(الرد
على الشبهات التي تثار حول فتوحات المغرب والعلاقة مع الأمازيغ)
للأسف هناك من يدق
الأسافين بين العرب وبين الأمازيغ، فيدَّعي أن العرب ارتكبوا مجازر بحق الأمازيغ،
وأنهم زوروا التاريخ ولم يذكروا لنا هذه (المجازر حسب اعتقادهم) والرد على هذا
الكلام إذا كان التاريخ مزورًا ما الذي سيثبت لنا أنه حدثت مجازر؟
وما
يدرينا أن الذي يدعي هذا الادعاء
كاذب وكيف عرف أن هناك مجازر حصلت؟
إذا اراد ان يعتمد على علم التاريخ في معرفته
إذا حصلت المجازر فسيناقض نفسه بنفسه لأنه ادعى ان المسلمين زوروا التاريخ وعليه
لا يمكن
الاعتماد على التاريخ كمرجع للاستدلال. وإذا أصرَّ
على الاستدلال بالتاريخ عليه اولا ان يعترف بأنه كذب بخصوص
تزوير التاريخ من قبل المسلمين وبعدها ندعه يستشهد بالأحداث التاريخية،
وعندها نتناقش في صحة الروايات هل
حدثت بالفعل أم لا يعني
مثلا: عمر بن عبد العزيز ماذا كتب التاريخ في موته؟ هناك ثلاث روايات: رواية تقول انه مات بسبب مرض عادي لم تذكره وذلك ذُكرَ
في كتاب الطبقات، رواية تقول انه مات بالسل حسب كتاب البداية والنهاية لابن كثير
ورواية تقول انه مات مسمومًا.
هل يحق لأي شخص أن
يدَّعي جازمًا أن عمر بن عبد العزيز قتل مسمومًا؟ لا يحق لاحد ان يقول ذلك إلا أن يأتي بروايات متواترة عن
مقتله مسمومًا وإلا لا قيمة لزعمه
ثانيا: بالنسبة
لفتح المغرب يزعم أصحاب الفتن والاكاذيب أن الأمازيغ وكانوا مظلومين وأنهم كانوا رافضين للفتوحات. لو سلمنا جدلا انهم فعلًا رفضوا الفتوحات، هنا يُطرح
السؤال لماذا قام الأمازيغ
أنفسهم بالفتوحات؟ من
المعروف أن الأمازيغ كان
لهم دور كبير في فتح الاندلس فهل يذمون العرب على الفتح ومن ثم يقومون بالفتوحات؟؟
هل من المنطق أن تذم فعلا وتأتيه؟
سيزعم من يزعم أنهم
كانوا محكومين واضطروا للاشتراك بالفتوحات، ساقول لك إذا كان لدى الأمازيغ جيش بعدة كاملة وكانوا
يعانون من العرب، أليس
من المنطقي أن يقوموا بطرد
العرب بدل أن
ينضموا اليهم ويحتلوا معهم اسبانيا على فرض أن ما حدث كان احتلالًا؟
وكان لهذه الدولة
أعظم الأثر في استقرار أمر الإسلام في المغرب الأقصى، والقضاء على مظاهر الوثنية،
والشرك فيها
المصدر:
تاريخ ابن خلدون
(4/13،12)، والاستقصا (1/212).
شهدت مناطق
الأمازيغ توافد الكثير من مسلمي الأندلس المطرودين، أو ما يعرف بهجرة الموريسكيين.
إذا كان الامازيغ غير راضين عن الفتوحات الاسلامية وعن العرب فلماذا استقبلوا
المهاجرين على ارضهم ولم يطردوهم؟
من الرجال الامازيغ
إسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربي، بعد ان بايع المسلمين اتت قبائل البرير
تبايع منهم زواغة وزواوة ولماية وسدراتة وغياثة ونفزة ومكناسة وغمارة
المصدر: روض
القرطاس ص19-20.\
إذن نحن أمام بيعة
وليس إجبار كما يصوره المفترون
ومن الرجال ايضا
طارق بن زياد
أورد ابن عذارى
المراكشي، في كتابه “البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب”، أن نسب طارق
بن زياد هو “طارق بن زياد بن عبد الله بن لغو بن ورقجوم بن نير بن ولهاص بن يطوفت
بن نفزاو”، ما يبين أنه ينتمي إلى قبيلة نفزاوة الأمازيغية، وبالضبط إلى عشيرة بني
ونمو التي كانت تسكن جبل أوراس شمال شرق الجزائر.
