بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يقول أهلكت مَالًا لُبَدًا *أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ .
تبدأ السورة الكريمة بقَسَم من رب العزة بمكة (البلد) وبالأبوةأو الامومة والطفولة (ووالد وما ولد) بعدها تقرر لنا حقيقة، وهيأنَّ الله جعل في حياة كل إنسان حظوظًا من المعاناة والمكابدة (لقد خلقنا الانسان في كبد) وكل شخص يخوض صراعًا مع ذاته بين المحافظة على القيم، وبين الرسوف في أغلال المادة. وقد نرى عَينات من أناس أعمتهم قدرتهم المادية وسلطتهم عن غاية وجودهم (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) ثم تخبرنا هذه السورة الكريمة أن تَغَلُّبَ الانسانُ على صراعاته وتخبطاته (فلا اقتحم العقبة) سيكون ممكنًا حين يتحرر الانسان من قيود المادة ويقوّى عوامل التواصل والشفقة والرحمة مع ذوي الحاجة من الاقرباء والغرباء. بكلمات أخرى تخبرنا سورة البلد أننا سنصل الى اتزانالنفس والفكر والعاطفة حين يقودنا إيماننا الى حب البشرية وإفادة الأخرين.. أين نجد ديناً كهذا!