(النصوص الشرعية الدالة على الخلق  المباشر ،وبطلان افتراض حدوث تطور مُوَجَّه )

في الفترة الاخيرة ظهر من المسلمين من تبنى فكرة (التطور الموجه)،وهي فكرة شاذة تتبنى خرافة التطور وتحاول الزج بها في تفسير القران الكريم، واقناع الجيل الشاب بحدوث تطور للكائنات مُوَجَّه من الله  عزَّ وجلَّ مرورا بادم عليه السلام . 

هذه الفكرة مرفوضة، لان التطور خاطئ  ويتناقض مع الحقاىق العلمية ، كذلك يذكر القران الكريم صراحةً قضية الخلق المباشر لادم عليه السلام وباقي المخلوقات.

فهناك أدلة شرعية عديدة تدل دلالة ظاهرة قوية على أن الله خلق آدم – أبا البشر والإنسان - خلقاً خاصاً، وأن وجوده في الأرض لم يكن نتيجة تطور بيولوجي من أنواع حيوانية أخرى سابقة عليه، ومن أهم تلك النصوص الشرعية:

الدليل الأول: قوله تعالى مخاطباً إبليس: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِين}[ص:75]. وهناك نصوص أخرى تدل على المعنى نفسه، ومنها: حديث الشفاعة الطويل، وفيه أن الناس يأتون إلى آدم فيقولون له: «يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده»[14].

فهذه النصوص تدل بوضوح على أن الله خلق آدم – أبا البشر والإنسان - خلقاً خاصاً؛ حيث إنه خلقه بيديه مباشرة، وميزه على غيره من المخلوقات بهذه الطريقة في الخلق، ولو لم يكن لخلق آدم بيد الله ميزة لما ذكره الله في سياق الإنكار على إبليس في بيان فضل آدم، ولما كان لذكر الناس له يوم القيامة أي معنى.

ويدعي اصحاب التطور الموجه أنَّ الخلق باليد ليس خاصاً بآدم، وإنما هناك أشياء أخرى خلقها الله بيده، فالله – كما يقول – خلق الأنعام بأياد كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُون} [يس: 71]، وبنى السماء بأيد كما في قوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون} [الذاريات: 47]، واستدل بهذا على أن اليد المستعملة في الخلق ترجع إلى معنى القدرة التي أوجدت كل المخلوقات[15].

وهذا الزعم غير صحيح، أما أولاً: فلأن ادعاء هولاء  ليس فيه نفي الخلق المباشر لآدم، فعلى القول بأن الخلق باليد ليس خاصاً بآدم، فإن ذلك لا يدل على أنه خلق بالتطور؛ لكون دلالة تلك الآيات قائمة على إثبات الخلق باليد مباشرة وليست قائمة على إثبات خصوصية آدم بذلك، فسواء ثبتت خصوصيته بذلك أو لم تثبت فإن دلالتها على الخلق المباشر ما زالت قائمة.

وأما ثانياً: فلأن اصحاب هذا الرأي  سلكوا في فهم النصوص فهماً منحرفاً عن الطريقة الصحيحة، وذلك أنه فهموا اليد المنسوبة إلى الله تعالى فيها على أنها بمعنى القدرة، وهو فهم خاطئ معتمد على التأويل الكلامي لصفات الله المخالف لطريقة القرآن والسنة وفهم الصحابة الكرام وتلاميذهم.

وقد أثبت علماء السلف من خلال دلالات النصوص الشرعية الكثيرة، أن لله تعالى يدين حقيقيّتين تليق بجلاله وكماله، وأثبتوا أنها ليست بمعنى القدرة والنعمة[16].

بل أثبتوا أن لفظ اليدين الذي جاء في آية خلق الله لآدم يستحيل أن يكون المراد بها القدرة، وأن المراد القطعي به اليد الحقيقية، وذلك من أوجه عدة، منها: أن الله أضاف الخلق إلى اليد مباشرة وعداها بحرف الباء، وهذا التركيب في لغة العرب يدل على المباشرة باليد، ومنها: أن الله ذكرها في سياق إظهار فضل آدم على الخلق وتميزه عن غيره، ولو كان المراد باليد القدرة فإنه لا يكون لآدم أي تميز على غيره؛ لأن كل المخلوقات مخلوقة بقدرة الله[17].

وأما استدلالهم بقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُون} على نفي اختصاص آدم بالخلق باليد؛ فهو فهم غير صحيح؛ لأن الله لم يذكر أنه خلق الأنعام بيديه، ولم يعديها بالباء كما ذكر في خلق آدم، وإنما أضاف العمل إلى الأيدي، وهذا أسلوب معروف في لغة العرب يعبَّر به عن نسبة العمل إلى صاحبه، سواء باشره بيده أو بغيرها، وقد جاء هذا الأسلوب كثيراً في القرآن، ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير} [الشورى: 30]، أي: بما فعله الناس من أعمال، سواء بأيديهم أو بأرجلهم أو بألسنتهم أو بغيرها.

وعلى هذا، فما ذكره الله من خلق الأنعام فإن المراد به نسبة خلقها إلى الله تعالى من غير تحديد طريقة الخلق، وآية خلق آدم تدل على أن الأنعام لم تخلق بيد الله مباشرة؛ إذ لو كانت كذلك لما كان لآدم ميزة على غيره[18].

وأما الاستدلال بقوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون} [الذاريات: 47]، فهو غير صحيح أيضاً؛ لأن الصحيح أن المراد بالأيدي هنا القوة وليس اليد الحقيقية[19]؛ لكون لفظ الأيدي في هذه الآية ليس جمع اليد الحقيقية، وإنما هو لفظ عربي آخر يعبَّر به عن القوة، وقد استعمل في القرآن بهذا المعنى في مواطن عدة، منها قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار} [ص: 45]، أي أولي القوة[20]، ومما يؤكد ذلك أن الله لم يضف الأيدي إلى نفسه وإنما ذكرها من غير إضافة.

الدليل الثاني: قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون} [آل عمران:59]، وهذه الآية ظاهرة في الدلالة على أن الله تعالى خلق آدم خلقاً خاصاً من تراب، وأنه لم يكن نتيجة تطور من أنواع أخرى؛ وذلك أن هذه الآية جاءت في سياق الرد على النصارى ونقض قولهم في عيسى ابن مريم عليه السلام، ومن المعلوم أن النصارى ظنوا أن مجيء عيسى من غير أب دليل على أنه ابن الله، فبيّن الله لهم أن آدم جاء من غير أب ولا أم، ومع ذلك فهو ليس ابناً لله، فلأن يكون عيسى ابناً لله من باب أولى وأحرى.

وتفسير الآية بهذا المعنى هو المستقر عند المفسرين، اعتماداً منهم على السياق الذي جاءت فيه، وعلى الغرض الأساسي لها، وفي بيانها يقول الطاهر بن عاشور: «وهذا شروع في إبطال عقيدة النصارى من تألِيهِ عيسى، وردّ مطاعنهم في الإسلام، وهو أقطع دليل بطريق الإلزام؛ لأنهم قالوا بإلاهية عيسى من أجل أنه خلق بكلمةٍ من الله وليس له أب، فقالوا: هو ابن الله. فأراهم الله أنّ آدم أوْلَى بأن يُدّعَى له ذلك، فإذا لم يكن آدم إلهاً مع أنه خلق بدون أبوين فعيسى أولى بالمخلوقية من آدم.

ومحل التمثيل كون كليهما خُلق من دون أب، ويزيد آدمُ بكونه من دون أم أيضاً، فلذلك احتيج إلى ذكر وجه الشبه بقوله: (خلقه من تراب) الآية، أي خلقه دون أب ولا أم، بل بكلمة كن، مع بيان كونه أقوى في المشبه به على ما هو الغالب. وإنما قال عند الله أي نسبته إلى الله لا يزيد على آدم شيئاً في كونه خلْقاً غيرَ معتاد»[21].

وقد حاول مروجو التطور الموجه  أن ينفكوا عن دلالة هذه الآية فذكروا  أنها «تنص على أن عيسى كآدم خلق من تراب بكلمة كن، ونحن نعلم أن عيسى ولد من مريم العذراء، فإذا عيسى من تراب ونحن من تراب رغم وجود آباء لنا، فلم لا نفهم من القول بأن آدم من تراب أنه هو الآخر له آباء وأجداد بدؤوا من التراب»[22].

لكن هذا الفهم للآية خطأ ظاهر؛ لأن فيه قفزاً متعسفاً لسياق الآية وتجاوزاً كبيراً للغرض الأساسي الذي جاءت من أجله، فالله تعالى لا يريد أن يخبرنا خبراً مجرداً بكيفية خلق آدم وعيسى فقط، وإنما يريد أن ينقض دعوى النصارى في استدلالهم بوجود عيسى بغير أب على أنه ابن لله، فأثبت الله لهم بأنه لو كان استدلالهم صحيحاً لكان الأولى أن يكون آدم ابناً لله؛ لأنه وجد بغير أب ولا أم، ومع ذلك فهم لا يقولون ببنوة آدم لله.

ولو كان معنى الآية كما تصوره دعاة التطور الموجه لما كان فيها إلزام للنصارى ولا إبطال لقولهم؛ لأن غاية ما يدل عليه – بناء على فهمه – إخبار الله عن خلق آدم وعيسى من تراب، وهذا الإخبار ليس فيه حجة عقلية ملزمة للمخالفين.

الدليل الثالث: النصوص التي أوضحت تشكل المادة التي خلق منها آدم، فالله تعالى ذكر في القرآن الكريم المادة التي خلق منها آدم بأوصاف متعددة، مثل: التراب والطين والحمأ المسنون والصلصال، وقد أوضح عدد من المفسرين أن هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف المراحل التي مرّ بها تشكل المادة التي خلق منها أبو آدم، وفي بيان دلالتها يقول محمد الأمين الشنقيطي: «اعلم أن الله جل وعلا أوضح في كتابه أطوار هذا الطين الذي خلق منه آدم، فبيّن أنه أولاً تراب، بقوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران:59]، وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ} [الحج: ٥]، وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} الآية [غافر: 67]، إلى غير ذلك من الآيات، ثم أشار إلى أن ذلك التراب بلَّ فصار طيناً يعلق بالأيدي في مواضع أخرى، كقوله: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ} [الصافات: 11]، وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12]، وقوله: {وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة: ٧]، إلى غير ذلك من الآيات، وبيّن أن ذلك الطين أسود وأنه متغير بقوله هنا: {حَمَأٍ مَسْنُونٍ}، وبيّن أيضاً أنه يبس حتى صار صلصالاً، أي: تسمع له صلصلة من يبسه، بقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} الآية [الحجر: 26]، وقوله: {خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} الآية [الرحمن: 14]»[23].

وهذا التوضيح والتفصيل يدلان بجلاء على أن خلق الإنسان كان مختلفاً عن غيره من المخلوقات، وأنه مرّ بمراحل مختلفة كل الاختلاف عن المراحل التي يدّعيها له أتباع فرضية التطور الموجه.


 

(الخرافة الداروينية )

لم يستطعْ "داروين" ولا أحدٌ من شيعَتِه أن يعثرَ على أحافيرَ تُثْبِتُ وجود الحَلَقات المفقودة فيما بين كلِّ مخلوقٍ والمخلوق الذي ارْتَقَى عنه؛ كما بين السمكة والتمساح،  والتمساح والثدييات، والثدييات والقرود، والقرود والبشر، وهذه الحلقات المفقودة ينبغي أن تكونَ هائلة العدد للفروق الضخْمة بين المخلوق وسلفِه الذي ارْتَقَى عنه حسب السلسلة الداروينيَّة؛ يقول البروفيسور "مايكل دينتون": "إنّه على مقْتَضَى كلام "داروين" يلزمُ أن يكونَ هناك البلايين من المخلوقات"[1].


إنّ زعْمَ "داروين" ببقاء الأصْلح مَرْدودٌ بالواقع المرئي في الطبيعة من الأعْداد الهائلة من الأنواع غير الصالحة من الكائنات الأُحَاديةِ الخَلِيَّة، والجراثيم والمخلوقات البسيطة الخَلْق.


فإذا كانتْ هذه المخلوقات أصولاً ترقّتْ عنها الكائنات الأعْقد خَلْقًا والأصْلح للبقاء، فلِمَ بقيتْ هذه إلى جنْب تلك ولمْ تنقرضْ مُفْسِحةً الكونَ للمخلوقات الأصْلح؟!


يقول "داروين" نفسُه: "طالَمَا تساءَلَ بعضُ الباحثين: كيف أنّ أثَرَ الانتخاب الطبيعي ما دامَ بالغًا إلى الحدود البعيدة القصيَّة لم يَسْتحدثْ في أنواع مُعيَّنة تراكيبَ إن  استُحْدثتْ فيها، كانتْ ذاتَ فائدة كبيرة لها؟ غير أنَّه ممّا يُضادُّ بديهة العقْلِ أنْ نحاولَ الإجابة عن هذا السؤال وأمثالِه إجابة بيَّنة، إذا قدَّرنا مبلغَ جهْلِنا بتاريخ كلِّ نوعٍ من الأنواع"[2].


إنّ كلَّ ما قامَ به "داروين" هو أنّه لاحظَ أوْجه التشابه بين المخلوقات وأوْجه الاختلافِ بينها، فرتَّبَ هذه المخلوقات في سلسلةٍ تطوُّريَّة تصاعُديَّة على أساس اشتراكها تصاعديًّا في الصفات، وادَّعَى أنّ هذا التسلسلَ هو الذي حدثَ في الكون.


وإنّ أحدَ الأدلّة المنطقيَّة التي تدْحضُ أفكارَ "داروين" أنَّ المقدِّمات التي انطلقَ منها هو وغيرُه من أصحاب فِكرة التطوُّر لم تؤَدِّ إلى نتائجَ متطابقة من سلسلةٍ تطوُّريَّة واحدة.


