(قصة اكتشاف تثبيت الجبال لسطح الأرض)
بقلم : محمد سليم مصاروه
أشرف (جورج إڤرست )، في أواسط القرن التاسع عشر، على مشروع مسح لشبه القارة الهندية وذلك من اجل رسم خارطة مفصلة ، أثناء العمل تفاجأ هو وراسمي الخرائط بأن مقدار قوة الجاذبية في السهول المحيطه بسلسلة جبال الهملايا كان أقل مما افترضته المعادلات الفيزيائية ومن جهة ثانية كانت قوة الجذب أكبر من القيمة المفترضة في مناطق ساحل المحيط الهندي حيث لا جبال هناك .
أعاد طاقم إڤرست قياساته بدقة لكن النتائج بقيت كما هي ،كتب إڤرست الى حاكم " كلاكوتا " والذي كان دارساً للرياضيات لعله يعرف السبب فلم يعرف .
بقي اللغز محيراً لعدة اشهر الى أن قدّم عالم الفلك ( بادل آيري) تفسيره العلمي مشيراً إلى أن الفروق في قوى الجذب نتجت بسبب اختلاف الكثافات النوعية ،تقل الكتلة النوعية للجبال عن تلك للقشرة الأرضية وذلك بسبب كون الجبال طافية داخل طبقة من السائل ،يحدث ذلك بسبب وجود جذور عميقه ومغروسة ما تحت قشرة الارض داخل طبقة الوشاح وطبقة الوشاح هي الطبقة الموجودة أسفل القشره الأرضية وهي حارة ولزجة وذات كثافة أعلى من كثافة قشرة الأرض ولذلك تطفو عليها قشرة كوكبنا المبنية من 7-8 صفائح كبيرة وأخرى صغيرة تطفو صفائح القشرة الأرضية ولكنها لا تهتز ولا تتأرجح مثل قطعة خشب طافية في المياه بل هي ثابتة بفضل انغراس جذور الجبال بأعماق تصل الى 5-10 اضعاف ارتفاعها فوق سطح الارض ،يفسر قانون الاجسام الطافية ( قاعدة أرخميدس ) آلية طفو الجبال وبروزها ؛ تدفع طبقة الوشاح السائلة الجبال إلى أعلى بمقدار مساو لوزن السائل الذي أزاحته الجذور في الأسفل بهذه الطريقه تشمخ قمم الجبال وكلما كانت الجبال اكثر ارتفاعاًً كلما زاد عمق انغراسها في جوف الوشاح . تسمى هذه النظرية ب(التوازن الثقلي ) isostasy وتعتبر من أحد ركائز علم طبقات
الأرض.
تأملوا كيف قرر القرأن بأن الجبال اوتاد !
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ،وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا )
بل انتبهوا الى كلمة رواسي في الأيه التالية إشارةً الى أن الجبال راسية في طبقة سائلة مثل السفن (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم)
لاحظوا كيف يعلل القرآن الكريم الفائدة من وجود الجبال ( أن تميد بكم ) ،تميد بمعنى تميل وتتأرجح ، هل يعقل أن يكون هذا كلام بشر ام هو تنزيلٌ من رب البشر !؟
المصادر
https://www.livescience.com/6595-depth-himalayan-mountain-roots-revealed.html