لاستخراجه، وتوصَّلوا إلى معرفة كثافة بعض العناصر، وكان حسابهم دقيقًا ومطابقًا -أحيانًا- لما هو عليه الآن، أو مختلفًا عنه بفارقٍ يسير[4].

(علماء المسلمين في الفيزياء)
1-أبو الريحان البيروني
من علماء المسلمين الذين اشتهروا بالفيزياء أبو الريحان البيروني، وهو الذي "عيَّن الكثافة النوعيَّة لثمانية عشر نوعًا من أنواع الحجارة الكريمة، ووضع القاعدة التي تنصُّ على أن الكثافة النوعيَّة للجسم تتناسب مع حجم الماء الذي يزيحه... وشرح أسباب خروج الماء من العيون الطبيعيَّة، والآبار الارتوازية بنظرية الأواني المستطرَقة"[5].
2-أبو الفتح الخازني
قد أبدع الخازني[6] في حقل الفيزياء أيَّما إبداع، وخاصَّة موضوعَي الحركي (الديناميكا) وعلم السوائل الساكنة (الهيدروستاتيكا)، لدرجة أدهشت الباحثين الذين أتوا بعده، ولا تزال نظرياته تدرَّس في حقل الحركيَّة في المدارس والجامعات إلى يومنا هذا، ومن هذه النظريات نظرية الميل والانحدار ونظريَّة الاندفاع، وهاتان النظريتان أدَّتا دورًا مهمًّا في علم الحركيَّة، ويَعتبر الكثير من المؤرِّخين في تاريخ العلوم الخازنيَّ أستاذ الفيزياء لجميع العصور، وقد خصَّص الخازني جُلَّ وقته لدراسة موضوع السوائل الساكنة، فاخترع آلة لمعرفة الوزن النوعي للسوائل، وناقَشَ ضمن دراسته موضوع المقاومة التي يعانيها الجسم من أسفل إلى أعلى عندما يغمر في سائل، واستخدم الخازني نفس الجهاز الذي استخدمه أستاذه الكبير أبو الريحان البيروني في تعيين الثقل النوعي لبعض الموادِّ الصلبة والسائلة، ووصل الخازني في مقاديره إلى درجة عظيمة من الدقَّة، لفتت انتباه معاصريه ومَنْ تَبِعَهُم[7].
*  وقد ناقش روبرت هول في مقالة عن الخازني في قاموس الشخصيات البارزة في العلوم كيفية إيجاد الخازني لكثافة الأجسام الصلبة والسائلة، واختراعه ميزانًا لوزن الأجسام في الهواء والماء له خمس كفات تتحرك إحداها على ذراع مدرَّج، ويقول كلٌّ من حميد موراني وعبد الحليم منتصر في كتابهما (قراءات في تاريخ العلوم عند العرب): "لقد سبق الخازني تورشيللي في الإشارة إلى مادَّة الهواء ووزنه، وأشار إلى أن للهواء وزنًا وقوَّة رافعة كالسوائل، وأن وزن الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وأن مقدار ما ينقصه من الوزن يتوقَّف على كثافة الهواء، وبيَّن أن قاعدة أرشميدس لا تسري فقط على السوائل، ولكن تسري أيضًا على الغازات، وكانت مثل هذه الدراسات هي التي مهَّدت لاختراع البارومتر (ميزان الضغط)، ومفرغات الهواء والمضخَّات، وما أشبه؛ وبهذا يكون الخازني قد سبق تورشيللي، وباسكال[8]، وبويل[9]، وغيرهم"[10].

 (قوانين الحركة)
وإذا ما عددنا قوانين الحركة من بحوث علم الفيزياء، فإن لعلماء المسلمين الفضل في اكتشاف هذه القوانين؛ إذ تكمن أهمية قوانين الحركة في أنها تُعَدُّ صُلب الحضارة المعاصرة، حيث إن كل علوم الآلات المتحرِّكة في العصر الحاضر، ابتداءً من السيارة والقطار والطائرة إلى صواريخ الفضاء والصواريخ العابرة للقارَّات وغيرها، إنما تقوم وترتكز عليها، وبقوانين الحركة غزا الإنسان الفضاء الخارجي، واستطاع أن يهبط على سطح القمر. وقوانين الحركة تُعَدُّ كذلك أساس جميع العلوم الفيزيائية التي تقوم على الحركة؛ فالبصريات هي حركة الضوء، والصوت هو حركة الموجات الضوئية، والكهرباء هي حركة الإلكترونات... إلخ.