وعلى سبيل المثال أعلنَ الدكتور "لويجيني أميندولا" الإيطالي أنّه قد اكتشفَ نظريَّة حديثة في التطوُّر، يقول فيها: إنّ الإنسانَ والدُّبَّ ينحدران من أصْلٍ واحدٍ ليس هو القِرْد!


ويدَّعِي أنّ شجرةَ السُّلالات للأنواع الحيَّة تكشفُ عن فَرْقٍ رئيسٍ ومُهِمٍّ بيْنَ الإنسان والدُّبِّ وآكلي اللحوم من الحيوانات التي تميلُ للحياة فوقَ الأرض من ناحيةٍ، والقرود التي تعيش فوقَ الأشْجار من ناحيةٍ أخرى، وفي رأْيِه أنَّ تركيبَ عظام الأرْجُل عند الإنسان والدِّبَبَة تكادُ تكون متشابهةً، وهي تختلفُ كثيرًا عن تركيب العِظام عند القِرَدَة"[3].


إنّ قوانينَ عِلْمِ الوراثة وما بيَّنَتْه من طرائقِ انْتقال الصفات الوراثيَّة لتتصادمُ أشدَّ التصادُم مع نظريَّة "داروين"، حتى إنَّها لتقفُ منها موقفَ النقيض تمامًا؛ فهي تؤكِّدُ أنَّ هناك جمودًا - إذا صحَّ التعبير - يتحكَّم بالصفات الوراثيَّة التي يتّصفُ بها كلُّ مخلوقٍ تنتقلُ معه من جيلٍ إلى جيلٍ، ولا تتغيَّر إلا بطفراتٍ نادرةٍ في أفرادٍ قَليلين جدًّا لا بمجْمل النوع، فنحنُ نشاهدُ أنَّ "الرِّجالَ لا تنمو لِحَاهم أقصر مِن قبلُ؛ لأنهم يحلقونها[4].


هذا على سبيل المثالِ في بني الإنسان، كغيرهم من المخلوقات التي تتحكَّم الجِينات الوراثيَّة بصفاتها الخِلْقيَّة تحكُّمًا مُنظَّمًا، من أصْغر خليةٍ في جسد كائنٍ ما إلى أعْقد ما يمكنُ أن يكونَ مِن خَلْق هذا الكائنِ.


وإنّ مسألةَ الطفرة أو المصادفة التي يعتمدُ عليها "داروين" وأبناؤه من أصحاب الداروينيَّة الجديدة - لأضْحوكة كُبرى ومَهْزلةٌ يسخرون بها من أصحاب العقول الساذجة، فليس للمصادفة وجودٌ في هذا الكون، لا في  بَدءِ الخَليقة ولا في مراحلِها الأخرى.


تقول الأرْقام: "البروتينات هي المادة الأساسيَّة التي تتكوَّن منها الخَليَّة، وهي مكوَّنةٌ من خمسة عناصر، هي: الكبريت (s)، والأوكسجين (o)، والفحْم (c)، والهيدروجين (h)، والآزوت 👎.


ولنفترضْ جدلاً أنّ أحدَ الخبراء الكيميائيين استطاعَ تكوينَ جزيء بروتيني واحدٍ، وهذا الجزيء طبعًا - كما يقول الكيميائيُّون - يتكوَّن من ذرَّاتٍ عددُها (40000) ذرّة في الجزيء الواحد، فماذا نعتبرُ هذا الإنسان؟ سنعتبره عالمًا بارعًا عظيمًا يستحِقُّ كلَّ تبجيلٍ!


حسنًا، لِنُفكِّرْ بما يلي:

حسَبَ "تشارلز يوجين جاي" - العالم السويسري - إمكانَ تشكُّلِ جزيءٍ واحدٍ عن طريق المصادفة، فكانتْ (1) إلى (10 أُس160)؛ أي: (1) وتقابله (10) وأَمامها وأمامه (160) صِفرًا، فهل للمصادفة فرصةٌ؟!!


وحسَبَ أيضًا الزمنَ اللازم لحدوث هذا التفاعُلِ مصادفة (10 أُس 243) سنة؛ أي: (1) وأمامه (243) صفرًا، وقد مرّ معنا عمرُ الأرض فقارنه بهذا الرقم[5].


وإنَّ الكميَّة اللازمة لحدوث هذا التصادُف من موادِّ الكُرة الأَرْضيَّة هو بحجْمِ كرةٍ ضخْمةٍ يحتاجُ الضوءُ لكي يقطعَ نصفَ قُطْرها (10 أُس 82) سنة ضوئية؛ أي: (1) وأمامه (82) صفرًا من السنين الضوئيَّة، وهذا الحجمُ يفوقُ حَجْمَ الكونِ أجْمع بما فيه أبْعَد النجوم التي يستغرقُ ضوءُها (2) × (10 أُس 6)  سنة ضوئيَّة؛ ليصلَ إلينا[6].


حسَبَ العالم الإنكليزي "ج .ب. ليتز" عددَ الطُرُق التي يمكنُ أن تتَّحِدَ بها ذرَّات البروتين بعضُها مع بعض  لتشكيل جزيء بروتينيّ واحدٍ، فكان عددُ الطرق (10 أُس 48)؛ أي: (1) وأمامه (48) صِفرًا، ولو تألّفتْ وتجمَّعتْ بغير الطريقةِ الحالية، لأصبحت سمومًا، فأين حظُّ المصادفة"[7].


إنّه حسب الإحصاءات فإنَّ المُدَّة التي يحتاجُ إليها البشرُ ليتضاعفَ عددُهم هي (161, 25) من السنين مع احتمالِ زيادةٍ أو نُقصان عشرين سنة، وآخذين في الحُسْبان الولادة والوفاة والحروبَ، وإنّ "داروين" ادَّعى أنَّ الإنسانَ ظَهَرَ على الأرض قبلَ مليونَي سنةٍ، فيلزم من كلامِ "داروين" أنْ يكونَ عددُ سُكّان الأرض هذه الأيام (2 أُس 1240)؛ أي: (189321397)، وإلى جانبها (365) رقْمًا إلى اليمين"[8].


المصادر 


[1] م. دينتون: "التطوّر والنشوء والارتقاء نظريّةٌ في محنة": ص (310).

[2] تشارلز داروين؛ "أصل الأنواع"، ص (447).

[3] قيس القرطاس؛ "نظرية داروين بين مؤيّديها ومعارضيها"، ص (140).

[4] كريسي موريسون؛ "العلم يدعو إلى الإيمان"، ص (147).

[5] عُمْر الأرض قُدِّرَ بِـ (3000) مليون سنة.

[6] د. شوقي أبو خليل؛ "الإنسان بين العلم والدين"، ص (233).

[7] د. شوقي أبو خليل؛ "الإنسان بين العلم والدين" ص (234).

[8] و. ويليامز؛ "نظرية تطوّر ونشوء وارتقاء الإنسان مفنّدةً في خمسين حُجّةً"، ص (10).

 



الرد على الافتراء القائل بان في القرآن خطأ علمي حين قال "يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" وكذلك السنة الشريفة أخطأت بشأن كيفية تحديد جنس الجنين 

بقلم:محمد سليم مصاروه 


نعرض عليكم الافتراء اولًا يتبعه الرد:


الافتراء:


يقول : "خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ / الطارق: 6 - 7


شرح المفسرين :


‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=38118‬


الإنسان لا يخلق من ماء المرآة ومن المعروف طبيّاً أن اتحّاد البويضة داخل الرحم مع نطفة واحدة من الرجل هو من يكوّن الجنين


ثانياً ذلك الماء لا يتكوّن من المنطقة الصدرية عندها ( الترائب ) , و لا يتكون مني الرجل من منطقته الصدريّة أيضاً ( الصلب ) هو يتكون في الخصيتين خارج البطن بعيداً عن منطقة الصدر !!


وهذا ايضاً حديث صحيح يوضح مقصد الآية اكثر


:" ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله " صحيح مسلم


‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=77653‬


ماء المرآة فهو فقط لترطيب المهبل لكي يسهل دخول عضو الرجل فيه ، هذا الماء يتكون من بويضات وسائل , السائل : يخرج من جميع خلايا الرحم وهو نفسه الغشاء المبطن للرحم - و أمّا البويضات تخرج من المبايض الأنثويّة وكلّما زادت الشهوه لدى المراه كلّما زادت افرازاتها ..


الرد :

هذه الآية الكريمة عباره عن اعجاز علمي كشفه العلم الحديث بعد اكثر من 1400 عام من نزول كلام الحق.

بدايةً : الرابط الاول الذي وضعه صاحب الشبهة ينسف افتراءه وكذبه لان الرابط يوضح ان المقصود ب( الماء الدافق ) هو المني المقذوف والايه الكريمة تقول أن الماء الدافق يخرج (من بين ) وليس ( من ) الصلب والترائب ! وفِي ذلك فرق كبير جداً ، فالآية لا تعني ان المني المقذوف يخرج من عظام الظهر ( صلب ) وعظام الصدر ( ترائب ) .

وانما تعني ان عظام الظهر والصدر لها علاقه وتأثير على المني المقذوف وقت الجماع ،وهو ما ذكره المفسرون وأكده العلم الحديث .

فقد تبين ان العظم يؤثر على انتاج المني في الخصيتين عن طريق إفراز هورمون الاوستوكالسين ‪osteocalcin‬

والذي بدوره يؤثر على انتاج الهورمون الذكري "توستسترون " اللازم لإنتاج المني في الخصيتين واليكم مصادر علميه تثبت ذلك


‏‪https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3850748/‬


‏‪https://selfhacked.com/blog/osteocalcin/‬


‏‪http://innovation.columbia.edu/technologies/2685_osteocalcin-as-a-treatment-to‬

إضافةً الى ذلك ، فقد أسفرت الابحاث عن الكشف عن علاقة عظام الظهر ( الصلب ) وأضلاع الصدر ( الترائب ) بقذف المني اثناء الجماع الجنسي ، ذلك لأنه توجد في الحبل الشوكي الموجود داخل فقرات الظهر ( الصلب ) بؤر عصبيه مهمتها ضبط وتسيير عملية قذف المني أثناء ممارسة الجنس ، وتُسمى تجمعات الاعصاب تلك ب " مولد القذف الشوكي " " ‪Spinal Ejaculation Generator‬ وهي مسؤوله عن ضبط المعلومات الحسيه والحركية القادمة من الدماغ ومن اعصاب منطقه الحوض وإحداث عملية قذف المني عن طريق تحفيز " العصب الخثلي " ‪hypogastric ganglion‬

وهو عصب ينزل من الفقرة الصدرية العاشرة ‪T10‬ ( لاحظوا العلاقة مع الترائب) الى الفقرة القطنية الثانية وهناك يتفرع ويتخذ طريقه حتى الخصيتين

واليكم مصدراً علمياً


‏‪https://www.sciencedirect.com/topics/neuroscience/inferior-hypogastric-plexus‬


وللتلخيص : العظم يؤثر على انتاج المني وكذلك داخل فقرات الظهر ( الصلب )تتواجد مراكز عصبيه تتحكم وتضبط عملية قذف المني بالاشتراك مع عصب مصدره من أضلاع الصدر ( الترائب ) .


بالنسبه للقسم الثاني من الشبهة ، فلم يقل القران الكريم ولا الحديث الشريف ان الانسان يُخْلق فقط من ماء الرجل ! وكذلك الحديث المذكور في الشبهة اعلاه هو بحد ذاته اعجاز علمي في السنه النبوية! فعندما نقرأه "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله " صحيح مسلم


نرى ان الرسول صلى الله عليه سلم ذكر كلمة " علا " ومن معاني كلمة علا : الغلبة والتفوق .


وفِي عصرنا هذا أكد العلم الحديث ان جنس المولود يتقرر بحسب كروموزوم الجنس الذي ينقله الحيوان المنوي فاذا كان الكروموزوم من نوع ‪x‬ يكون الجنين أنثى اما اذا كان الكروموزوم من نوع ‪y‬ يكون جنس الجنين ذكراً ، بالنسبة للبويضة الموجودة في سائل المرأة فدائماً تحتوي على كرومزم ‪x‬ .


بكلمات اخرى اذا وافق الحيوان المنوي البويضه من ناحيه نوع الكرموزم (‪x‬) فسيكون المولود أنثى اما اذَا خالفها وكان نوع الكروموزوم (‪y‬) فعندئذٍ يتغلب كروموزوم (‪y‬)على (‪x‬) الأنثوي الجنس ،ويكون جنس المولود ذكراً .

كما ترون القران الكريم والسنة النبوية

يطابقان المكتشفات العلمية ويوافقانهم

والحمد لله على نعمة الاسلام

 


الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: تمدد الكون

بقلم: علي الصلابي

قال تعالى:” وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات، آية : 47).

قبل سنوات قليلة لم يكن الناس يعرفون شيئاً عما يجري في الآماد البعيدة من السماء، فقد كانت أدوات الرصد عندهم محدودة المدى، تدرك وجود الكواكب، وتدرك وجود المجرات في السماء، وتقدر أنها تبلغ الملايين عداً، ولكنها لا تدرك أن هناك اتساعاً دائماً في الفضاء، وأن المسافات تتباعد بين بعض الأجرام السماوية وبعض، ولم يدركوا ذلك حتى اخترعوا مناظير من أنواع أخرى تخترق الأغوار البعيدة في الفضاء ومركبات فضاء تسجل حركة الأفلاك على أبعاد هائلة من الأرض وكلما اتسعت معارف الإنسان ومخترعاته وجد جديداً في كتاب الله لم يكن يفطن إليه، أو لم يكن يدرك أسراره.


