الجلدكي
(
-1342م) علي بن محمد أيدمرعز الدين الجِلدكي. ينسب إلى جِلْدَك من قرى خراسان .
عالم كيمياء واسع
الشهرة. اهتم اهتماما بالغا
بقراءة ما كتب عن علم الكيمياء، فاكتسب
اطلاعا واسعا ومسلكاً علمياً في تجاربه.
قدم الجلدكي خدمه
جليله لتاريخ الكيمياء في الاسلام فقد نقل فقرات كامله من كتب سابقيه التي اندثرت
ولم تصل إلينا من المشاهير كجابر بن حيان، وأبي بكر الرازي وبذلك حفظ لنا تراثهم. للجلدكي
آراء مهمة في الكيمياء منها: أن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوزان
معينة، وهذا هو المفتاح الرئيسي في قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي،
وتوصل أيضا إلى فصل الذهب عن الفضة بواسطة حامض النيتريك، الذي يذيب الفضة تاركا
الذهب الخالص. ويذكر أ. ج. هولميارد في كتابه الكيمياء حتى عصر دالتن: «إن الجلدكى
توصل وبكل جدارة إلى أن المواد لا تتفاعل فيما بينها إلا بنسب وأوزان ثابتة».
ويضيف عبد الرازق
نوفل في كتابه "المسلمون والعلم الحديث": «إنه وبعد خمسة قرون من وفاة
الجلدكى أعلن العالم "براوست" قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي
وفحواه هو نفس نظرية الجلدكى».
كما أعطى الجلدكي
وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن
التفاعلات الكيميائية، وهو بذلك يعد من أول من فكر في ابتكار واستخدام الكمامات في
معامل الكيمياء. كما درس القلويات والحمضيات دراسة وافية وتمكن من تقديم بعض التحسينات
على صناعة الصابون، وكما طور طريقة التقطير وهو أول من قال إن المادة تعطى لونا
خاصا بها عند احتراقها.
لم تقتصر بحوث
الجلدكي على علم الكيمياء فحسب، وإنما تطرقت إلى معارف شتى فبحث في الميكانيكا،
وعلم الصوت والتموج المائي والهوائي. وكان في دراسته للظواهر الطبيعية معتمدا على
ما قرأه عن أساتذته ابن الهيثم، والطوسي، والشيرازي، وغيرهم. كما اشتغل بعلمي الطب
والصيدلة وله في هذين العلمين نتاج جيد.
ترك الجلدكي عددا
كبيرا من المؤلفات معظمها في الكيمياء من أشهرها كتاب التقريب في أسرار تركيب الكيمياء،
وهو موسوعة علمية تضمنت الكثير من المبادئ والنظريات والبحوث