(العلماء المسلمين واكتشاف قوانين الحركة الثلاثة)
المشهور عند عموم الناس في الشرق والغرب أن مكتشف هذه القوانين هو العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، وذلك منذ أن نشرها في كتابه المسمَّى (الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية).وقد ظلَّت هذه هي الحقيقة المعروفة في العالم كله، بل وفي جميع المراجع العلمية -ومنها بالطبع مدارس المسلمين- حتى مطلع القرن العشرين، وذلك حين تصدَّى للبحث جماعة من علماء الطبيعة المسلمين المعاصرين، وكان في مقدمتهم الدكتور مصطفى نظيف أستاذ الفيزياء، والدكتور جلال شوقي أستاذ الهندسة الميكانيكية، والدكتور علي عبد الله الدفاع أستاذ الرياضيات.. فتوفَّروا على دراسة ما جاء في المخطوطات الإسلاميَّة في هذا المجال، فاكتشفوا أن الفضل الحقيقي في اكتشاف هذه القوانين إنما يرجع إلى علماء المسلمين، وأن ما كان دور نيوتن وفضله فيها إلا تجميع مادَّة هذه القوانين وصياغتها، وتحديده لها في قالب رياضي!وبعيدًا عن العاطفة والكلام النظري المجرَّد؛ فإن جُهد علماء المسلمين في ذلك جاء واضحًا وصريحًا، تدعمه النصوص الكثيرة الموثَّقة في مخطوطاتهم، والتي ألَّفوها قبل مجيء نيوتن بسبعة قرون، ولنحتكم إلى تلك النصوص:
القانون الأوَّل للحركة: يشير القانون الأول للحركة في علم الفيزياء إلى أنه إذا كان مجموع الكَّمِّيَّات الموجَّهة من القوى التي تؤثِّر على جسم ما صفرًا، فسوف يظلُّ هذا الجسم ساكنًا، وبالمثل فإن أي جسم متحرِّك سيظلُّ على حركته بسرعة ثابتة في حالة عدم وجود أيَّة قوى تؤثِّر عليه، مثل قوى الاحتكاك. وقد جاء ذلك في قالب نيوتن الرياضي حيث قال: "إن الجسم يبقى في حالة سكون أو في حالة حركة منتظمة في خطٍّ مستقيم ما لم تُجبره قوى خارجيَّة على تغيير هذه الحالة".
وإذا جئنا إلى علماء المسلمين ودورهم في ذلك؛ فإن الشيخ الرئيس ابن سينا في كتابه (الإشارات والتنبيهات) صاغ ذلك بلفظه فقال: "إنك لتعلم أن الجسم إذا خُلِّي وطباعه، ولم يَعْرِضْ له من خارجٍ تأثيرٌ غريبٌ، لم يكن له بُدٌّ من موضع معيَّن وشكل معيَّن، فإن في طباعه مبدأ استيجاب ذلك، وليست المعاوقة للجسم بما هو جسم، بل بمعنى فيه يطلب البقاء على حاله".والواضح لنا من النصِّ السابق أن تعبير ابن سينا للقانون الأول للحركة يمتاز عن تعبير إسحاق نيوتن الذي جاء بعده بأكثر من ستَّة قرون؛ وفيه يؤكِّد على أن الجسم يبقى في حالة سكون أو حركة منتظمة في خطٍّ مستقيم ما لم تجبره قوى خارجيَّة على تغيير هذه الحالة؛ بما يعني أن ابن سينا هو أول من اكتشف هذا القانون!
