غزوة بني النضير
بقلم : محمد سليم مصاروه
وقعت غزوة بني النضير في ربيع الأول سنة 4 من الهجرة، أغسطس 625م . سكنت قبيلة بني النضير اليهودية جنوب المدينة المنورة وكان بينها وبين المسلمين معاهدة سلام، ولكنهم بعد معركة(أُحُد) تجرأوا على القيام بتصرفات عدائية وأخذوا يتصلون بالمنافقين بالمدينة وبالمشركين من أهل مكة سراً، ويعملون ضد المسلمين .صبر ﷺ عليهم حتى ازدادوا جرأة وجسارة خاصةً بعد وقعتي الرَّجِيع وبئر مَعُونة (وهما حادثتين تظاهر بها مشركون من خارج مكة بالرغبة في دخول الإسلام وطلبوا من ﷺ إرسال صحابة معهم كي يُعَلِّموا قبائلهم الإسلام وحين استفردوا بهم قتلوا قسمًا منهم وآخرين باعوهم لقريش كي تثأر منهم بسبب موقعة بدر وبلغ عدد الصحابة المغدور بهم نحو 80) آنذاك تآمر بنو النضير على اغتيال الرسول ﷺ وكان ذلك بعد ان خرج ﷺ الى بني النضير طالبًا منهم ان يساهموا (وفق المعاهدة معهم)في دفع دية رجلين من المشركين مسالمَين قُتلا عن طريق الخطأ، تظاهر بنو النضير بالموافقة وخططوا لقتل الرسول ﷺ بالقاء صخرة على رأسه من فوق سور حيث كان ينتظرهم،اوحى الله الى رسوله بذلك فغادر مكانه. بعد علمه بخيانتهم، أرسل ﷺ إلى بني النضير، يمهلهم عشرة أيام لجمع أمتعتهم والخروج من المدينة. اذعن بنو النضير في البداية وبينما كانوا يتجهزون للرحيل، أرسل اليهم زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بان يبقوا في حصونهم وانه سيدعمهم بالفي مقاتل وأنَّ قبيلتي بنو قريظة وغطفان ستقاتلان معهم.
كان ذلك سببا في طمع زعيم بنو النضير حُيَي بن أخطب بالبقاء ورفضه الخروج لذلك فرض ﷺ والمسلمون حصارا على بني النضير في حصونهم لمدة 6 ليالٍ.تحصّن بنو النضير في حصونهم، ورموا المسلمين بالسهام والحجارة وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في التستر فأمر ﷺ بقطعها وحرقها بهدف حماية المسلمين اثناء القتال. رأى المنافقون،بنو قريظة وغطفان قوة المسلمين فخافوا ولم ينضموا الى بني النضير فانهارت معنويات بني النضير واعلنوا استسلامهم وطلبوا من الرسول اعطائهم ممرًا آمنًا فسمح لهم بالخروج مع متاعهم دون سلاح ويقَدَّر عددهم ب 1500 .خَرَّب بنو النضير بيوتهم بايديهم وخرجوا الى خيبر وقسم آخر الى الشام. وزّع ﷺ املاك واسلحة بني النضير على المهاجرين وفقراء الانصار