تاريخ الإسلام في سطور-غَزْوَةُ حُنَيْن
بقلم: محمد سليم مصاروه
حدثت بُعيد فتح مكة بحوالي ثلاثة اسابيع سنة 8 هـ 630 م. سببها هو تحالف فروع قبيلة هوازن المشركة (ثقيف، بنو نصر، بنو سعد وغيرهم) بهدف محاربة المسلمين بعد فتح مكة حتى لا تتوطد سلطة المسلمين في شبه الجزيرة العربية. حشد " مالك بن عوف " زعيم هوازن أكثر من 20 ألف مقاتل وأصَرَّ على اخراج النساء والاطفال واملاك القبائل من إبل، مواشي وفضة مع الجيش الى ارض المعركة اعتقادًا منه أنَّ ذلك سيكون دافعًا لجيشه كي يقاتل بضراوة ولا يفر من المعركة. كان ﷺ ما يزال في مكة بعد فتحها وحين وصول خبر خروج جيش هوازن قرّر ﷺ ملاقاتهم خارج مكّة. بلغ تعداد جيش المسلمين 12 ألفًا منهم 10 الاف من الصحابة الذين فتحوا مكة وألفين من مسلمي مكّة حديثي العهد، كان ذلك أضخم جيش للمسلمين يتم تنظيمه حتى تلك اللحظة ولذلك شعر قسم من المسلمين بالثقة الزائدة بالنسبة للنصر. وصل جيش هوازن الى منطقة (أوطاس) وبالتحديد وادي حُنين الواقع 30 كيلومترًا شرقي مكّة وكمن هناك للمسلمين في المضايق وبين الاشجار. حين وصل المسلمون لم يلاحظوا مقاتلي هوزان المختبئين ولذلك باغت المشركون المسلمين لحظة وصولهم وهاجموهم بضراوة بالرماح والسيوف. ارتبك المسلمون وتفرقت قواهم وصاروا يفرّون بعشوائية. في تلك اللحظات العصيبة ثبت ﷺ امام الاعداد الضخمة من المهاجمين ومعه عدد قليل من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلىّ والعباس، أمر صلى الله عليه وسلم عمّه العباس أن ينادي يا معشر الأنصار والمهاجرين فاجتمعوا مرة أخرى وعادوا الى المواجهة وفي لحظات انقلب الحال من هزيمة الى نصر وفرار للمشركين. فرَّ غالبية المشركين مع زعيمهم إلى الطائف وتحصنوا بها، وقسم هرب إلى نَخْلَة (بالقرب من الطائف)، وآخرون إلى أوطاس. أرسل النبي سريتين واحدة الى أوطاس واخرى الى نخلة، وتوجَّه بنفسه الى الطائف وحاصرها قرابة أربعين يومًا تخللها العديد من المناوشات ثم قرر ﷺ رفع الحصار والرحيل عنهم.
كان خروج هوازن الى الحرب مع كل املاكها وافرادها سببًا لحصول المسلمين على مقدار ضخم من الغنائم وزع ﷺ أغلبها على حديثي العهد بالإسلام بغية تحبيبهم وتثبيتهم حتى وإن كانوا من الفارّين في المعركة. والباقي اعاده الى من اعتنق الاسلام من هوازن