القانون الثاني للحركة: وهذا القانون يربط بين مجموع القوى المؤثِّرة على الجسم وعلى زيادة سرعته، وهو ما يُعرف بالعجلة، وتكون العجلة متناسبة مع حجم القوَّة وفي نفس اتجاهها، ويُعتبر ثابتُ هذا التناسب بمنزلة كتلة الجسم (ك).وقد جاء ذلك في قالب نيوتن الرياضي حيث قال: "إن القوَّة اللازمة للحركة تتناسب تناسبًا طرديًّا مع كلٍّ من كتلة الجسم وتسارعه، وبالتالي فإنها تُقاس كحاصل ضرب الكتلة × التسارع، بحيث يكون التسارع في نفس اتجاه القوَّة وعلى خطِّ ميلها".وإذا جئنا إلى علماء المسلمين، فلك أن تتأمل -مثلاً- قول هبة الله بن ملكا البغدادي (480-560هـ/ 1087-1164م) في كتابه (المعتبر في الحكمة)؛ حيث يقول: "وكل حركة ففي زمان لا محالة، فالقوة الأشدُّ تُحرِّك أسرع وفي زمن أقصر... فكلَّما اشتدَّت القوَّة ازدادت السرعة فقصر الزمان، فإذا لم تتناهَ الشدَّة لم تتناهَ السرعة، وفي ذلك تصير الحركة في غير زمان أشدَّ؛ لأن سلب الزمان في السرعة نهاية ما للشدَّة". وفي الفصل الرابع عشر الموسوم (الخلاء) قال بلفظه: "تزداد السرعة عند اشتداد القوَّة, فكلما زادت قوَّة الدفع زادت سرعة الجسم المتحرِّك, وقصر الزمن لقطع المسافة المحدَّدة". وهو بالضبط ما نسقه نيوتن في قالبه الرياضي، وأسماه القانون الثاني للحركة!!
القانون الثالث للحركة: وهو يعني أنه إذا تفاعل جسيمان، فإن القوَّة التي يؤثِّر بها الجسيم الأول في الجسيم الثاني (تسمَّى قوَّة الفعل) تساوى بالقيمة المطلقة، وتعاكس بالاتجاه القوَّة التي يؤثِّر بها الجسيم الثاني في الأول (تسمَّى قوَّة رد الفعل). وقد صاغ نيوتن ذلك القانون في قالبه الرياضي فقال: "لكل فعل ردُّ فعل، مساوٍ له في المقدار ومضادٌّ له في الاتجاه".
وقبله بقرون، وفي كتابه (المعتبر في الحكمة) أورد أبو البركات هبة الله بن ملكا ما نصُّه: "إن الحلقة المتجاذبة بين المصارعين لكل واحد من المتجاذبين في جذبها قوة مقاومة لقوة الآخر، وليس إذا غلب أحدهما فَجَذَبَهَا نحوه يكون قد خلت من قوة جذب الآخر، بل تلك القوة موجودة مقهورة، ولولاها لما احتاج الآخر إلى كل ذلك الجذب".وهو نفس المعنى الذي ورد أيضًا في كتابات الإمام فخر الدين الرازي[11] في كتابه (المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات) حيث يقول: "الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط، لا شكَّ أن كل واحد منهما فعل فيها فعلاً معوَّقًا بفعل الآخر".بل إن ابن الهيثم كان له نصيب منه أيضًا، حيث قال في كتابه (المناظر): "المتحرِّك إذا لقي في حركته مانعًا يمانعه، وكانت القوة المحرِّكة له باقية فيه عند لقائه الممانع، فإنه يرجع من حيث كان في الجهة التي منها تحرَّك، وتكون قوَّة حركته في الرجوع بحسب قوَّة الحركة التي كان تحرَّك بها الأوَّل، وبحسب قوَّة الممانعة".ولا ريب -بعدُ- في أن ما أورده علماء المسلمين في هذه النصوص هو أصل القانون الثالث للحركة، والذي صاغه نيوتن بطريقته بعد أن استولى على مادَّته!!

 المصادر :
[1]هيرون السكندري: (ت 150م) عالم رياضيات ومهندس مصري، يعدّ أول من اخترع الإبر، وجهازًا لتوليد طاقة الرياح ومولدًا يعمل بالطاقة الحرارية.
[2]علي بن عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية في العلوم ص115.
[3]رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 4/57.
[4] انظر الموسوعة العربية العالمية على الرابط: http://www.alargam.com/general/arabsince/7.htm.
[5]ول ديورانت: قصة الحضارة 13/186، وانظر محمد الصادق عفيفي: تطور الفكر العلمي عند المسلمين ص133.
[6]الخازني: هو أبو الفتح عبد الرحمن الخازن أو الخازني، حكيم فلكي مهندس، كان غلامًا روميًّا لعلي الخازن المروزي، فنسب إليه، حصّل علوم الهندسة والمعقولات، وصنف (ميزان الحكمة) و(الزيج). انظر: الزركلي: الأعلام 3/305.