تشير الآية الكريمة “وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات، آية : 47) إلى عدد من الحقائق الكونية التي لم تكن معروفة لأحد من الخلق وقت تنزل القرآن الكريم، ولا لقرون متطاولة من بعد تنزله منها:

أ – أن السماء بناء محكم التشييد، دقيق التماسك والترابط، وليست فراغاً كما كان يعتقد إلى عهد قريب وقد ثبت علمياً أن المسافات بين أجرام السماء مليئة بغلالة رقيقة جداً من الغازات التي يغلب عليها غاز الإيدروجين وينتشر في هذه الغلالة الغازية بعض الجسيمات المتناهية في الصغر من المواد الصلبة على هيئة هباءات من غبار دقيق الحبيبات، يغلب على تركيبه ذرات من الكالسيوم، والصوديوم والبوتاسيوم، والتيتانيوم والحديد، بالإضافة إلى جزيئات من بخار الماء والأمونيا والفورمالدهايد وغيرها من المركبات الكيميائية وبالإضافة إلى المادة التي تملأ المسافات بين النجوم، فإن المجالات المغناطيسية تنتشر بين كل أجرام السماء لترتبط بينها في بناء محكم التشييد، متماسك الأطراف، وهذه حقيقة لم يدركها العلماء إلا في القرن العشرين، بل في العقود المتأخرة منه.


ب ـ إن في الإشارة القرآنية الكريمة “وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ” (الذاريات، آية : 47). أي: بقوة وحكمة واقتدار وإحكام صنعه، وانضباط حركاته ودقة كل أمر من أموره، وثبات سننه، وتماسك أجزائه، وحفظه من التصدع والانهيار، فالسماء لغة هي كل ما علاك فأظلك ومضموناً هي كل ما حول الأرض من أجرام ومادة وطاقة السماء التي لا يدرك العلم الكسبي إلا جزءاً يسيراً منها ويحصي أن بهذا الجزء المدرك من السماء الدنيا مائتي بليون مجرة على أقل تقدير، بعضها أكبر كثيراً من مجرتنا “درب التبانة أو سكة التبانة” وبعضها أصغر قليلاً منها وتتراوح أعداد النجوم في المجرات بين المليون، والعشرة ملايين، وملايين الملايين، وتمر هذه النجوم في مراحل من النمو مختلفة ” من الميلاد إلى الطفولة، والشباب، والكهولة، والشيخوخة ثم الوفاة ولما كان لأقرب النجوم إلينا “وهي شمسنا” توابع من الكواكب والكويكبات، والأقمار وغيرها، فإن القياس يقتضي أن يكون للنجوم الأخرى توابع قد اكتشف عدد منها بالفعل ويبقى الكثير منها مما لم يتم اكتشافه بعد.


جـ ـ التعبير القرآني “وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات، آية : 47). يشير إلى تلك السعة المذهلة، كما يشير إلى حقيقة توسع هذا الكون باستمرار إلى ما شاء الله وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا في القرن العشرين، حين ثبت لعلماء كل من الفيزياء النظرية والفلك أن المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تتزايد بتزايد بعدها عن مجرتنا، وتقترب أحياناً من سرعة الضوء “المقدر بحوالي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية”.

س ـ تشير ظاهرة توسع الكون إلى تخلق كل من المادة والطاقة لتملأ المساحات الناتجة عن هذا التوسع، وذلك لأن كوننا تنتشر المادة فيه بكثافات متفاوتة ولكنها متصلة بغير انقطاع، فلا يوجد فيه مكان بلا زمان كما لا يوجد فيه مكان وزمان بغير مادة وطاقة ولا يستطيع العلم حتى يومنا هذا أن يحدد مصدر كل من المادة والطاقة اللتين تملآن المساحات الناتجة عن تمدد الكون، بتلك السرعات المذهلة، ولا تفسير لها إلا الخلق من العدم.


ك: أدى إثبات توسع الكون إلى التصور الصحيح بأننا إذا عدنا بهذا التوسع إلى الوراء مع الزمن، فلابد وأن تلتقي كل صور المادة والطاقة كما يلتقي كل من المكان والزمان في نقطة واحدة، وأدى ذلك إلى الاستنتاج الصحيح بأن الكون قد بدأ من هذه النقطة الواحدة بعملية انفجار عظيم، وهو مما يؤكد أن الكون مخلوق له بداية وكل ما له بداية فلابد وأن ستكون له في يوم من الأيام نهاية، كما يؤكد حقيقة الخلق من العدم، لأن عملية تمدد الكون تقتضي خلق كل من المادة والطاقة بطريقة مستمرة ـ من حيث لا يدرك العلماء وذلك ليملأ “في التو والحال” المسافات الناشئة عن تباعد المجرات بسرعات مذهلة، وذلك لكي يحتفظ الكون بمستوى متوسط لكثافته التي نراه بها اليوم، وقد أجبرت هذه الملاحظات علماء الغرب على هجر معتقداتهم الخاطئة في ثبات الكون والتي دافعوا عنها طويلاً، انطلاقاً من ظنهم الباطل بأزلية الكون وأبديته، لكي يبالغوا في كفرهم بالخلق وجحودهم للخالق سبحانه.

هذه الاستنتاجات الكلية المهمة عن أصل الكون، وكيفية خلقه وإبداع صنعه، وحتمية نهايته، أمكن الوصول إليها من ملاحظة توسع الكون وهي حقيقة من أهم حقائق علم الفلك لم يتمكن الإنسان من إدراكها إلا في القرن الماضي، ودار حولها الجدل حتى سلم بها أهل العلم أخيراً وقد سبق القرآن الكريم بإقرارها قبل أربعة عشر قرناً أو يزيد، ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لتلك الإشارة القرآنية الباهرة غير الله الخالق سبحانه وتعالى، فسبحان خالق الكون الذي أبدعه بعلمه وحكمته وقدرته، والذي أنزل لنا في خاتم كتبه، وعلى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم عدداً من حقائق الكون الثابتة ومنها تمدد الكون وتوسعه فقال سبحانه :” وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات، آية : 47).


الاعجاز العلمي للقرآن الكريم في ״الإخبار عن وجود أمواج ضخمه في قاع المحيطات والبحار ״

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ (النور 40)

بقلم : محمد سليم مصاروه
رصد العلماء في أعماق المحيطات سلاسل من الأمواج الضخمه يصل ارتفاعها إلى 100-300 متراً ،وتتواجد بأعماق 3.6-4.5 كيلومترات تحت سطح البحر حيث يسود الظلام الدامس .
تنشأ سلاسل الامواج تلك  نتيجةً للفرق بين سرعة جريان طبقة المياه في القاع وبين طبقة المياه التي تعلوها ، فمياه القاع أكثر بروده وملوحة وذات كثافه أعلى ولذلك فهي أقل انسياباً من الطبقه التي تعلوها ، وبسبب  الفروق في السرعات والكثافات  تنكسر طبقتا الماء في منطقة التقائهما فتنتج عن ذلك جبال من الأمواج ، تسمى هذه الظاهره  kelvin helmholtz waves .
تتخذ طبقة المياه السفليه مسارها داخل خنادق عريضه ذات أرضيات متابينة النتوءات والإرتفاعات والتي تم رصدها في قاع المحيط الأطلسي بمنطقة جبل طارق .
تعلو الأمواج في قعر المحيطات وتهبط بزخم وتتحرك وتتوالى أفقياً وتمتد الى عشرات ومئات الكيلومترات ، دافعةً  ما فوقها من المياه .
لثورة الامواج الضخمه في قاع المحيطات والبحار اهميه وضروره  فهي تخلط النباتات البحريه من القاع حتى السطح لتزود الكائنات البحريه بالغذاء وتنقل الكائنات البحريه نحو الشاطئ حتى تتكاثر.
لقد أخبرنا القران الكريم قبل أكثر من 14 عشر قرناً
عن وجود أمواج في أعماق البحار حيث الظلمات
( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ )
وأن الامواج الضخمه تعلوها الامواج الظاهره للعين ( مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ)

المصادر
http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2929852/Mystery-underwater-waves-tall-SKYSCRAPERS-Scientists-unravel-happens-internal-waves-hit-land.html

https://www.sciencealert.com/scientist-unravel-the-secret-lives-of-massive-subsurface-waves

http://earthsky.org/earth/kelvin-helmholzt-clouds

الردُّ على الافتراء القائل بأنَّ هناك من سَبَق القرآن الكريم في ذِكر وجُود حاجز بين البحرين المالح والعذب)
بقلم: محمد سليم مصاروه 

نبرز اليكم الافتراء اولًا ويتبعه الرَّد.
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا تفسير الآية.: والله هو الذي خلط البحار: العذب السائغ الشراب، والملح الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزًا من حجرٍ يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر، ومانعًا مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر ان عدم اختلاط البحار هذا هو امر معروف منذ اول ما اخترع الانسان السفن البحرية وبدأ بالإبحار لكن الخطأ بالقول " وحجراً محجوراً " والمفارقة الكبيرة في درجات الألوان ودرجات الملوحة بين البحار المتجاورة هو ما جعل البحّارة يكتشفون ذلك من غابر الأزمان فقببل اكثر من الف عام من الوجود المحمدي كتب عن ذلك أرسطو : راجع :http://classics.mit.edu/Aristotle/meteorology.2.ii.html http://books.google.com/books?id=9lV9voODu7UC&pg=PA32&lpg=PA32&dq=%E2%80%9CThe+drinkable,+sweet+water,+then,+is+light+and+is+all+of+it+drawn+up:+the+salt+water+is+heavy&source=bl&ots=uWtRLGnEgl&sig=2pa4yjd2LD_GKvgTTBz-WcJdkDI&hl=en&sa=X&ei=uVvPUYLoHsPaOfe5gDg&ved=0CC8Q6AEwAQ#v=onepage&q=%E2%80%9CThe%20drinkable%2C%20sweet%20water%2C%20then%2C%20is%20light%20and%20is%20all%20of%20it%20drawn%20up%3A%20the%20salt%20water%20is%20heavy&f=false http://www.islam-watch.org/amarkhan/Miracles-of-Quran-Exposed.htm#15
الرَّد:
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (الفرقان:53)
القران الكريم هو أول من ذكر وجود حاجز بين مياه البحار والمحيطات المالحة وبين مياه البحار والمحيطات والأنهار العذبة.
والرابط الذي وضعه المفتري ، ليس فيه ذكر لهذه الظاهرة. الرابط فيه مقال عن علم الأرصاد لأرسطو والذي كتبه سنة 350 قبل الميلاد، وفيه من الأخطاء العلمية ما فيه ، على أية حال ، يتحدث ارسطو في كتابه عن دورة المياه في الطبيعة ، ويقرر بان مياه الأنهار العذبه تتبخر ثم تتكثف وتعود الى الارض ، في حين تبقى مياه البخار المالحة (وهي اثقل وزنًا من المياه العذبة )في البحار ولا تتبخر. نحن نعرف أن كلام ارسطو غير دقيق لان مياه البحار تتبخر أيضًا، لكن ما يهمنا في هذا السياق هو ان أرسطو لم يذكر وجود حاجز يمنع اختلاط المياه العذبة بالمياه المالحة!
واليكم اقتباس من القسم الثاني في المقال part-2 الذي استشهد به صاحب الافتراء ، كي يوهم القارئ أن ارسطو سبق آيات القرآن في ذكر هذه الظاهرة
‏The drinkable, sweet water, then, is light and is all of it drawn up: the salt water is heavy and remains behind, but not in its natural place. For this is a question which has been sufficiently discussed (I mean about the natural place that water, like the other elements, must in reason have), and the answer is this. The place which we see the sea filling is not its natural place but that of water. It seems to belong to the sea because the weight of the salt water makes it remain there, while the sweet, drinkable water which is light is carried up.
كما تلاحظون، ارسطو لم يتحدث عن وجود فاصل يمنع اختلاط المياه العذبة بالمالحة، وانما اعتقد ان مياه الأنهار تتبخر واما مياه البحار وهي مالحة ، فلا تتبخر ، وللمزيد اليكم رابط الكتاب
http://classics.mit.edu/Aristotle/meteorology.2.ii.html
أما بالنسبة للآية الكريمة " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا "
فهي اعجاز مذهل ، فالآية ذكرت وجود حاجز ( برزخ )ومنطقة مفصولة ( حجرًا محجورًا ) عند التقاء النهر العظيم مع البحر ، ( من معاني البحر في اللغة، النهر العظيم ). تسمى منطقة التقاء النهر بالبحر ب "مَصَّب النهر" Estuary وهي المنطقه الإنتقاليه من النهر المحصور الى البحر المفتوح وتتصاعد نسبة الملوحه فيها من النهر بإتجاه البحر. ولمصب النهر مميزات بيئيه خاصه تجعله حيوياً لسلسلة غذاء اعداد ضخمه من الكائنات الحيه وبضمنها الانسان ، يفرغ النهر حمولته من الرواسب الطينيه الغنيه بالمواد العضويه وتفتات عليها الكائنات الدقيقه وتنمو فتصير غذاءً للمحار( الأصداف البحريه ) ولسرطانات البحر ( تقضي قسم من دورة حياتها في مصبات الانهار ) ولأنواع من الاسماك (مثل السلمون والرنجه ) وما سبق ذكره يصير مصدر غذاء لمستويات أعلى في السلسله الغذائيه كالاسماك الاكبر حجماً ،الطيور البحريه والبريه ( تتزود بالغذاء من مصاب الانهار إثناء هجرتها ) والثدييات ( دببه ، إنسان ..) ،ويوفر مصب النهر بيئه مثاليه لنمو العوالق النباتيه " فيتو بلانكتون" والتي تضبط ( الى جانب النباتات والأشجار) نسبة ثاني اكسيد الكربون والأوكسجين في الطبيعه عن طريق عملية التمثيل الضوئي ، إضافة الى ذلك تحتضن بيئة مصبات الأنهار يرقات لبعض أنواع الأسماك البحرية وهي مصدر ل%87 من المأكولات البحريه في أمريكا ولمصبات الانهار دور رئيسي في ضبط جودة المياه المسكوبه في البحار إذ تنمو في قعر مصبات الانهار وعلى ضفافها مملكه نباتيه مميزه تقوم بتنقية وتحليل ( الى حد كبير ) السموم والملوثات المفرزه في مياه الانهار من الملوثات ونفايات الصناعه قبل سريانها الى البحر.
كانت مصبات الانهار وما زالت من أكثر النظم البيئيه خصوبةً وحيويه لحياة البشر ويكفي ان نعلم ان 60 ٪ من سكان المعموره يقطنون في مدن منتشره على ضفاف مصبات الانهار .
وعلى سبيل المثال : نيويورك ، كالفورنيا ، سان فرانسيسكو، جاكرتا .
ان وجود منطقه فاصله بين المياه العذبه والمالحه ( حجراً محجورا) يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على حياة وبقاء جميع انواع الكائنات الحيه ولذلك تنشط في الغرب حركات حماية البيئه الداعيه الى وقف اتلاف بيئة مصاب الانهار بسبب تراكم النفايات فيها والعمل على اصلاحها والحفاظ عليها كمحميات طبيعيه.
فقط في عصرنا الحالي ، اكتشفت الميزات البيئية الخاصة لمنطقة مصب الأنهار ، في حين ذكر القران الكريم وجود تلك المناطق والتي لا تُرى بالضرورة بالعين ، لانه لا يُرى في كل مصب نهر، اختلاف بألوان المياه الاختلاف بالملوحة بين مياه البحر والنهر



