الهجرة الى الحبشة
بقلم: محمد سليم مصاروه
نكَّلَت قريش بالمسلمين منذ الدعوة إلى الإسلام جهرًا، فلاحقتهم وهددتهم وشددت عليهم الخناق. لذلك أشار الرسول ﷺ عليهم بالهجرة إلى الحبشة (أثيوبيا) وقد هاجر المسلمون إلى الحبشة مرتين. كانت أول هجرة في السنة الخامسة للبعثة 613-614 م وأما الهجرة الثانية فكانت في السنة العاشرة للبعثة 618-619 م. اختار الرسول ﷺ الحبشة كمكان للهجرة لعدة أسباب وهي: كونها بعيدة عن مكة، ومحكومة من قبل حاكم عادل (النجاشي)، تدين بدين سماوي ولذلك من الممكن تفهم دين الاسلام ، كونها مستقلة غير واقعة تحت احتلال وذات استقلال اقتصادي.
هاجر في الهجرة الأولى 14 رجلا و 4 نساء من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت ﷺ وفي الهجرة الثانية 83 رجلا و19 امرأة، حدثت الهجرتان بسرية مع ذلك علمت قريش متأخرًا بخبر الهجرة فحاولت اللحاق بالمسلمين لكنها فشلت في كلا الهجرتين. في الهجرة الثانية ارسلت قريش الى النجاشي مندوبين محنكين وهما عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة محملين بالهدايا وحاولا استمالة النجاشي الى جانب قريش وايغار صدره على المسلمين كي يسلمهم إلى قريش. لكن النجاشي اقتنع بصدق رسالة الاسلام واعطى الامان للمهاجرين.
عاد المسلمون من الحبشة إلى المدينة على شكل دفعات عاد آخرها إلى المدينة بعد 15 سنة من الهجرة الأولى وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة.ساهمت الهجرات الى الحبشة في منع التنكيل والاذى عن الصحابة، بدء انتشار الاسلام خارج مكة وتوسعه، إظهار أخلاق الإسلام ومحاسنه، فضح قريش وأفعالها المتمثلة بأذى المسلمين وظلمهم.