[7]علي عبد الله الدفاع: العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية ص331.
[8]باسكال: بليس باسكال (1623- 1662م) فيزيائي، ورياضي، وفيلسوف فرنسي اشتهر بتجاربه على السوائل في مجال الفيزياء، وبأعماله الخاصة بنظرية الاحتمالات في الرياضيات. انظر: الموسوعة العربية الكبرى.
[9]بويل: روبرت بويل (1627-1691م) عالم أيرلندي، يعتبر مؤسس الكيمياء الحديثة. ساعد في ترسيخ دعائم الطريقة التجريبية في الكيمياء والفيزياء. وأكثر ما اشتهر به (بويل) تجاربه على الغازات التي أدت إلى إرساء قانون بويل. انظر الموسوعة العربية الكبرى.
[10]علي عبد الله الدفاع: العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية ص331.
[11] فخر الدين الرازي: هو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن (544 - 606هـ/1150- 1210م) من أئمة المفسرين، وأحد أعلم أهل زمانه في المنقول والمعقول وعلم الأوائل، ولد بالري، وتوفي بهراة، له: (مفاتيح الغيب) في تفسير القرآن الكريم. انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 4/248-252.

من مساهمات الحضارة الاسلامية في علم الكيمياء
قامت  الكيمياء على أنقاض فلسفة يونانية تمحورت حول تحويل العناصر الخسيسة (المعادن غير الذهب، والفضة، والبلاتين) إلى عناصر نفيسة، وتحضير إكسير الحياة، ولكن  العلماء المسلمين سرعان ما لفظوا تلك الأساطير وتبنوا المنهج التجريبي كما نعرفه الآن. وقد اعتمد علماء الكيمياء المسلمون على المنهج العلمي التجريبي منذ بداية القرن التاسع الميلادي، يقودهم في هذا المجال بلا منازع العالم.
لقد طوّر العلماء المسلمين  المختبر الكيميائي وصنعوا له أدواته الخاصة. ومما لاشك فيه أن ذلك المختبر الذي طوّروه هو نفسه الذي نعرفه اليوم، وعرّفوا العمليات الكيميائية داخل المختبرات والعناصر الأساسية للمواد، واجتهدوا أيضاً في التطبيق فقامت صناعات كيميائية غيّرت وجه الحياة وتقدمت بالإنسانية خطوات عملاقة إلى الأمام.

(اهم علماء الكيمياء المسلمين)
1. جابر بن حيان
هو عالم من علماء القرون الوسطى المسلمين وهو مؤسس علم الكيمياء وهو من أصول عربية، ويُعد أول من استخدام الكيمياء بطريقة علمية، وله انجازات كثيرة في مجالات علمية أخرى مثل: الطب، الفلسفة، وعلم المعادن، والفلك، لجابر ابن حيان الكثير من الإنجازات في علم الكيمياء ومن أهمها:
– اخترع عدة حوامض كما أنه قام أيضًا بتحضيرها ومنها: حمض الكبريتيك والذي أطلق عليه زيت الزاج، حمض النتريك، حمض الهيدروكلوريك.– قام بضم المنهج التجريبي في الكيمياء.
– عمل على تقسيم المواد فقد قسمها على حسب خصائصها إلى ثلاثة أقسام: الأغوال، المعادن، المركبات.– هو الذي اكتشف بأن المواد التي لها قابلية للاحتراق عند احتراقها يصعد منها الكبريت.
– هو أول عالم استخدم الميزان لقياس مقادير المحاليل التي يستخدمها في التجارب الكيميائية.هو أول من فصل الذهب عن الفضة بطريقة الحلّ وذلك عن طريق الأحماض.
– قام باكتشاف مادة الصودا الكاوية.قام بصنع ورق لا يمكن أن يحترق.
– قام بتحضير عدد من المواد مثل: أكسيد الزرنيخ، كبريتيد الزئبق، وملح البارود.