لماذا لم يمنع الاسلام الرّق وكيف عامل العبيد ؟
بقلم : محمد سليم مصاروه

كثيرا ما يطرح هذا السؤال  اعداء الاسلام والحاقدين عليه في محاوله منهم للطعن في الاسلام والتشنيع فيه ، وقد تمت الاجابه على تلك الافتراءات عشرات المرات وبإمكانكم العثور على أجوبه مفصله في النت وعلى اية حال سأتعرض لا موضوع بايجاز شديد :

١- لم يخترع الاسلام الرّق والعبودية وانما كان نظاما قائماً منذ قرون قبل الاسلام . ولكن الاسلام جفف كل منابع الرّق وحث على إعتاق العبيد وتحرير الرقاب تقرباً الى الله وتكفيراً عن الخطايا جفف الاسلام مصادر الرق عدا مصدراً واحداً وهو إمكانية حدوث ذلك مع أسرى الحروب

٢- بقدوم الاسلام كان هناك عشرات آلاف العبيد والاماء ( مؤنث عبد ) القاطنين تحت رعاية مالكيهم ، ولو شرع الاسلام تحرير العبيد لوجد دفعه واحده عشرات  الاف الأشخاص انفسهم في الشارع دون مأوى ، عمل ومعيل !
ولجنح الذكور منهم الى السرقه والأعمال الإجرامية ولربما جنحت الإناث الى امتهان الدعاره طلباً للقمة العيش !

٣- بعكس الصوره التي يحاول اعداء ألأسلام رسمها بالنسبه للعبيد ، فان العبيد في الاسلام تمتعوا بالمعاملة الحسنه وبكامل حقوق الرعاية والأمن الشخصي ، بل ان تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم تمنع مناداة العبد بكلمة (عبدي ) وتوجب مناداتهم ب( فتاي )
وقد يستغرب الكثيرون حين يعلمون ان العبيد في الدوله الاسلاميه مارسوا حقوقهم بكاملها الى درجة انهم استلموا زمام الحكم لفتره ليست بالقصيرة ( حكم المماليك ) بل ان المماليك هم اصحاب الفضل في دحر الاحتلال المغولي على دولة الإسلام !
لم تكن يوما من أبجديات النظام الاسلامي إنتهاك انسانيه العبد وقهره وإذلاله . وتلك الصوره القاتمه المهينة للعبيد مورست في حضارات غير الاسلام  بل ان العالم الغربي استمر بها قروناً حين توغل في افريقيا وتاجر بإناسها معتبراً اياهم سلعه لا غير واستمرت العبوديه في امريكا حتى حرب الاستقلال الامريكيه 1861-1865 , ومع ذلك ظلت العنصريه والتفرقة العرقيه تضرب أطنابها داخل المجتمع الأمريكي حتى منتصف القرن العشرين ، في حين أرسى الاسلام قواعد التعامل الإنساني واحترام الآخرين منذ قرون خلت .

بسم الله الرحمن الرحيم
نرفق لكم أخوتنا الكرام ملف كامل عن معاني الكلمات مع لطائف شرح و تفسير الآيات لسورة العنكبوت في القرآن الكريم
يمكن تحميلها عبر هذا الرابط

(خرافة التطور - تزوير الحفريات) 
•سمكة سيلاكانث Coelacanth وهي السمكة التي رأى مؤيدو نظرية التطور في حفرياتها جسمها الممتليء وبقايا أعضاء داخلية ظنوا أنها مثل البرمائيات، وكذلك رأوا زعانفها الكبيرة فتخيلوا أنها هي جد البرمائيات التي انتقلت بالأسماك إلى البر، فقالوا أنها منقرضة لأنه لم يراها أحد حية إلى اليوم وأنها عاشت مند 70 مليون سنة وأنها كانت تعيش قرب سطح الماء لكي يسهل عليها القفز إلى البر فجعلوها إحدى أدلة نظرية التطور، لكن ذلك لم يكن صحيحا ففي 22 ديسمبر من سنة 1938 حيث مع تطور أدوات الغوص والصيد في أعماق البحار والمحيطات تم اصطياد أول سمكة من هذا النوع ليتأكدوا بأنها لا زالت حية إلى اليوم، أي لم تنقرض أصلا، ولكنها تعيش في الأعماق ولذلك لم يكن يراها أحد إلى ذلك الوقت، وأن أعضائها الداخلية ليست مثل البرمائيات، ثم توالت عشرات الاصطيادات لها حول العالم، حتى أن أحد من انخدع بها في البداية وهو عالم الكيمياء التطوري جي سميث وهو الرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا الذي قال: «إن العثور على سمكة سيلاكانث حية هو مثل العثور على ديناصور في الشارع»[1].
•أحفورة إنسان بلتداون فقد ادعى مؤيدو نظرية التطور العثور على عظمة فك وجزء من جمجمة داخل حفرة بإنجلترا، وأن عظمة فكها أشبه بفك القرد، والأسنان والجمجمة كانتا أشبه بأسنان وجمجمة الإنسان، وزعموا أن عمرها أكثر من أربعين ألف سنة، فأعدت لها رسومات وتأويلات، وقدموها بوصفها دليلا مهما على تطور الإنسان وأنها اكتشاف مذهل عن الإنسان البدائي[2][3]. وفي سنة 1949 حاول علماء المتحجرات البريطانيين تجربة طريقة اختبار الفلور لتحديد تاريخ المتحجرة، فأجري الاختبار على متحجرة إنسان بلتداون، فكانت النتيجة أن عظمة الفك لا تحتوي على أي فلور ويدل هذا على أنها لم تظل مدفونة في الأرض لأكثر من بضع سنين، أما الجمجمة التي احتوت على مقدار ضئيل من الفلور فقد تبين أن عمرها لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين، كما اتضح أن الأسنان الموجودة في عظمة الفك تنتمي إلى الأورانجوتان قد تآكلت اصطناعيا، وأن الأدوات البدائية المكتشفة مع المتحجرات هي مجرد أدوات بسيطة مقلدة شحذت بواسطة أدوات فولاذية[4]، وبالتحليل المفصل كشف هذا التزوير[5] للجمهور بعد 40 سنة وذلك سنة 1953، فالجمجمة تخص إنسانا عمره نحو خمسمائة سنة في حين كانت عظمة الفك السفلي تخص قردا مات مؤخرا، وقد تم ترتيب الأسنان على نحو خاص في شكل صف ثم اضيفت إلى الفك وتم حشو المفاصل لكي يبدو الفك شبيها بفك الإنسان، وبعد ذلك تم تلطيخ كل هذه القطع بثنائي كرومات البوتاسيوم لإكسابها مظهرا عتيقا، ثم بدأت هذه اللطخ بالاختفاء عند غمسها في الحمض، فقد ظهرت الأدلة على حدوث كشط صناعي فكانت الأدلة واضحة على زيفها[6].
•حفرية الروديستوس التي زعم أنها الحلقة الوسطى المفقودة ذات الأرجل والزعانف لتطور الحوت كما قال مكتشفها فيليب جنجريتش وهو مدير متحف الحفريات بجامعة ميشيغان بأمريكا، ففي مقابلة أجراها معه بصفته مكتشف الحفرية، كانت المفاجأة أن من أجراها معه لم يجد هيكل حفرية الروديستوس الموجود بالمتحف ولا الزعنفة الخلفية التي في الرسم، ولا الزعنفتين الأماميتين مثل الحيتان وكما رسمها جنكريخ أيضا، فسأله عن السبب فرد بأنهم وجدوا أطرافه الأمامية واليدين والذراعين الأماميين للروديستوس، وأنهم يتفهمون أنه لا يملك هذا النوع من الأذرع التي يمكن أن تنتشر مثل الزعانف التي في الحيتان[7] حيث اعترف جنجريخ بأخطاء أخرى متعمدة في باقي الحفريات لتطور الحوت فعلق قائلا: «باسم داروين، لقد أضاف العلماء ذيل الحوت إلى حيوان عندما لم يتم العثور على ذيل له، وقد أضافوا أيضا الزعانف لنفس هذا الحيوان الأرضي عندما لم يكن له»[8]
•أحفورة أركيورابتور التي زُعِم أنها الحلقة المفقودة بين الديناصورات الأرضية والطيور التي تستطيع الطيران بالفعل، وقال مؤيدو نظرية التطور وخصوصا مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك أن الديناصورات ذات الريش سبقت الطيور الأولى، وقالوا بأنها خليط صفات بدائية وحديثة، وأن ذلك ما يتوقعه العلماء من ديناصورات تجرب الطيران، لكن اكتشف أن الأحفورة مفبركة وزائفة، اكتشفت هذه الفبركة على يد عالم الأحافير الصيني:Xu Xing الذي أثبت أن العينة تتكون من ذيل ديناصور مدمج بجسم طائر بدائي، وقد انتُقِدت مؤسسة ناشيونال بأنها تعامل مجموعة من علماء الحيوان المتحمسين الذين صرحوا بانحرافهم عن العلم لمجرد رغبتهم في أن تكون الطيور تطورت عن الديناصورات، وأن أول من تعرض للخطر بسبب هذا التزييف هو الحقيقة والتقييم العلمي للأدلة، لدرجة أن هذا المشروع صار واحدا ومن أعظم الأكاذيب في عصرنا الحالي[9]، كما أن مجلة نيتشر عام 2000 انتقدت مجلة ناشيونال جيوغرافيك لاستعجالها بنشر مقال وُصف بأنه أشبه بالصحافة الشعبية الفارغة غير المدعومة بالدليل، والتي تعتمد على إثارة العواطف، وذلك من قبل عالم أحافير متميز[10]، وهناك من صرح أن ناشيونال جيوجرافيك عرفت أن الحفرية مزيفة فكتمتها[11].
•حفرية رجل أورك ففي عام 1983 تم الترويج لجزء من جمجمة وجدت في إسبانيا لعام كامل باعتبارها أقدم أحفورة للإنسان في أوراسيا، وتبين لاحقا أنها لحمار عمره أربعة أشهر[12].
•متحجرة إنسان نبراسكا فقد أُعلن عن اكتشاف ضرس متحجرة سنة 1922 غرب نبراسكا يعود إلى العصر البليوسيني، فزعم بعض مؤيدو نظرية التطور أن هذا الضرس يحمل صفات مشتركة بين كل من الإنسان والقرد وأنه دليلا على التطور لا يقبل الجدل، وأنه يعود إلى إنسان جاوة منتصب القامة، واستنادا لهذا الضرس فقط أعادوا بناء رأس إنسان نبراسكا وجسده. وفي سنة 1927 عثر على أجزاء أخرى من الهيكل العظمي لإنسان نبراسكا، ووفقا لهذه الأجزاء المكتشفة حديثا لم يكن الضرس يخص إنسانا ولا قردا بل يخص خنزيرا بريا[13].
•أحفورة إنسان بحيرة رودولف التي سميت KNM-ER 1470 حيث في سنة 1927 اكتشفت لأجزاء تخص متحجرة في كينيا، فأطلق نفس الاسم على الطائفة التي من المفترض أن تمثلها هذه المتحجرة، وقدمت على أن عمرها 2.8 مليون سنة وأنها أعظم اكتشاف في تاريخ الأنثروبولوجيا وعلى أنها آثارا كاسحة، وأن سعة جمجمته صغيرة مثل القرد الجنوبي ومع ذلك كان وجهه مثل وجه الإنسان، وأنه هو الحلقة المفقودة بين القرد الجنوبي والإنسان، لكن بعد فترة قصيرة اتضح أن وجه الجمجمة جاء نتيجة لصق معيب لأجزاء الجمجمة والأمر من الممكن أن يكون قد حدث عن عمد، وفي سنة 1992 أجريت دراسات حول وجه الإنسان وبمساعدة المحاكاة الحاسوبية عندما أعيد بناء الجمجمة لأول مرة تم تركيب الوجه على الجمجمة في وضع لا يكاد يكون عموديا وأشبه ما يكون بالوجوه المسطحة للإنسان العصري، وفي الدراسات الأخيرة للعلاقات التشريحية أظهرت أن الحياة الفعلية لا بد أن يبرز الوجه بشكل ملحوظ مكونا ملامح تشبه ملامح القرد، بل تشبه بالأحرى وجوه القردة الجنوبية[14]، فاتضحت الحقيقة أن صغر حجم جمجمتها وكبر أنيابها وغيرها من الصفات التي أشارت إلى أن المتحجرة تشارك القردة الجنوبية هذه الصفات[15] وتحمل كذلك مثل النماذج الأخرى المبكرة للإنسان صفات مشتركة مع القردة الجنوبية ذات البنية الصغيرة ولا توجد هذه الصفات في النماذج الإنسانية المتأخرة أي الإنسان المنتصب القامة[16]، فهذا الكائن كان يجب ألا يصنف تحت فئة الأنواع البشرية مثل الإنسان القادر على استخدام الأدوات وإنسان رودولف بل على العكس يجب ضمه إلى الفئة الخاصة بأنواع القردة الجنوبية[17].

