الرد على الافتراء القائل بان في القرآن أخطاء علمية بصدد شكل السماء ومركزية الأرض وثباتها، وانفصال الأرض عن السماء ، وسطحية الأرض
الرد على الافتراء القائل بان في القرآن أخطاء علمية بصدد ( شكل السماء ومركزية الأرض وثباتها، وانفصال الأرض عن السماء ، وسطحية الأرض )
بقلم : محمد سليم مصاروه
نبرز اليكم الافتراء اولًا، ويليه الرد
شكل السماء في القرآن:
السماء في القرآن عبارة عن بناء صلب مرفوع عن سطح الأرض ليس له شقوق ومزيّن بالنجوم، فالقرآن يقول: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم (لقمان 10 ) يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنَينَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ( ق:6 ) - وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا سورة (ق 38 )
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ . (البقرة :29) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا (ملتحمتان ففصلناهما) (الأنبياء: 30)
هذا الأمر من غير الممكن تصوره الا اذا كانت الأرض مسطّحة و السماء فوقها تناظرها ( وهذا ما يطابق تصوّرات بطليموس لشكل الكون ) حيث اعتبر ان النجوم و الكواكب مكوّنة من تجمّعات على سبع طبقات متناظرة في السماء وانها صلبة عدا السماء الدنيا و مرفوعة من دون عمد و الأرض ثابتة و هي اكبر من الكواكب و النجوم . و نجد هذا جليّا بتصوراته وآياته التي توضح ذلك " وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ – سورة الحج 65" " رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ - الرعد:2 "
" وجعلنا السماء سقفا محفوظاً " الأنبياء :32 - وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ الرحمن:7 - وَيُمسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلَّا بِإِذنِهِ - وبنينا فوقكم سبعا شدادا
فهل يمكن تصوّر أن الأرض انفصلت عن الفضاء و مليارات المجرات الكونية و التي تحوي مليارات المليارات من الكواكب و النجوم و التي تحاوطها من كل الجهات -وهل يمكن فصل الفضاء عن الأرض التي هي مفصولة عنها بالأساس ؟؟؟ وهل يمكن شقّ السماء ان لم تكن هي صلبة بالأساس " اذا السماء انشقت " إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَت - وفـُتحت السماء فكانت ابوابا " ..فشكل الأرض و الفضاء كان وفق نظريات الفلكيين القدماء كبطليموس و غيره فيما لم يرد ايّة اية واحدة بها تثبت تكوير الأرض بشكل مبيّن فكانت دوماً مسطّحة !!: ""------------------
الرد :
كل الادعاءات المذكورة أعلاه عبارة عن اكاذيب وافتراءات ولا علاقة لها بآيات القرآن الكريم.
آيات القرآن لا تقول بان الارض ثابتة او انها مسطحه ! ولا أدري كيف ربط المستلحد بين كوّن السماء مرفوعة بلا عمد وبين افتراض سطحية وثبات الارض !
فالسماء تحيط بالكرة الأرضية من كل جانب، وآيات القرآن الكريم تدعو البشر بان يتأملوا السماء والتي دائما تبدو سقفًا فوق سطح الكرة الأرضية . ونَعَمْ مادة السماء ليس فيها شقوق او خروق ومع ذلك لم يقل القرآن الكريم ان السماء عبارة عن مبنى صلب .
بل ان اياته كشفت قبل اكثر من ١٤ قرنًا ان السماء ذات مبنى محبوك .
"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ "(الذاريات 7)
وفعلًا ؛ اكتشف علماء الفضاء ان مُرَكبات مادة الكون ، عبارة عّن 4.6% من جزيئات المادة ( نويترونات ، بروتونات وكذا ..) ، اما البقيه 95.4% فمُكونة من المادة والطاقة السوداء . والامر الاكثر اذهالًا هو اكتشاف وجود الطاقة السوداء في شبكات معقدة متشابكه من الخيوط الكونية ، وتقوم خيوط المادة الكونية بالربط بين ملايين المجرات
We now have our first solid piece of evidence that this matter has been hiding in the delicate threads of cosmic webbing bridging neighbouring galaxies,
Discoveries in recent years that have established vast webs of dark matter stretching across
space
للمزيد من القراءة ، اقرأوا هنا
https://www.sciencealert.com/astronomers-finally-found-90-percent-of-the-universe-s-visible-matter
والحقيقة أن مفهوم السماء في القرآن الكريم سبق العلوم بقرون عديدة . ومن ذلك ان السماء موجودة في حالة تمدد واتساع، وهي حقيقة علمية تم التوصل اليها فقط في نهاية العشرينيات من القرن العشرين ،على يد عالم الفضاء " ادوين هابل ". وللمزيد اقرأوا هنا
http://skyserver.sdss.org/dr1/en/astro/universe/universe.asp
من جهة ثانية ، تأملوا الآية الكريمة التالية وتبينوا بانفسكم كيف ان القرآن الكريم يزخر بإشارات كونية معجزة ، فقد ورد ذكر هذة الحقيقة في سورة الذاريات !