2. أبو بكر الرازي
هو عالم مسلم عربي، قدم الكثير من الخدمات النافعة للبشرية، وقام بتأسيس علم الكيمياء الحديثة، وكان يُطلق عليه أبو الطب؛ لكثرة ما قدمه في خدمة مجال الطب، وكان يحب الشعر والموسيقى، اهتم ابو بكر الرازي كثيرًا بعلم الكيمياء وقام بدراستها وقدم لها الكثير، أهم انجازاته في الكيمياء:
– قام بتقسيم المواد إلى أربعة: المعدنية، والنباتية، والحيوانية، والمواد المشتقة.استخدم بعض الطرق في معمله لتحضير بعض الحوامض، وتستخدم تلك الطرق حتى وقتنا هذا.
– قام باستخراج الكحول وذلك من خلال تقطير المواد نشوية وسكرية مختمرة.استخدم “روح الخل” في تحضير بعض من المواد السامة.
– قسم المعادن إلى ست فئات على حسب طبيعة كل معدن وصفاته.
3. محمد بن لاجين
عالم كيمياء، وكان له اهتمام كبير بالحروب والقتال، وكان يُلقب بالرماح والطرابلسي، أهم انجازاته في علم الكيمياء:
– هو الذي استخدم البارود كمادة متفجرة في الحرب، واستخدمها أيضًا في المدافعقام بتحديد النسب الدقيقة لعناصر البارود وهي: البوتاسيوم، والصوديوم، الكبريت، الفحم.
4. عز الدين الجلدكي
هو عالم كيمياء كانت له شهرة واسعة في القرن الثامن الهجري، وكان الجلدكي غزير العلم وله الكثير من المؤلفات في مجال الكيمياء، أهم انجازات الجلدكي في الكيمياء:
– له الفضل في اكتشاف أن حمض النيتريك له القدرة على فصل الذهب عن الفضة.اكتشافه بأن المواد الكيميائية تتفاعل مع بعضها إلا بنسب معينة وثابتة.
– هو الذي قام بإضافة مواد كيميائية أخرى للصودا الكاوية لصناعة صابون الغسيل وذلك للحفاظ على الملابس من الاحتراق بسبب الصودا.هو أول عالم اكتشف بأن كل مادة ينتج عنها ألوان خاصة نتيجة الاحتراق.
– هو العالم الأول الذي نبه بخطر استنشاق الغازات التي تنتج من التفاعلات الكيميائية وكان يضع قطعة من القطن داخل أنفه، فكان له الفضل حاليًا في استخدام العلماء للكمامات داخل معامل الكيمياء.
5. أبو منصور الموفق
هو عالم كيميائي مسلم، وهو مؤسس علم الكيمياء الصناعية، ومن أهم انجازاته:
– له الفضل في صناعة الأدوية.قام بتحضير مادة من الجير الحي لتنظيف الجلد من الشعر.اكتشافه لمادة يمكن استخدامها ففي لحام عظام الإنسان، والتي تستخدم في معالجة الكسور، وهذه المادة هي كبريتات الكالسيوم ، وذلك بتسخينها وخلطها بزلال البيض.
6. خالد بن يزيد بن معاوية
هو عالم كيمياء عربي مسلم وهو أول عالم عربي يهتم بدراسة الكيمياء، ويُطلق عليه أبو الكيمياء العربية، وهو حفيد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وإلى جانب علم الكيمياء اهتم أيضًا بالطب والنجوم. ومن أهم إنجازاته في علم الكيمياء ما يلي:
– قام بتأليف العديد من الكتب في علم الكيمياء التي ما زالت مرجعًا هامًا لعلماء الكيمياء اليوم، ومن بين هذه الكتب ما يلي:(كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء- كتاب الرحمة في الكيمياء- السر البديع في فك الرمز المنيع).أول من استخدم الكيمياء في صناعة بعض الأدوية.
7. يعقوب ابن إسحاق الكندي
هو العالم الذي نبغ وبرع في العديد من العلوم، حيث أنه برع في الكيمياء والفيزياء والطب والفلسفة والفلك والرياضيات والموسيقى، وهو عالم كيميائي عربي من العراق، أهم إنجازات الكندي في الكيمياء:
– قام الكندي بتأسيس صناعة العطور وكان ذلك بمشاركة العالم الجليل جابر بن حيان.أجرى العديد من الأبحاث والتجارب التي تفيد في تحويل روائح النباتات إلى زيوت عطرية.رفض فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة ومعادن كريمة مثل الذهب والفضة.