*مستحاثة سيناصوريبتريكس المكتشفة في الصين أحفورية لوسي التي قال عنها مؤيدو نظرية التطور أنها تطابق كثيرا حفريات الشمبانزي العادي تماما إلا جزء الحوض والركبة اللذان يدلان على أن لوسي كانت قادرة على المشي منتصبة القامة، لكن تبين أن حوض لوسي كان مفتتا إلى أكثر من 40 قطعة وعند تجميعه يعطي حوضا للشمبانزي أي لا يستطيع الوقوف منتصبا أو المشي بسهولة، بعكس عظمة حوض البشر القادرة على المشي بانتصاب وسهولة لاتصالها بالعضلات وانحنائها، فعندما أعيد تشكيل الحوض ليكون مثل البشر، عظمة الركبة البشرية لم تكن موجودة بالكامل أصلا بل تم تركيبها وإكمالها بما يتوافق مع تكوين ركبة البشر، وحتى العظام نفسها الموجودة مشكوك فيها ومنها ما تم اكتشاف أنه لا يمت للأحفورة بصلة، فقد اكتُشفت عظمة لقرد البابون في هيكل لوسي الشهير[18]. فبالنسبة لتشابه الأحفورة مع الشمبانزي والقردة التي لا تستطيع المشي منتصبة رغم حجم المخ الصغير عند مقارنتها يتبين أن جمجمتها تشبه القرود[19]، ولديها شكل الفك السفلي عكس فك الإنسان وشكل هيكلها محرج يظهر في شكله غير بشري[20]، كما أن كاحلها متجه للخلف مثل القردة على عكس الإنسان المتجه للإمام فيتبين بكل وضوح أن الفرق بينها وبين الإنسان لا يخطيء فيه أحد[21]، وعندما درس بعض علماء الحفريات هيكلها ترجح لهم أنه لقرد يتسلق الشجر فحسب[22]. [23]
*أحفورية ديناصور يدعى: Sinosauropteryx الذي تم اكتشافه في الصين سنة 1996، وقُدم للعالم بوصفه الحلقة المفقودة ديناصور ذو ريش، وتصدرت أخباره عددا من عناوين الصحف، ومع المدة كشفت التحاليل المفصلة أن التراكيب التي صورها أنصار التطور بإثارة على أنها ريش طائر ولا تمت في الواقع للريش بصلة. في البداية اتار علماء الحفريات ضجة حول صور الحفرية التي تم توزيعها، ولكن في اجتماع جمعية الحفريات الفقارية الذي عقد في شيكاغو كان الحكم مختلفا، فقد قال ما يقرب من ستة علماء حفريات غربيين ممن شاهدوا العينات إن التراكيب ليست ريشا حديثا، فوجد أن التراكيب هي عبارة عن ألياف كولاجينية بالية تحت الجلد، وبالتالي ليست لها أي علاقة بالطيور[24].
*أحفورية إيدا اكتشفت سنة 1983 في ألمانيا وتم تقدير عمرها بحوالي 47 مليون سنة، وقدمت سنة 2009 كحلقة مفقودة على أنها أعجوبة العالم الثامن وحجر رشيد التطور والكنز المفقود الذي سيكشف غموض التطور المبكر لسلف البشر وانفراده عن باقي الثدييات وتمايز أفرع الرئيسيات وصورت بأنها الفسيفساء الناقصة لوصل الانسان في سلف سحيق ببقية الثدييات[25][26] وعندما درسها العلماء اكتشفوا عدم صلة تلك الحيوانات بأسلاف البشر وأنها مجرد قرد ليمور منقرض، وقدمت أدلة بأن إيدا لا تمثل دلالة تطورية في تاريخ أسلاف البشر[27][28][29][30][31][32].

المصادر
1-^ اصطياد سمكة سيلاكانث بتاريخ 21 يناير 2003 نسخة محفوظة 10 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
‏2.^ Malcolm Muggeridge, The End of Christendom, Grand Rapids, Eerdmans, 1980, p. 59
‏3.^ Stephen Jay Gould, "Smith Woodward's Folly", New Scientist, February 5, 1979, p. 44
‏4.^ Kenneth Oakley, William Le Gros Clark & J. S, "Piltdown", Meydan Larousse, Vol 10, p. 133
‏5.^ End as a Man- Time Magazine 30 Nov 1953 retrieved 11 November 2010 نسخة محفوظة 23 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
‏6.^ Stephen Jay Gould, "Smith Woodward's Folly", New Scientist, April 5, 1979, p. 44
7.^ التطور التجربة الكبرى - المجلد 1 ص 143 بالإنجليزية Evolution: The Grand Experiment - Volume 1 by Dr Carl Werner, pg 143
‏8.^ Evolution: The Grand Experiment - Volume 1 by Dr Carl Werner, pg 219
9.^ أيقونات التطور - جوناثان ويلز :ص110 : ص111 - دار الكاتب؛ الطبعة العربية
‏10.^ Forensic palaeontology: The Archaeoraptor forgeryمجلة ناتشر تنتقد مؤسسة ناشيونال بنشرها خبر أحفورية أركيورابتور المفبركة. نشر بتاريخ 29 مارس 2001 نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
‏11.^ Tim Friend, "Dinosaur-bird link smashed in fossil flap," USA Today, 25 January 2000, (emphasis added
‏12.^ Gish, Duane T., 1985. Evolution: The Challenge of the Fossil Record, El Cajon, CA: Creation-Life Publishers, p. 190
‏13.^ W. K. Gregory, "Hesperopithecus Apparently Not An Ape Nor A Man", Science, Vol 66, December 1927, p. 579
‏14.^ Tim Bromage, New Scientist, vol 133, 1992, p. 38-41
‏15.^ J. E. Cronin, N. T. Boaz, C. B. Stringer, Y. Rak, "Tempo and Mode in Hominid Evolution", Nature, Vol 292, 1981, p. 113-122
‏16.^ C. L. Brace, H. Nelson, N. Korn, M. L. Brace, Atlas of Human Evolution, 2.b. New York: Rinehart and Wilson, 1979
‏17.^ Alan Walker, Scientific American, vol 239 (2), 1978, p. 54
‏18.^ New scientist: Baboon bone found in famous Lucy skeleton نشر بتاريخ 10 أبريل 2015 نسخة محفوظة 02 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
‏19.^ Time, November 7, 1979, pp. 68- 69Dr. Yves Coppens, appearing on BBC-TV in 1982, stated that Lucy’s skull was like that of an ape/
‏20.^ embarrassingly un-Homo like Science 81, 2(2):53-55
‏21.^ J. Cherfas, New Scientist, (97:172 [1982]
‏22.^ Science Newsletter, 1982, p. 4
‏23.^ Science et vie, Adieu lucy, May 1999
‏24.^ 41. Ann Gibbons, “Plucking the Feathered Dinosaur,” Science, vol. 278, no. 5341, 14 November 1997, pp. 1229 – 1230
‏25.^ the film more about ida نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
‏26.^ "Common Ancestor Of Humans, Modern Primates? 'Extraordinary' Fossil Is 47 Million Years Old - ScienceDaily". مؤرشف من الأصل في 16 مايو 2019. 
‏27.^ Complete Primate Skeleton from the Middle Eocene of Messel in Germany: Morphology and Paleobiology نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
‏28.^ Anthropologists say fossil was not 'missing link'
‏29.^ fossil ida nature magazine revelation نسخة محفوظة 03 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
‏30.^ oh ida where have thee gone نسخة محفوظة 20 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
‏31.^ ""Revolutionary" Fossil Fails to Dazzle Paleontologists - ScienceNOW". مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2013. 
‏32.^ darwin fossile ida hype نسخة محفوظة 24 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.

(الرد على مزاعم منكري السنة )
 دأب منكرو السنة على إثارة بعض الشبهات حول السنة النبوية، ويمكننا حَصْرُ شُبُهاتهم في المنطلقات الآتية:
1- إسقاط الحاجة إلى السنة النبوية بدعوى أن القرآن يكفينا.
2- حصر السُّنَّة التي يُعتدُّ بها وتصلح للاستدلال في السُّنَّة المتواترة فقط.
3- الطعن في بعض الصحابة، وناقلي السنة من العلماء والرواة.
4- ادِّعاؤهم ضياع السنة النبوية وعدم حفظها، أو تأخُّر تدوينها مما دعا إلى ضياعها.
5- التشكيك في منهجية المحدِّثين في قبول الحديث وردِّه.
6- ردُّ بعضِ الأحاديث في السنَّة النبوية، ومُحاولة التشكيك فيها.
7- الطعن في وصول السنة النبوية إلينا؛ من خلال التشكيك في أصول النسخ الخطية لبعض كتب السنة النبوية.

سنحاول في هذا المقال بيان بطلان دعواهم، والوقوف على المنطلقات التي بنوا عليها ادِّعاءاتهم.

الأولى: إسقاط الحاجة إلى السنة النبوية بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم:
قال المشكِّكون: إنَّ الله تعالى بيَّن في كتابه أنَّه لم يُفرِّط في الكتاب من شيء، وفي القرآن ما يكفينا إذًا! ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89].

أقول هنا: ليس المراد من لفظة (الكتاب) في الآية الأولى هو (القرآن)؛ إنما المقصود هو اللوح المحفوظ الذي حوى كل شيء، من أحوال المخلوقات وخلقها، وهو المناسب لسياق الآية؛ فإن أحوال المخلوقات المشابهة في خلقها للبشر كُتِب كل شيء من أقدارها في اللوح المحفوظ.

ثمَّ لو سلَّمنا أنَّ المقصود هنا القرآن، فلا يمكن حَملُ الآيتين على عمومهما، وأنَّ القرآن اشتمل على بيان وتفصيل كلِّ شيء من أمور الدين والدنيا، وأنه لم يُفرِّط في شيء منها، وإلا لزِم الخُلْفُ في خبره، فالعبادات والشرائع غير مُفصَّلة في القرآن، فضلًا عن أُمور الدنيا، على سبيل المثال: شُرِعت الصلاة في القرآن الكريم، ولكن كيف نُصلِّي؟ وركوعها وسجودها وأركانها، من أين نأخذها؟ كذلك فرض الحج في القرآن، ولكن كيف نحُج؟ والزكاة وغيرها من العبادات التي شُرِعَت في القرآن، ولكن لم يُبَيَّن كيفية فعلها، فكيف يمكننا القول: إنَّ القرآن يغني عن السُّنة؟

ثم البيان الذي جاء في الآية الثانية جاء على شكلين: إما بيان عن طريق النصِّ الواضح في بعض الأمور؛ كأصول الدِّين ووجوب العبادة وغيرها من الأمور، وإما بيان عن طريق الإحالة على دليل من الأدلة المعتبرة من الشارع الحكيم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].

فإن قالوا: لو كانت السنة حُجَّة، لتكفَّل الله بحفظها كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

قلنا: إن الله تكفَّل بحفظ شريعته كلها، كما قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

ثم إن للعلماء في ضمير (له) الغائب قولين: الأول: هو الذِّكر، الثاني: الضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم الذي تكفَّل بحفظه.

فلو فسَّرناه بالذِّكر؛ أي: بالشريعة الكاملة مِن كتاب وسنة، فلا تَمسُّك فيها لكم، وإنْ قلنا: إنَّه النبي، كذلك لا تَمسُّك لكم فيها، وإنْ فسرناه أنه القرآن، فلا نُسلِّمُ أنَّ في الآية حَصْرًا حقيقيًّا، فإنَّ الله تعالى حفِظ أشياء كثيرة؛ كحِفْظِه للنبي من القتل أو الكيد، وحفظه للأرض والسماوات أن تزولا، وحفظه للعرش، والحصر الإضافي بالنسبة إلى شيءٍ مخصوص يحتاج إلى دليل وقرينة على هذا الحصر، ولا دليل على أن الحفظ فقط للقرآن، وتقديم الجار والمجرور جاء لمناسبة رؤوس الآي.

ولقد حفظ الله تعالى سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم كما حفظ كتابه؛ فلم يذهب منها شيءٌ، وحفظها الصحابة ثم التابعون حتى وصلتنا، ثم من حفظه لها أنْ هيَّأ لها من ينقلها ويُدافع عنها، ويُبيِّن المقبول من المرود فيها.

فإن قالوا: إن اتِّباع السُّنَّة يؤدي إلى الشِّرْك؛ لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [الأنعام: 57].

أقول: لم يُفرِّق هؤلاء بين السنَّة النبوية الصحيحة التي هي وحيٌ بذاتها، وبين الأحاديث غير الصحيحة، ثمَّ إنَّ الله تعالى أمرنا باتِّباع نبيِّه، ثمَّ أقسم الله تعالى بنفسه أنه لن يذوق طعمَ الإيمان إلا مَن رضي بحُكم النبي؛ فقال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51]، ثُمَّ إنَّ الله تعالى قال واصفًا ما ينطق به النبي أنه وحي: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

أما ما استدلَّ به هؤلاء بقوله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [الأنعام: 57]؛ لإخراج السنة النبوية عن كونها حكمًا إلهيًّا، فهو استدلال في غير موضعه؛ لأنَّ هذه الآية وردت في ثلاثة مواضع من كتاب الله تعالى، ففي سورة الأنعام جاءت ردًّا على طلب الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم بإنزال الآيات والإسراع بها، فبيَّن أنَّ ذلك مرجعه إلى الله؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ * قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 56 - 58]، فلا بدَّ من معرفة سياق الآيات، وعدم اجتزائها للاستدلال بها، كما جاءت في سورة يوسف ينصح صاحبيه في السجن بتوحيد الله وترك الشرك؛ قال تعالى: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 39، 40]، وحكاية عن قول يعقوب ينصح أبناءه؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].

والمواضع الثلاثة لا تُشير من قريب أو بعيد إلى ما ذهب إليه أصحاب هذه الشُّبهة؛ بل إنها تأمر العبد بالرضا بما قدَّره الله له أو عليه، وأنَّ الله هو المتفرِّد في حُكْمه، لا يشركه فيه أحد، وهذا لا يتنافى مع الاحتكام إلى السُّنة، ولا يوصل من حكَمَ بها أو تحاكم إليها لدائرة الشرك.