يزيد ابن عذارى
موضحا: “كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون، وتنطبق هذه الصفات على عنصر
البربر”.
سيحاول المفتري بعد
هذا الهروب خطوة إلى الوراء ليقول لك كان الامازيغ خاضوا فتح الاندلس لأنهم كانوا
يعتقدون أن المسلمين العرب جيدون وهو بذلك يعترف دون أن يقصد أن المسلمين فعلا فتحوا المغرب بدون مجازر فلو فتحوها
بالمجازر لما اعتقدوا انهم جيدون وشاركوهم في فتح الاندلس. وإذا عاد الى نقطة ان الامازيغ فعلوا هذا لان المسلمين العرب
أجبروهم فهو يجعل
الامازيغ حفنة من المرتزقة يقومون بما يريده الغير وهذا طعن كبير في الامة
الامازيغية ولا نرضاه
ابدا
كلنا يعلم ان فتح
الاندلس كان فيه غنائم وأسرى والاسر يترتب عليه سبي للنساء والامازيغ هم من فتحوا
الاندلس أو كان لهم الدور الكبير في هذا الفتح، وعليه الامازيغ سبوا فاذا كان السبي
خاطئًا فهم يذمون فعل ومن ثم يأتوه!
طبعا المفتري سيعود
خطوة اخرى للوراء ليقول لك الأمازيغ كانوا ينقلون السبايا إلى الشرق للمسلمين
العرب وهنا مصيبة اخرى إذ انه يعترف ان السبي خاطئ والامازيغ ينقلون النساء فصورهم
كأنهم قوادين للنساء وهذا طعن اخر في الاخوة الامازيغ ونحن لا نرضاه فنرى يضح
للقارئ بسهولة أن افتراءات الحاقدين لتشويه الفتوحات الإسلامية في المغرب إنما
تطعن في الأخوة الامازيغ !
ونلخص الموضوع
1- إذا كان العرب ارتكبوا مجازر تحت مسمى الفتوحات فلماذا
ارتكب الامازيغ مجازر وسموها فتوحات ؟؟؟ لماذا عاونوا من ارتكب مجازر باهلهم ؟
لماذا لم ينقلبوا على المسلمين العرب طالما كان عندهم جيش جرار استطاع فتح دولة
كبيرة كإسبانيا ؟بدل التوجه لإسبانيا لماذا لم يتوجهوا للمسلمين العرب ؟
2- إذا كان الامازيغ فتحوا الاندلس بناء على طلب المسلمين فإما
ان يكون الامازيغ
مجبورين وعليه سنسأل لماذا لم يلجأوا إلى القوط ويعاونوا القوط على المسلمين
ويبقوا في اسبانيا ؟ أو أن يكونوا مرتزقة وذلك طعن فيهم
3- أمام المفتري خياران :إما أن يقول أن يكون الأمازيغ قد
قاموا بالسبي خلال فتوحاتهم مع المسلمين
وعندها لا يحق له ان يتكلم عن السبي أو أن يقول أن الامازيغ كانوا
يرسلون النساء الى المسلمين العرب وهنا يصور الامازيغ بانهم قوادين وذلك طعن فيهم
4- إذا كان الامازيغ لا يريدون المسلمين فلماذا استقبلوا المسلمين الأندلسيين
ولم يطردوهم انتقاما على مجازر المسلمين هذا لو حدثت ؟
5- إذا قال أن الامازيغ عاونوا المسلمين العرب في الفتح
لانهم اعتقدوا انهم جيدين فهذا دليل على ان المسلمين العرب لم يرتبكوا مجازر حدثت
مجازر في فتح المغرب فلن يعاون الامازيغ المسلمين
العرب !
6- الادعاء ان التاريخ مزور من قِبَل المسلمين يترتب عليه الا يستشهد صاحب الادعاءات بالتاريخ
في اثبات حدوث المجازر !
أو عليه ان يرضى
بالتاريخ وعليه سنناقش ماذا فعل الامازيغ وكيف بايعوا المسلمين وكيف فتحوا الاندلس
ونطرح التساؤلات التي طرحناها في الاعلى
وهناك الكثير
للكلام حول الفتح ودور الأمازيغ في الفتح الاسلامي ونشر الدعوة