(لماذا لم يمنع الاسلام الرّق وكيف عامل العبيد؟)
بقلم : محمد سليم مصاروه
كثيرا ما يطرح هذا السؤال اعداء الاسلام والحاقدين عليه في محاولة منهم للطعن في الاسلام والتشنيع عليه ، وقد تمت الاجابة على تلك الافتراءات عشرات المرات وبإمكانكم العثور على أجوبة مفصلة في النت وعلى اية حال سأتعرض الموضوع بايجاز شديد :
١- لم يخترع الاسلام الرّق والعبودية وانما كان نظاما قائماً منذ قرون قبل الاسلام . ولكن الاسلام جَفَّفَ كل منابع الرّق وحث على إعتاق العبيد وتحرير الرقاب تقرباً الى الله وتكفيراً عن الخطايا جفف الاسلام مصادر الرق عدا مصدرًا واحداً وهو إمكانية حدوث ذلك مع أسرى الحروب
٢- بقدوم الاسلام كان هناك عشرات آلاف العبيد والاماء (مؤنث عبد) القاطنين تحت رعاية مالكيهم ، ولو شَرَّعَ الاسلام تحرير العبيد، لوجد دفعة واحدة عشرات الاف الأشخاص انفسهم في الشارع دون مأوى ، عمل ومعيل !
ولجَنَحَ الذكور منهم الى السرقة والأعمال الإجرامية ولربما جنحت الإناث الى امتهان الدعاره طلباً للقمة العيش !
٣- بعكس الصورة التي يحاول اعداء ألأسلام رسمها بالنسبه للعبيد ، فان العبيد في الاسلام تمتعوا بالمعاملة الحسنة وبكامل حقوق الرعاية والأمن الشخصي ، بل ان تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم تمنع مناداة العبد بكلمة (عبدي) وتوجب مناداتهم ب( فتاي )
وقد يستغرب الكثيرون حينما يعلمون ان العبيد في الدوله الاسلامية مارسوا حقوقهم بكاملها الى درجة انهم استلموا زمام الحكم لفتره ليست بالقصيرة (حُكم المماليك) بل ان المماليك هم اصحاب الفضل في دحر الاحتلال المغولي لدولة الإسلام !
لم تكن يوما من أبجديات النظام الاسلامي انتهاك انسانية العبد وقهره وإذلاله . وتلك الصوره القاتمة المهينة للعبيد مورست في حضارات غير الاسلام بل ان العالم الغربي استمر بها قروناً حين توغل في افريقيا وتاجر بالافريقيين معتبراً اياهم سلعة لا غير. وقد استمرت العبودية في امريكا حتى حرب الاستقلال الامريكية 1861-1865 , ومع ذلك ظلت العنصرية والتفرقة العرقية تضرب أطنابها داخل المجتمع الأمريكي حتى منتصف القرن العشرين ، في حين أرسى الاسلام قواعد التعامل الإنساني واحترام الآخرين منذ قرون خلت.