ثمَّ إنَّ الله تعالى أمرَ في بعض الأحيان بتحكيم غيره بنصِّ كتابه، فقال في شأن الزوجين المتخاصمين: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، وقال تعالى في حُكمِ مَن يقتل شيئًا من الصيد في الحَرَم أنَّه يحكم به ذوا عدلٍ من البشر؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ [المائدة: 95].

فكيف يأمر الله بالتحاكُم إلى البشر في بعض الحالات، ولا يأمر بالتحاكُم إلى نبيِّه الذي أمر بطاعته مع طاعة الله؟! فبماذا نطيعه إذًا حال وُجود القرآن؟! ثمَّ إنَّ الله تعالى أخبر أنَّ ما ينطق به النبي هو وحي من الله؛ إذًا فالوحي هو: القرآن والسُّنة النبوية.

(الرد على افتراء انتشار الإسلام بالقوة والإجبار)
بقلم: إيهاب كمال أحمد
مجمل الافتراء:
يدَّعي بعض أعداء الإسلام من المنصّرين والمستشْرقين واليهود وغيرهم: أنَّ الحروب في الإسلام كانت لإجْبار غير المسلمين على الدُّخول في الإسلام، وأنَّ الَّذين اعتنقوا الإسلام دخلوا فيه بالإكراه والقهْر، لا عن اقْتِناع وتسليم.

وزعموا أنَّ السيرة النبويَّة شاهدة على انتِشار الإسلام بحدِّ السَّيف، وأنَّ الغزوات التي غزاها الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كان الهدف منها هو إجْبار النَّاس على الدخول في الإسلام عنوة.

الرَّدّ:
هذه الفرية مرْدود عليها من وجوه، تتلخَّص فيما يلي:
أوَّلاً: لقد مكث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مكَّة ثلاثة عشر عامًا يدْعو بالحجَّة والموعظة الحسنة بلا قتال أو إراقة نقطة دم، وكان - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وأصحابُه مستضعفين يتعرَّضون للتَّعذيب والتَّنكيل ليرجعوا عن دينِهم، فما صرفهم هذا عن الإسْلام، وما زادَهم إلاَّ إصرارًا على اتِّباع الحقّ، فإن كان هناك إكراه، ففي الصَّدّ عن الإسلام، لا في اتِّباعه.

ثانيًا: دخل الإسلام إلى أهل يثرب - المدينة النبوية - بلا أيّ قتال؛ فقد اقتنع سادتُهم بالإسلام حين عرضَه عليْهِم الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبايعوه بيْعتَي العقبة الأولى والثانية، ثمَّ أرسل إليهم مصعبَ بن عُمير فاجتهَد في دعْوة أهل المدينة حتَّى دخلَ معظمُهم في دين الإسلام، فأين الإجبار في إسلام أهل المدينة؟!

إذًا؛ صار من المسلَّمات الَّتي لا يداخلُها شكٌّ أنَّ المهاجرين والأنصار - الَّذين هم ركيزة الدولة الإسلامية الأولى - قد دخلوا في دين الله عنِ اقْتِناع وتسليم، وتحمَّلوا في سبيله الابتِلاءات والاضطِهادات؛ ممَّا ينفي أيَّ شبهة إكراه وإجبار في حقِّهم.

ثالثًا: إنَّ الحروب والغزوات الإسلاميَّة في العصر النبويّ غالبُها لم يكن بِمبادرة من المسلمين، فقد غُزي المسلمون مثلاً في بدْر وأحُد والأحزاب، وأمَّا غزوات اليهود وفتْح مكَّة ومؤْتة وتبوك وغيرها، فكانت تأديبًا لِمَن خانوا العقود وخالفوا العهود والمواثيق، وبدؤوا بالاعتداء، أو قتلوا رسُل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

رابعًا: كان المسلِمون يدخلون في الغالب في معارك غير متكافِئة من حيث العددُ والعدَّة، حيث كان خصمُهم يتفوَّق عليهم تفوُّقًا ساحقًا.

ففي غزوة مؤْتة - على سبيل المثال - نجِد أنَّ عدد جنود المسلمين حوالَي ثلاثة آلاف رجُل، في حين كان عددُ جيش الكفَّار مائتي ألْف مقاتل، ناهيك عن التفوُّق في العدَّة والآلة الحربيَّة، فهل يظنّ بهذه القلَّة المستضعفة أن تغرَّها قوتها وتشرع في فرض ما معها من الحقّ على هذه الجموع الغفيرة؟! وهل سعى ثلاثةُ آلاف مسلم في فرض الإسلام على مائتَي ألف شخص؟!

خامسًا: إنَّ العقائد لا تستقرُّ في النفوس تحت وطْأة السَّيف والقهر على الإطلاق، وإنَّما تستقرُّ بالإقْناع وبالحجَّة الواضحة، ولو كانت الشُّعوب قد دخلت في الإسلام مُجْبرة فسرعان ما كانت تمرَّدتْ عليه ولفظته، ولكنَّ الحقيقة التي يشْهَد لها التَّاريخ والواقع أنَّ الشُّعوب الإسلاميَّة هي أكثر الشعوب تمسُّكًا بدينها، رغم ما تُعانيه من اضطِهادات وحروب في كثير من أنحاء العالم حتَّى في عصرنا هذا.

سادسًا: من المعلوم أنَّ هناك كثافة إسلاميَّة في جنوب شرق آسيا، في بلادٍ لَم تطأْها   قدمُ مجاهد مسلم فاتح، كالفلبّين وإندونيسيا، فهناك عشَرات بل مئات الملايين أسْلموا، فمَن الَّذي أجْبر هؤلاء على اعتِناق الإسلام؟! وجدير بالذِّكْر أنَّ هؤلاء يشكِّلون غالبيَّة المسلمين في عصرنا.

كما أنَّ هناك كثيرًا من المسلِمين في دول أوربَّا والأمريكتَين، وهي بلاد لم يدخُلْها الفاتحون المسلمون، وهناك أقلّيات مسلمة في كلّ الدُّول غير الإسلاميَّة وهم متمسِّكون بالإسلام، والحمد لله.

وفي كلّ يوم تدخُل جموع غفيرة إلى الإسلام في بلاد غير إسلاميَّة، حتَّى ثبت بالإحصاءات الرَّسمية غير الإسلاميَّة أنَّ الإسلام هو أسرع الأدْيان انتشارًا في العالم الآن.

سابعًا: ممَّا يؤكِّد بطلان هذه الفرية: أنَّ التَّاريخ يثبت أنَّ بعض القوَّات والجيوش التي حاربت المسلمين وانتصرتْ عليْهِم كالتَّتار مثلاً - قد أسلموا ودخلوا في دين الله أفواجًا، في سابقةٍ لعلَّها لَم يعرفْ لها التاريخ مثيلاً، فأنَّى للمنتصِر أن يدخُل في دين المهزوم؟! وأيّ شبهة إكراه ها هنا؟!

ثامنًا: من نصوص الشَّرع ما يشهد على عدم الإكراه والإجبار في الدين؛ كقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، وقوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99].

قال السعدي في تفسيره لآية البقرة: "هذا بيان لكمال هذا الدّين الإسلامي، وأنَّه لكمال براهينه واتِّضاح آياته، وكونه هو دينَ العقل والعِلْم، ودين الفطْرة والحِكْمة، ودين الصَّلاح والإصْلاح، ودين الحقّ والرشْد، فلِكمالِه وقبول الفِطَر له لا يَحتاج إلى الإكْراه عليه؛ لأنَّ الإكراه إنَّما يقع على ما تنفر عنه القلوب ويتنافَى مع الحقيقة والحقّ، أو لِما تخفى براهينُه وآياته، وإلاَّ فمَن جاءه هذا الدين وردَّه ولم يقبلْه فإنه لعناده؛ فإنَّه قد تبيَّن الرُّشد من الغيّ، فلم يبقَ لأحد عذرٌ ولا حجَّة إذا ردَّه ولم يقبله"[1].

وقد يقول قائل: ولماذا شُرِع الجهاد في الإسلام؟ أليْس لإجبار النَّاس على اعتِناق الإسلام؟

والجواب على ذلك: أنَّ الجهاد لم يشرعْ في الأساس لإجْبار النَّاس على دخول الإسلام قهرًا، وإنَّما الغاية العظْمى من الجهاد هي تطْهير الأرض من أجواء الفتن حتَّى يتمَّ تعْبيد النَّاس لله ربِّ العالمين وحده، وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، وإقامة توْحيد الله في أرض الله، بين عباد الله، وإرْجاع البشر إلى أصل فطرتِهم، وهي الإسلام لله تعالى الَّذي يخلِّص البشرَ من كل عبوديَّة مذلَّة لغيره.

لذلك قال ربعي بن عامر لرستم ملك الفرس يوضِّح سبب جهاد المسلمين: "إنَّ الله ابتعثنا لنخْرج مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومِن ضيق الدنيا إلى سَعتها، ومن جور الأدْيان إلى عدل الإسلام، فأرسلَنَا بدينِه إلى خلقِه لندعُوَهم إليْه، فمَن قَبِل ذلك قبِلْنا منه ورجعنا عنْه، ومن أَبَى قاتلْناه أبدًا حتَّى نفضي إلى موعود الله"[2].

وهذا ما جاء به الحقّ في القرآن؛ حيث قال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193].

قال ابن كثير: "أمر الله تعالى بقِتال الكفَّار حتَّى لا تكون فتنة؛ أي: شرك، قال ابن عبَّاس وأبو العالية ومُجاهد، والحسن وقتادة والرَّبيع، ومقاتل بن حيَّان والسدّي وزيد بن أسلم: ويكون الدين لله؛ أي: يكون دين الله هو الظَّاهر على سائر الأديان"[3].

وقال الطبرى: "فقاتِلوهم حتَّى لا يكون شرْكٌ ولا يعبد إلاَّ الله وحده لا شريك له، فيرتفع البلاء عن عباد الله من الأرض وهو الفتنة، "ويكون الدِّين كله لله"، يقول: وحتَّى تكون الطاعة والعبادة كلّها لله خالصة دون غيره"[4].

ولتوضيح ذلك نقول:
إنَّك إذا أردتَ أن تُعالج شعبًا من إدْمان الخمر، فلا بدَّ أن تغْلِق الخمَّارات، وإذا أردت لإنسانٍ أن يتوبَ من الزِّنا، فلا تجعله يعيش بين بيوت الدّعارة، وعندما تريد أن تَجعل النَّاس أصحَّاء، فيجب أن توفِّر لهم أجواء صحّيَّة نظيفة، والجهاد هو وسيلة تطْهير الأرض من أدْواء الشِّرْك وتخليصها من أمراض الكفْر، وهذا معنى: "حتَّى لا تكون فتنة".

فالجهاد في الإسلام ليس لإكْراه النَّاس على الإسلام؛ وإنَّما لإفساح الطريق لهم لأن يعْبُدوا الله ويتركوا الشِّرْك، من خلال توفير أجواء إيمانيَّة لهم تساعدُهم على التَّفريق بين الحقّ والباطل، وتوضِّح لهم الرشْد من الغيّ؛ ولذلك قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256].

ـــــــــــــــــــــ
[1] تفسير السعدي، ص92.
[2] البداية والنهاية (5 /107، 108).
[3] تفسير ابن كثير (1 /341).
[4] جامع البيان، للطبري (6 /327).