8. أبو القاسم المجريطي
عالم عربي كانت له شهرة كبيرة في القرن الرابع الهجري، وهو عالم كيميائي إلى جانب نبوغه في العديد من العلوم الأخرى كالرياضة والفلك والطبيعة، أهم إنجازات المجريطي في هذا العلم:
– عمل على تحرير علم الكيمياء من كثرة التخاريف والسحر والطلاسم التي كانت تلحق به وكانت مسيطرة على هذا العلم.توصل إلى عدة نظريات من أهم النظريات الموجودة في الكيمياء ومن بينها: كيفية تحويل الزئبق إلى أكسيد الزئبق وذلك عن طريق التسخين البطيء.له عدة مؤلفات في الكيمياء من بينها: كتاب رتبة الحكيم وغاية الحكيم.
9. أبو إسماعيل الطغرائي
هو عالم كيمياء وكانت له شهرة واسعة في القرن الخامس الهجري؛ حيث أنه نبغ في علم الكيمياء وقدم لها الكثير من مجهوده،له العديد من الكتب في علم الكيمياء مثل: كتاب جامع الأسرار، كتاب ذات الفوائد، كتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء.
10. أبو الريحان البيروني
هو من أعظم علماء المسلمين في الكيمياء، وهو أحد علماء العصر الذهبي واهتم بعلوم أخرى إلى جانب علم الكيمياء مثل الفلك والرياضيات والفيزياء والصيدلة والتاريخ، أهم إنجازات البيروني في علم الكيمياء:
– قام بتحديد أوزان المعادن النوعية في الهواء والتي اكتشف بعد ذلك أنها نفس القيم الموجودة والمعروفة للمعادن اليوم مثل الزئبق والحديد والقصدير.قام بصناعة الفولاذ وذلك من خلال تحضير ملغم الزئبق مع الذهب.
– قام بتحضير كربونات الرصاص القاعدية.له كتاب في الكيمياء يسمى “الجماهر في معرفة الجواهر”، وهو كتاب له أهمية كبيرة في علم الكيمياء.

انكار السببية يهدم المنطق والعلم
بقلم: محمد سليم مصاروه
كل العلوم مبنيه على  السببية ولو لم تكن كذلك، لما إستطاع احد استنتاج شئ وصياغة نظرية وتطوير أي منتج ، حين وقعت التفاحة على رأس (نيوتن) دفعه ذلك إلى إفتراض وجود سبب لوقوع الأشياء نحو الأسفل ، حين رأى ( ألكساندر فليمنچ) أن البكتيريا لم تنمُ حيث نمت فطريات البنسيلنيوم إفترض وجود سبب أدى ذلك. حين عَلِم ( إدوارد جنر ) أن من كان يُصاب بالجدري وظلَّ على قيد الحياة فلن يُصاب بالجدري ثانيةً، افترض وجود سبب وقام بصنع مَصْل لحماية من لم يصب بعد بالمرض.وهكذا فاأمثلة كثيرة، والباحث دائما يبحث في عن وجود سبب أو على الاقل علاقة سببية حتى يفهم الظاهره التي تهمه . في هذا الجانب يتفق الجميع،المؤمن والملحد ، ولو رجع الملحد الى بيته ووجده مسروقاً لافترض بشكل تلقائي السببية ووجود مسبب .
الغريب في الامر؛ أن نزعة الالحاد والتشكيك تَدَّعي إيمانها بالعلم وتقديسه من جهة،ومن جهة ثانية حين يتعلق الموضوع بوجود السببية  التي أدَّت الى وجود الكون حيث أثبت العلم الحديث أن  الكون مخلوق له بداية ونهاية ، فان النزعة الالحاديه تلغي السببية وتحاول ثني الموضوع وزجِّه في مَلَّفات المتافيزقية والغيبيات !
يدعي مروجو الالحاد تقديسهم للعلم ( وهذا لا يعني بالضروره معرفة العلم) وبنفس الوقت ينسفون أحد مبادئ العلم الأساسية حين يكون الحديث عن مسبب للكون ومُحدثٍ له !
هذا التناقض والتهافت في منهج الالحاد، يبرز بوضوح تناقض جوهر الالحاد مع جوهر المعرفة والبحث العلمي وان الحالة الإلحادية متعلقة  بأسباب نفسية وعاطفية وليس عقلانية ومنطقية

العلم يؤكد الدين

و يكذب الصدفة و العشوائية

و يبطل الإلحاد