من مساهمات علماء المسلمين للإنسانية
ابن الشاطر
أبو الحسن علاء الدين بن علي بن إبراهيم بن محمد بن المطعم الأنصاري
المعروف باسم ابن الشاطر (1304 -1375 م)، عالم فلك ورياضيات مسلم دمشقي قضى معظم
حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي بدمشق. وصنع ساعة شمسية
لضبط وقت الصلاة سماها “الوسيط” وضعها على إحدى مآذن الجامع الأموي. صحح نظرية
بطليموس، وسبق كوبرنيكوس فيما توصل إليه بقرون عديده، ونشر ذلك في كتابه “نهاية
السؤال في تصحيح الأصول”. صحح ابن الشاطر المزاول الشمسية التي بقيت تتداول لعدة
قرون في كل من الشام وأرجاء متعددة من الدولة العثمانية، ولبى دعوة السلطان
العثماني مراد الأول بتأليف كتب يحتوي على نظريات فلكية ومعلومات جديدة. ومن ذلك
قياسه زاوية انحراف دائرة البروج، وتوصله إلى نتيجة غاية في الدقة.
وفي هذا يقول جورج سارتون: «إن ابن الشاطر عالم فائق في ذكائه، فقد درس
حركة الأجرام السماوية بكل دقة، وأثبت أن زاوية انحراف دائرة البروج تساوي 23 درجة
و31 دقيقة سنة 1365 علماً بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن
العشرين بواسطة الآلات الحاسبة هي 23 درجة و31 دقيقة و19,8 ثانية.»
وأهم إنجازات هذا العالم كانت تصحيحه لنظرية كلاوديوس بطليموس، التي تنص
على أن الأرض هي مركز الكون، والشمس هي التي تدور حولها، وأن الأجرام السماوية
كلها تدور حول الأرض مرة كل أربع وعشرين ساعة.
توصل كوبرنيكوس إلى هذه النتيجة -التي تنسب إليه- بعد ابن الشاطر بقرون.
لاحظ العديد من العلماء أن التفاصيل الرياضية والحسابية لنموذج كوبرنيكوس الفلكي مطابقة
لنموذج ابن الشاطر. وقد علق نويل سويردلو على أن نموذج كوبرنيكوس الخاص بكوكب
عطارد خاطئ. وبما أنه هو نفسه نموذج ابن الشاطر فهذا يشكل أفضل دليل على أن
كوبرنيكوس كان ينسخ أعماله من مصادر أخرى من دون فهم كامل.
وهذا يثبت على الأقل أن الشاطر كان له الأثر الكبير على اعمال
كوبرنيكوس. وقد وجدت في عام 1974 عثر على
مخطوطات باللغة العربية في بولندا مسقط رأس كوبرنيكوس اتضح منها أنه كان ينقل من
تلك المخطوطات العربية وينسبها إلى نفسه.