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (الذاريات 47)
بالنسبة للادعاء القائل بان معلومات القرآن منقولة عن تصور " بطليموس " . فهذا افتراء محض وكذب سافر ،
وذلك لان بطليموس اعتقد ان الارض ثابتة لا تدور وأنها مسطحة، وأعتقد" بطليموس " ان الأرض هي مركز الكون، وان القمر وباقي الأجرام السماوية تدور حول الأرض في افلاك دائرية كاملة الإستدارة. وكل كوكب او جرم موجود داخل كرة sphere . وللمزيد عن افكار " بطليموس " اقرأوا هنا
https://www.britannica.com/science/Ptolemaic-system
واضح جدًا ، عزيزي القارئ ان تصورات " بطليموس " بعيدة جدًا عن فحوى آيات القرآن الكريم . وان بطليموس لم يتحدث عن سبع سموات مثلما يَزعُم صاحب الافتراء والاكاذيب !
ومرة اخرى أتحدى كل من يحاول التشكيك في مصدر القرآن الكريم، أن تفضل وألف لنا من كلماتك شيئًا مثل القرآن الكريم ! اكتب لنا نصًا فيه ؛اعجاز علمي لم يُكتشف بعد ، فيه أخبار عن عالم الغيب لم يسمع بها احد واكتب ذلك بأسلوب بلاغي لا يمكن تقليده !
أما فيما يتعلق باتصال السماء مع الارض . فذلك أيضًا اعجاز علمي ، يحاول الحاقدون تشويهه للطعن في القرآن الكريم .
فالآية الكريمة استعلمت كلمة " رتقًا "
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء 30)
والمعنى اللغوي لكلمة " رَتْقْ" هو الشيء المُلتحم المسدود؛ اي أن الآية الكريمة تقول ان السموات والارض كانت كلها مادة واحدة، جسمًا واحدًا . وليس معنى الآية الكريمة ان الارض كانت مخلوقة جاهزة وملتصقة بالسماء ثم انفصلت عنه ! فذلك تدليس من المفتري وتشويش .
وتخبرنا آيات القرآن الكريم ان السماء كانت قبل خلق الارض وبعدها، عبارة عن دخان
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) سورة فصلت
وحقيقة كوّن السماء دخان، هي شيء يقول به العلم ، فالسماء كانت عبارة عن غيمة ضخمة من غبار جزيئات المادة والتي تكونت بعد مليارات السنين من نشأة الكون - الإنفجار العظيم . وبحسب المستجدات العلمية ، تقريبًا قبل 4.6 مليار سنة انفصلت ( حدوث عملية الفَتْقْ ) غيمة من سحابة الغازات الضخمة تسمى تلك الغيمة ب( السديم الشمسي ) solar nebula وتكتل محتواها بفعل قوة الجاذبية الى الشمس،وباقي كواكب المجموعة الشمسية .
للمزيد من المعلومات ، اليكم هذا الرابط
https://www.google.com/amp/s/www.space.com/amp/35526-solar-system-formation.html
مرة أخرى ودائما, نلاحظ إعجاز القرآن العلمي وتطابق آياته مع الحقائق العلمية المكتشفة.
بالنسبة لمسألة سطحية الأرض ، فآيات القرآن الكريم تشير الى كروية الأرض وليس الى سطحيتها. لنتمعن آيات القرآن الكريم بصدد هذا الموضوع؛
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) سورة الغاشية
تخاطب الايات الكريمة ، الناس على وجه الأرض وتدعوهم الى تأمل إبداع الخالق، ومن ذلك حُسن خِلقَة الإبل وكيف أن السماء مرفوعة وأن الجبال منصوبة ، وكيف أن الأرض مسطحةً.
وطبعًا دائما تبدو الأرض مسطحة لمن يتأملها وهو واقف على سطحها !
بل إن الآية صحيحة دائمًا فقط في حالة كروية الارض، فلو كانت الأرض مسطحه شكلًا لما كانت الآية صحيحة لمن يقف قبل حافة الأرض بقليل وينظر أمامه ، لانه سيراها مبتورة غير مسطحةً !
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) سورة الحجر
تفيد الأية الكريمة أن الأرض ممتدة ، والارض تبدو دائمًا ممتدة لمن يقف عليها، فقط في حالة الشكل الكروي وليس المسطح !
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) سورة الزمر
تستعمل الآية الكريمة كلمة ( يُكَوِّرُ ) لوصف تعاقب الليل على النهار والنهار على الليل . و ( يُكَوِّرُ ) مشتقة من (كُرَة) وفِي ذلك إشارة واضحة الى ان حالة الليل والنهار على سطح الأرض ، تتخذ شكلًا كرويَّا !
فسبحان الله والحمد لله