(متى دوّنت السنة النبوية؟)
بقلم: أسامة شحادة
هذه المرحلة التي تشهد حربا فكرية منظمة للطعن في أصول الدين وهدم ركائز الإسلام من تحالف واسع لأعداء الإسلام من الداخل والخارج يضم أحفاد المستشرقين من المؤسسات الغربية والشرقية والمنظرين الذين أصبحوا -فجأة- متخصصين في نقد الشريعة الإسلامية وتفسير القرآن الكريم! ومن بعض الشخصيات المنحرفة لدوافع متعددة.
لكن كل هذه المروحة الواسعة من أصحاب الأفكار والمبادئ المتعارضة والمتناقضة والمتصارعة تتفق اليوم على الطعن بالقرآن الكريم والسنة النبوية وتسعى لهدم مرجعية الوحي الرباني المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية لتهدم الإسلام جملة كاملة، ولما لم تنجح هذه المحاولة تحولوا لمحاولة تحريف معاني القرآن الكريم، وقد تعرضتُ لفضح ذلك في مقال سابق، وقام آخرون بمحاولة التشكيك بصحة وموثوقية السنة النبوية التي بين أيدينا اليوم وهو ما سنناقشه في هذا المقال.
فلا يكاد يمر أسبوع إلا وتصلني عبر الواتساب رسالة مكررة تزعم تأخر تدوين السنة النبوية مما جعل السنة تضيع وأن الإمام البخاري قام بعد 200 سنة من عهد النبوة باختراع الأحاديث والسنة! وألّف من خياله كتابه المشهور صحيح البخاري، أما السنة النبوية الحقيقية فقد ضاعت في تلك السنين الطويلة!! ثم يزيدون في التشكيك والطعن بالسنة النبوية وعلى صحيح البخاري بأنه يستحيل قيامه بجمع صحيحه في 16 سنة من بين 600 ألف حديث!
ومما يساعد في تداول هذه الرسالة وأمثالها الأمية في الثقافة الشرعية لدى الشباب الجامعي خاصة ما يستوجب إعادة النظر في مواد الثقافة الإسلامية الاختيارية في التعليم الجامعي بحيث تصبح إلزامية حتى نجنب مجتمعاتنا التطرف والغلو ونجنبها موجات الإلحاد والتشكيك بالدين.
وهذه المواد تحتاج إلى مزيد من التوسع في الكمية بحيث تصبح ثقافة إسلامية 1 و2 مثلاً، حتى يمكن أن تستوعب بشكل كاف ما يُكسب هؤلاء الطلبة الحصانة الفكرية الإسلامية من شبهات المتطرفين الغلاة كالدواعش بتفكيك فكرهم المنحرف والمتطرف ويفضح تاريخهم الدموي والكارثي بقتل الأبرياء وسلب الأموال والاعتداء على الأعراض فضلاً عن اختراقهم المخابراتي واستغفالهم المتكرر لصالح أجندات مغرضة هنا أو هناك، وبالمقابل أيضا تتضمن ما يلزم من معلومات ومفاهيم وأسس تحصّن هؤلاء الشباب من شبهات الملاحدة والماديين وأذناب المستشرقين وغلاة العلمانية التي تهاجم أصول الدين وتطعن في الصحابة ورواة السنة وتشكك في كل الثوابت الإسلامية وتحاول فرض تأويلات باطنية وحداثية على الإسلام.
فما صحة هذه الرسالة المتداولة التي يحتجّ بها كثير من الشباب المثقف والمتعلم ومن حملة الشهادات الجامعية من جهة والأميين من جهة أخرى في ما يخص الثقافة الدينية والشرعية حيث تعتمد على جهل غالب الجمهور بتاريخ تدوين السنة النبوية، وجهل الجمهور بحقيقة جهد البخاري ومشروعه في حماية ونصرة ونشر السنة النبوية، وعلى الجهل بهذين الأمرين بُنيت كذبتها الصلعاء: السنة النبوية بقيت مجهولة وفي فراغ حتى قام البخاري المولود سنة 194هـ، أي بعد أكثر من 200 سنة من عهد النبوة بجمع السنة النبوية! وهل يمكن للبخارى أن يجمع صحيحه من 600 ألف حديث في 16 سنة؟
وحتى نفنّد هذه الكذبة الصلعاء نبدأ بفحص مدى صحة هذه الفرضية: هل كانت السنة النبوية مجهولة وفي فراغ لم تعرف ولم تتداول ولم تدون حتى جاء البخاري وقام بذلك؟
الحقيقة أن هذه فرضية كاذبة لا أساس علميا لها، فمنذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون يعرفون السنة النبوية ويتداولونها ويدوّنونها، فقد أمر الله عز وجل في القرآن الكريم بطاعة السنة النبوية فقال تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” (الحشر: 7)، وقد طبّق ذلك المسلمون منذ اللحظة الأولى فقد أخذوا من السنة النبوية كيفية الوضوء والصلاة وبقية أركان الإسلام وأركان الإيمان وطبقوها ونقلوها لأهلهم ولقبائلهم وبلادهم كما نقلوا القرآن الكريم، وكان الصحابة يعلّمون الناس في البلاد التي يفتحونها القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي قصة طاعون عمواس المشهورة حين تحيّر الفاروق، رضي الله عنه، ماذا يصنع، هل يكمل مسيره للشام التي أصابها الطاعون أم يعود؟ فشاور الفاروق المسلمين وعزم على الرحيل امتثالا لمقاصد الشريعة بتجنب الضرر واقتحام المهالك وعاد للمدينة، ثم جاء عبد الرحمن بن عوف، ولم يكن قد حضر الشورى وأخبر الفاروق والصحابة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله: “إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمعتم به -أي الطاعون- في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه” ففرح بذلك عمر الفاروق ببيان السنة النبوية التي تصوّب اجتهاد الفاروق، رضي الله عن الصحابة أجمعين.
واعتماد الصحابة رضوان الله عليهم على السنة وتداولها بينهم حقيقة مسلّمة لا جدال فيها، فلم يوجد في القرون الأولى من يكتفي بالقرآن الكريم عن السنة.
بل كان بعض صغار الصحابة كابن عباس رضي الله عنهم أجمعين يتتبّع كبار الصحابة ويأخذ عنهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك لُقب بحبر الأمة لكثرة معرفته بالسنة النبوية، وقد كان من توجيهات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن عباس حين توجّه لمناظرة الخوارج كما يروي ابن سعد في الطبقات أن يحاججهم بالسنة لأن الخوارج يتأولون القرآن الكريم على أهوائهم، بينما السنة النبوية تقطع الطريق عليهم وتكشف عن مخالفتهم للإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يزال هذا المنهج من الاحتجاج بالسنة النبوية يكشف الأدعياء والكذبة والفجار ممن يتظاهرون بالعلم والفهم وتصدرهم الشاشات الفاجرة وتلمعهم القوى السياسية في الداخل والخارج ممن يدْعون لعدم تسييس الدين!
وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم تم تدوين قسم من السنة النبوية كرسائله للملوك والرؤساء، وكأمره صلى الله عليه وسلم بالكتابة لأبي شاه، وقد كان عبدالله بن عمرو يكتب كل ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكره عليه بعض الناس، ولما علِم النبي صلى الله عليه وسلم أقرّه على ذلك وقال: “اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق”، وكذلك ما ورد عن علي بن أبي طالب من أنه كتب عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في صحيفة عن الديات وفكاك الأسير، وهناك نماذج أخرى، وما ورد من منعه عن كتابة الحديث كان في بداية الإسلام أو حتى لا تكون ظاهرة كبيرة تزاحم كتابة القرآن ويختلطا، أو أن هذا أمر نسخ وهو ما يتوافق مع ثبوت كتابة الحديث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد سار التابعون على منوال الصحابة في تدوين الحديث، فلم يكتفوا بحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على عادة العرب في الحفظ والاعتماد على الثقافة الشفوية التي اشتهروا بها بحفظ أشعارهم وأقوالهم، وهي الثقافة السائدة لكثير من الحضارات والأمم السابقة واللاحقة، ومرحلة التابعين تبدأ تقريباً من سنة  11هـ، أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعي هو من لم يرَ النبي صلى الله عليه وسلم ولكن رأى أصحابه، حتى ندرك خرافة الفجوة المزعومة في معرفة الحديث والسنة النبوية وتأخر تدوينها!
فطلَب التابعون من الصحابة تعليمهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه كما كانوا يتعلمون منهم القرآن الكريم، وأصبح لكل صحابي تلاميذ معروفون ولهم خبرة بأحاديث هذا الصحابي وقد أصبحوا لاحقا أئمة التابعين، وكثير من التابعين دوّن السنة النبوية عن الصحابة، وقد قام د. مصطفى الأعظمي بإحصاء من دوّن الحديث والسنة من طبقات التابعين، فمِن تابعي القرن الأول هناك 53 تابعيا دوّن السنة أو دوّنت عنه، وهناك 99 من تابعي القرن الثاني كَتب أو كُتبت عنه السنة والحديث، مما يدل على انتشار تدوين السنة في وقت مبكر جداً، وتأمل قول أحد أئمة التابعين، وهو سعيد بن جبير، المولود سنة 46هـ: “كنتُ أكتب عند ابن عباس في صحيفتي حتى أملأها، ثم أكتب في ظهر نعلي، ثم أكتب في كفي” لتعرف حجم التدوين الذي كان يدوّنه التابعون عن الصحابة كابن عباس الذي توفي سنة 68هـ.
وإذا كان هذا التدوين المبكر للسنة النبوية والأحاديث هو مبادرة من العلماء وطلبة العلم في تلك الحقبة الأولى، فإنه سيصبح سياسة رسمية للدولة مع تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة سنة 99هـ والذي استمرت خلافته سنتين وخمسة أشهر، حيث كتب إلى الإمام أبي بكر بن حزم، وهو أمير المدينة وأعلم أهل زمانه بالقضاء: “انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء”، وكتب بذلك ايضاً للإمام ابن شهاب الزهري، فقد ذكر ابن عبد البر عن ابن شهاب قال: “أمرَنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً”، وقد علق الإمام ابن حجر العسقلاني على أوامر عمر بن عبد العزيز فقال: “وأول من دوّن الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فلله الحمد”.
وبقي هذا الحال من تدوين السنة قائماً ومستمراً، ولكن مع مجيء مرحلة تابعي التابعين -وهم الذين أخذوا عن التابعين ولم يروا الصحابة- دخل تدوين السنة والحديث مرحلة جديدة من خلال تصنيف التدوين بشكل موضوعي على الأبواب، فظهر عندنا كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس (93 – 179هـ)، وهناك كتاب لابن جريج (توفي 150هـ)، ومغازي ابن اسحاق (توفي 151هـ)، وجامع معمر بن راشد (توفي 153هـ)، وغيرهم كثير، وهذا التدوين للسنة النبوية -فضلا عن المرويات المحفوظة في الصدور والتي هي طبيعة الثقافة في ذلك العصر- كله كان قبل ولادة البخاري الذي يزعمون أنه اخترع السنة والأحاديث وأنه أول من دوّن السنة النبوية، مما يكشف عن ضخامة الكذب والافتراء الذي تُرمى به السنة النبوية ومقدار الجهل المعشعش في عقول من يتداولونها من رواد العالم السبراني!
هذا كله بخصوص جانب هدم افتراء عدم تدوين السنة النبوية قبل البخاري، والآن نعرض لقضية تأليف البخاري كتابه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه” والمشهور باسم صحيح البخارى، فالبعض يظن أن صحيح البخاري كان أول كُتبه وأنه لم يكن على دراية بالحديث والسنة وفجأة خطر له تدوين السنة، والبعض يظن أنه أول من دوّن السنة وقد أبطلنا ذلك، فبقي حائراً فلماذا تميز البخاري وغطّى على من سبقه؟
والإجابة عن ذلك باختصار تقوم على أن البخاري (194 – 256هـ) كعادة صبيان عصره أنهى حفظ القرآن الكريم وبدأ بحفظ السنة في سن العاشرة، وقضى في تعلم الحديث وتعليمه بقية عمره وهي حوالي 48 سنة، وقد كان ذكياً موفّقاً، فألّف عدة كتب ضخمة ومهمة في الحديث قبل كتابه الجامع المسند المشهور بصحيح البخاري، وقد كان لهذه الكتب والسنوات الحافلة بالعلم والكتابة دور مساعد في إخراج كتابه الصحيح بهذه القوة والمتانة العلمية التي أجمعت عليها الأمة الإسلامية عبر مختلف عصورها.
أما عن سبب تأليف هذا الكتاب وخاصيته الفريدة فيخبرنا بها البخاري نفسه فيقول: “كنتُ عند إسحاق بن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوقع ذلك في قلبي، فأخذتُ في جمع هذا الكتاب”، فهو اقتراح من شيخه ابن راهويه، وغرضه جمع الأحاديث الصحيحة فقط، وهذه هي نقطة التميز لصحيح البخاري، فهو أول من صنّف كتاباً يجمع الأحاديث الصحيحة فقط.
ولذلك للبخاري نفسه كتب أخرى لم يشترط فيها جمع الأحاديث الصحيحة فقط ككتابه (الأدب المفرد) مثلا، وهنا موطن التلبيس الذي تنشره مثل تلك الرسائل المغرضة حيث تُلبس على الناس أن البخاري أول من دوّن الحديث والسنة وذلك بعد سنة 200هـ، بينما السنة والأحاديث مدونة قبل ذلك بوقت طويل، لكن لم يكن يشترط المدوّنون تدوين الصحيح منها فقط، بل يدونون كل ما يقع لهم من رواية، وبعد ظهور الوضاعين والزنادقة والفرق الضالة كالشيعة والذين تعمدوا الكذب واختلاق الروايات، قام علماء الحديث بوضع قواعد علمية موضوعية لقبول الرواية وقاموا بحصر الرواة وتشخيص صدقهم وضبطهم وحفظهم، ومن هنا جاءت الحاجة لكتاب يقتصر على الأحاديث الصحيحة، وكانت مبادرة البخارى لتأليف صحيحه، وتبعه تلميذه الإمام مسلم فيما بعد.
كان البخارى قد سبق له تأليف كتاب (التاريخ الكبير) الذي استوعب تقريبا كل رواة الحديث لزمنه ومدى صلاحيتهم لرواية الحديث، مما جعله “ينخّل” الروايات التي تجمعت له في مسيرته العلمية والبالغة 600 ألف رواية فانتقى منها في 16 سنة حوالي 7593 بالمكرر اشترط فيها أن يكون الرواة متعاصرين وأن يصرحوا بالسماع من بعض، وهذا الشرط الدقيق وتطبيقه الدقيق من البخاري هو ما حمل العلماء على التسليم للبخاري وتلقيبه بأمير المؤمنين في الحديث.
أما ما يثيره البعض من استعظام رقم 600 ألف رواية فهذا نتاج للجهل أيضاً، فليست هذه الروايات أحاديث مستقلة! بل أغلبها طرق متعددة لنفس الحديث، فالنبي صلى الله عليه وسلم حين كان يتحدث أو يفعل شيئا يرويه عدد من الصحابة عنه فتعدّ رواية كل صحابي حديثا أو رواية عند المحدثين برغم أنها لنفس المعنى، ثم يقوم الصحابي بتعليم عدد من التابعين فتصبح رواية كل واحد منهم عن الصحابي رواية جديدة وهكذا تابعي التابعين، وهذا ما يعرف بالحديث المتواتر، وهو رواية جمع عن جمع، فروايات البخارى 600 ألف غالبها أسانيد متكررة لنفس المعنى، وبهذا تنفجر أغلوطة استعظام قيام البخاري بدراسة هذه الأسانيد، فهي مكررة وهو مختص بمعرفة رجال ذلك الزمان.
ولتلخيص وتقريب تلبيس أعداء الإسلام والسنة النبوية في لعبة تضخيم الأرقام وهو ما سبق أن قاموا به تجاه روايات الصحابي الجليل أبي هريرة، رضي الله عنه، فقد طعنوا في روايته بحجة كثرتها وإسلامه المتأخر سنة 7هـ، فاتهموه بالكذب والتزوير، ولكن لما قام بعض الباحثين بدراسة هذه التلبيسات والأكاذيب تبيّن لهم أن مجموع أحاديث أبي هريرة في كتب السنة هي 8960 حديثا وهو رقم كبير لمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم 3 سنوات فقط!
لكنهم قد فاتهم أن أبا هريرة كان يأخذ السنة عن بقية الصحابة ويرويها أيضاً وأن وفاته تأخرت لسنة 59هـ، لكن الأهم من ذلك أن هذه الروايات حين يُحذف المكرر منها تنخفض بشدة إلى 1475 حديثاً فقط أي بنسبة 80 % تقريباً! ولاحِظ هنا مقدار التهويل والتلاعب الذي يقوم به المغرضون لتشويه السنة النبوية وتشويه رواتها، لكن المفاجأة الكبرى والحقيقية حين نكتشف أن عدد الأحاديث التي انفرد بها أبو هريرة عن بقية الصحابة رضي الله عنهم هي فقط 42 حديثاً، لينكشف لنا مقدار ضخامة الخداع والتضليل الذي يمارس علينا ويسعى لتشكيك المسلمين بأصول دينهم وعقيدتهم.
عموما؛ لن تتوقف الأكاذيب والأباطيل عن الطعن في الإسلام وأصوله وثوابته، ولكن هل نحارب هذه الأمية الدينية التي تصيبنا بالكوارث وتجعلنا نقع في فخ الأعداء دوماً؟

الرد على شبهة ذهاب الشمس وسجودها تحت العرش
بقلم: محمد سليم مصاروه

الاسلام هو الدين الصحيح الذي لم ينله أي تحريف، وهو أوسع الأديان انتشارًا ولذلك فهو الدين الذي تُحاك ضده اكثر الافتراءات والشبهات. ومن بين تلك الافتراءات، الادعاء أنَّ الحديثين الشريفين أدناه من صحيح البخاري يحتويان على خطأ علمي لانهما يقولان بدوران الشمس حول الأرض، إليكم نصَّ الحديثين يتبعهما الرَدُّ: 
1-حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم"
2-وقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرّ حِين غَرَبَتْ الشَّمْس " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم "

الرَدُّ:
كلا الحديثين يذكران مخاطبة الرسول صلى الله عليه سلم لابي ذَر الغفاري، والإنسان الواقف على سطح الارض لا يشعر بحركة كوكب الارض لانه واقف عليه وله نفس سرعة دورانه ، ونحن نرى شروق الشمس وغروبها وكأنها هي تتحرك، وذلك بسبب دروان الارض حول محورها وكوننا ضئيلي الحجم نسبةً الى الارض ، ولذلك فالحديث الشريف لا يُقَرِر ُّحقيقة علمية وأنما يُقَرِرُّ ما يراه الناظر الواقف على سطح الارض وليس في ذلك أي تعارض علمي .
كذلك، تغرب الشمس من منطقة وتشرق في منطقة اخرى ، فهي دائمًا في غروب أي انها دائمًا في حالة سجود تحت العرش، والعرش شيء غيبي لا يمكننا رصده، وهو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق في السموات والأرض وما بينهما تحت العرش مقهورين لقدرة الله تعالى، والشمس مثلها مثل كل المخلوقات، دائمًا موجودة تحت العرش ودائمًا في حالة سجود، وهو أمرٌ غيبيٌ لا يعلم أحدٌ كيفية سجود الشمس إلا الله سبحانه وتعالى ، وقد أخبرنا عن سجود جميع المخلوقات له فقال : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) الحج/18.
من المعروف ان الاْرض تدور حول الشمس ، ومن المعروف أيضًا أنَّ مجموعتنا الشمسية كلها تدور حول مركز مجرتنا ( درب التبانة ) في مسار فلكي بسرعة 800 الف كيلومترًا بالساعة،

https://earthsky.org/astronomy-essentials/milky-way-rotation

فالشمس تسبح في الفضاء والارض تدور حولها، والحديث الشريف يُنبئ في آخر الأيام بشروق الشمس من مغربها، ومنطقيًا يمكن حدوث ذلك إذاً انعكس إتجاه دوران الأرض حول محورها. وجريان الشمس حتى سيتسمر حتى مُستقر الشمس أي توقف حركتها في الفضاء وانهيار الكون  على نفسه

( خرافة التطور - افتراض وجود أعضاء ضامرة ) الجزء الرابع
*هناك وظيفة لشعر جسم الإنسان وسبب لحدوث القشعريرة*
تدعي الداروينية أن القشعريرة موروث سلوكي أثري من الحيوانات البدائية، فالإنسان ينتصب شعر جسده عند الخوف أو البرد وهذا يطابق ما تفعله الحيوانات حيث تحافظ على دفء جسدها بحبس الهواء حين ينتصب شعرها أو لتبدو أكبر حجما فتخيف أعدائها، فالداروينية تدعي أن الإنسان فقد شعر جسده وفرائه خلال رحلة التطور المزعومة وبقي مكانه شعر خفيف دقيق وبصيلات، ولكن العقل لا زال موجودا متوارثا وهو ما نحسه بالقشعريرة، وباعتبار شعر الجسم عضوا أثريا بدون فائدة فكذلك يكون سلوك القشعريرة الذي يسبب انتصاب شعر الجسم بلا فائدة، والحقيقة أنَّ ادعائهم ليس صحيحا لأنه لو كان سلوك القشعريرة رمزيا وأثريا متوارثا عن أسلاف مزعومة نتيجة للخوف أو البرد، فكيف يتسنى تفسير حدوثها كرد فعل للعواطف البشرية الخالصة[1]، فلم يكن لأسلافنا المزعومين حس مرهف تجاه الموسيقى وتوارثه البعض عنهم[2]، إذن لا يصح الافتراض من قبل الداروينية بالاستناد إلى تشابه أحد أسباب القشعريرة حيث توجد أسباب أخرى بشرية خالصة، فالقشعريرة ظاهرة فسيولوجية بالغة التعقيد مرتبطة بعشرات الأسباب وانتقاء أحد أسبابها مثل رد الفعل للبرد والخوف، ولا يمكن تجاهل العوارض البشرية الخالصة المرتبطة بالمشاعر. يمكن تعريف القشعريرة بأنها استجابة فسيولوجية متعلقة بوظائف كثيرة ومترابطة، فهي وسيلة من وسائل حفظ حرارة الجسم على انتصاب الشعر الدقيق الموزع في أماكن الجسم وتنظيمها، حيث تعمل عضلات معينة تسمى عضلات ناصبة للشعر، التي يحدث بها فقد أكثر للحرارة كالذراعين والساقين ويصنع حواجز رقيقة من الهواء غير المتحرك الملامس للجسد ويحبسها بجانبه، لذلك يلاحظ كثافة بالشعر بتلك المناطق، فالشعر يلعب دورا في السيطرة على حرارة الجسم من خلال توفير العزل ضد فقدان الحرارة المفاجئ[3]، وظيفة أخرى للقشعريرة تتمثل في نقل إفرازات الغدد الدهنية الموجودة بمسام الجلد فيما يعرف بعملية التشحيم وذلك أثناء حدوثها، وهنا تتضح أهمية قصوى لشعر الجسم فالغمد الجدري الخارجي لبصيلة الشعر هو خزان للغدد الدهنية، وخلايا غمد والسيتوكينات وغيرها من مستقبلات عامل النمو التي تساعد على تجديد الجذر الخارجي، أيضا تفرز الكيراتينات وإصلاح طبقة البشرة بعد الإصابة حيث يمكن للخلايا الطلائية في غمد الجذر الخارجي العلوي استعادة وعلاج الجروح المتقرحة في حين لا يمكنها استعادة الخلايا المفقودة بسبب الأشعة فوق البنفسجية، فعندما تنقبض ينتصب شعر الجسم بهذه الأماكن لكن في وجوه البشر تقوم هذه العضلات بمهمة مختلفة كليا وأكثر وضوحا لذلك لا ينتصب شعر الوجه، حيث يتحكم الجهاز العضلي الجلدي بالتعبير عن الانفعالات المختلفة مثلا الابتسامة والتجهم وكافة الانفعالات والخلجات والمشاعر الإنسانية والتي تنعكس على الوجه بعكس وظيفته في وجوه الحيوانات حيث يتحكم في المضغ وحركة الفم، بالإضافة لأهمية توزيع شعر الجسم بكثافة مختلفة على مناطق الجسد لحكمة بالغة، وتوزيع العرق وسحبه وتبخيره لتبريد تلك المناطق، فمعظم البالغين لديهم حوالي 5 ملايين من بصيلات الشعر بأجسادهم، ولا يختلف هذا العدد من الشعرات في سائر القردة كما يدعي الداروينيين بأنها عضو أثري في طريق التلاشي، بل فقط هناك اختلاف لطبيعة وسمك تلك الشعرات، ولذلك أهمية بالغة في تنظيم حرارة الجسد، فالإنسان بخلاف معظم الثدييات يمتلك غدد عرقية بسائر جسده ويشاركه في ذلك أنواع قليلة جدا كالخيول مثلا، ولذلك فإن للشعر دور حيوي في سحب وتوزيع وتبخير العرق لمعادلة حرارة الجسم، فشعر الإنسان كذلك يعمل كمستقبِل حسي فائق الحساسية، حيث ترتبط نهايات بصيلات الشعر بألياف عصبية تستجيب للمسه، فالشعر يستجيب للمؤثرات الخارجية ونقل رسالة إلى النظام العصبي، فيمكن القول بأن شعر الجسم يتصرف مثل هوائيات لاستقبال إشارات حسية، فبصيلات الشعر في كثير من الأحيان تكشف عن المحفزات الميكانيكية فوق الجلد عن طريق حركات الجلد والشعر الخفيفة مثل القشعريرة، وتقوم خلايا لانغرهانس بتنشيط الجهاز المناعي عند الحاجة[4]. يساهم الشعر أيضا في توفير حماية من العناصر الخارجية والأتربة، فألياف الشعر تشكل طبقة واقية على سطح البشرة للحماية من الحشرات والأشعة الكهرومغناطيسية، ويمثل شعر الجسم جرس إنذار حقيقي ومستكشف للبق وحشرات الجسم التي قد تكون سبب موت الإنسان وذلك بنقلها لأمراض مثل الطاعون والتيفوئيد، فالشعر الناعم الرقيق بالجسد يساعد في الكشف عن الطفيليات حين تزحف على الجسد كما أنه يجعل من الصعب على تلك الحشرات أن تقوم باللدغ[5][6][7].


المصادر:

1- القشعريرة والعواطف البشرية الخالصة نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
2-كارتان: الاسلاف المزعومة والموسيقى نسخة محفوظة 30 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
‏3-Controlled stimulation of hair follicle receptors 1974 نسخة محفوظة 03 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.

4-البصيلات والقشعريرة والخلايا لانغرهانز ووظائف شعر جسم الإنسان نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

5-دراسة علمية في جامعة شيفيلد ببريطانيا: شعر جسمك قد ينقذ حياتك نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.

6-الشعر يحمي من العناصر الخارجية والأتربة نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.

7-دور الشعر في حماية الجسم من الحشرات نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.

(خرافة التطور -افتراض وجود الأعضاء الضامرة) (الجزء الثالث)
*الحلمات عند الذكور تلعب دورًا في تحديد جنس الجنين *

الشائع أن أغلب ذكور الثدييات لهم حلمات وبنفس العدد مثلا حلمتين في ذكور الإنسان مثل إناثه وست حلمات في ذكور القطط مثل إناثه، هذه الحلمات ليس لها وظيفة الرضاعة فحسب، وليست زائدة وأثارية، بل لهورموناتها دور في تحديد وظهور وتفعيل نوع جنس الجنين[1]، فأول اكتشاف هورموني كان سنة 1902 ثم توالت الاكتشافات وإلى اليوم عن عدد كبير جدا من الهورمونات في جسم الإنسان، فالجنين البشري يحمل في طوره الجيني الأوَلي قابلية التمايز لذكر أو أنثى في نفس الوقت، ولذلك فكل الأجنة تحمل الحلمات في البداية ثم يأتي دور الهرمونات حسب الكروموسومات الجنسية X أو Y لتفرز الهورمونات الخاصة التي ستعمل على ظهور الذكورة أو الأنوثة وملحقاتها في الجسم، فالجنين البشري يحمل :Paramesonephric duct (قناة الكلية الجنينية الوسطى الإضافية) التي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الأنثوي وفي نفس الوقت أيضا يحمل: Mesonephric duct (قناة الكلية الجنينية الوسطى) والتي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الذكري، وكذلك يحمل الجنين في ذلك الوقت المبكر نتوءا جنسيا واحدا هو الذي سيتمايز إما إلى القضيب الذكري أو البظر الأنثوي، فإذا كان الجنين مثلا يحمل كروموسوم الذكورة Y فسوف تنمو له خصية جنينية ليحدث في المقابل ضمور للمبيض، حيث تفرز الخصية الجنينية عامل مثبط لنمو قناة موليريان وكذلك تفرز هورمون توتستيرون وهورمونًا آخر اللذان يساعدان قناة وليفيان في النمو ومعها البربخ والأنبوبة المنوية والحويصلة المنوية وكذلك غدة البروستاتا[2]. ونفس الوضع المقابل في حالة الأنوثة فالجنين يكون جسده في بدايته يحمل قابلية للتحور، لأن الامر ليس حتمي لإمكانية وقوع خلل في الهورمونات، فوجود الحلمات في ذكور الثدييات عموما لا صلة بينه وبين ما يقوله الداروينية أنه زائد ومن بقايا التطور، فلا هو عضو كان يعمل في الماضي ثم حدث له ضمور وإلا فذكور الثدييات كانت ترضع الصغار هي أيضا إلى أن تخلت عن هذا الدور بلا سبب، ولا هو علامة عن تطور الذكور من الإناث، فضلا عن كمال الشكل الإنساني به والجامع بين نوعي الذكر والأنثى في تكوين خارجي واحد مشترك[3][4].

المصادر :

‏[1] Life's Little Mysteries - Episode 39 6 نونبر 2009 نسخة محفوظة 21 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.

‏[2] Drury and Hawlett,2000

[3] حلمات الذكور والتحفيز الجنسي,Is the human male nipple vestigial? نسخة محفوظة 22 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

[4] حلمات الذكور Nipples Men نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك

العلم يؤكد الدين

و يكذب الصدفة و العشوائية

و يبطل الإلحاد