الاعجاز العلمي للقرآن الكريم في (وصف المزن التراكمية والإخبار عن حدوث البَرَد داخلها وتسبب البَرَد بحدوث البَرَق)
الاعجاز العلمي
للقرآن الكريم في (وصف المزن التراكمية والإخبار عن حدوث البَرَد داخلها وتسبب البَرَد
بحدوث البَرَق)
بقلم: محمد سليم
أنقر مصاروة
صيدلي
وماجستير في علوم الأدوية
قبل 1400 سنة
وصفت آيات القران الكريم نوعًا من الغيوم العاصفة وقرنت بين
البَرَد المتكون داخلها وبين حدوث
البَرق. كل هذه الحقائق اكتشفها العلم الحديث
بعد طيران الانسان واختراع آلات الرصد والتصوير في القرن العشرين! واليكم
تفصيل ذلك.
ما هي المُزن الركامية؟
المُزْن الركامية
cumulonimbus clouds هي نوع من السحب الضخمة والكثيفة التي تنشأ من غيوم صغيرة متناثرة ومتواجدة بارتفاعات منخفضة، تسمى بالغيوم
القطنية. تسوق الرياح الشديدة الغيوم القطنية فتجّمعها
وتجعلها تتراكم بعضها فوق بعض.
تتخذ السحابة الركامية شكل السندان فهي ذات قمة ملساء طويلة وقاعدة. تمتد القمة لأبعاد أكبر من القاعدة، ويمكن ان تبلغ اطوال القمة والقاعدة إلى عدة كيلومترات.
عادة ما تكون القمة، بسبب جزّ الرياح، ملساء مُنبسطة وقاتمة اللون، وتحيط بها سحب منخفضة منفصلة أو مندمجة معها.يمكن أن تتشكل المزن الركامية منفصلة، أو في مجموعات، أو بخطوط متوازية
تنتمي السحب الركامية إلى مجموعة الغيوم القريبة من سطح الارض، فاسفل الغيمة (القاعدة) يتواجد بارتفاعات 200-4000 مترًا من سطح الارض، بينما تمتد المُزْن الركامية عموديًا إلى ارتفاعات شاهقة وتتخذ شكل جبل أو أبراج ضخمة، فيصل ارتفاعها مِن القاعدة وحتى قمتها 12000 متراً اي أعلى من قمة إفرست، بل ويمكن أن يصل الارتفاع إلى21000 مترًا!
تتواجد المُزن التراكمية
بشكل عام في المناطق الاستوائية والمحيطات، حيث تكون كثيرة المطر، وتترافق مع حدوث
بَرْق، عواصف رعدية واضطرابات جوية مثل الأعاصير يبلغ مدى العاصفة الرعدية 24
كيلومترَا تقريبًا وبارتفاع 12 كيلومترًا
وتتواجد أيضًا في
المناطق شبه الاستوائية بما في ذلك شبه الجزيرة العربية، ولكن بأقَّل حدّة
يتطلب نشوء المُزْن الركامية وجود حالة عدم استقرار جوّي في طبقات الجو القريبة من سطح الارض، في حالة عدم الاستقرار الجوي تَغَيُّر طفيف في الارتفاع يصاحبه اختلاف كبير في الحرارة ورطوبة الجو، فيكون الهواء ساخنًا في طبقات الجو السفلى وباردًا في طبقات الجو العليا مع وجود حركة رياح نشطة.
تَمُرُّ السحابة
التراكمية بثلاث مراحل: مرحلة التطور، مرحلة النُضج، ومرحلة التبديد التلاشي) تستغرق
هذه المراحل الثلاث ما متوسطه 30 دقيقة
مرحلة التكَوّن
تصعد التيارات الهوائية
المحملة بأبخرة الماء الى داخل المزن التراكمية حيث تنخفض درجات الحرارة الى 15-25
درجة تحت الصفر.
بسبب انخفاض درجة
الحرارة في الاعلى يتشبع الهواء الصاعد بالرطوبة تبدأ عملية التكاثف فتتكون السحب على
شكل قطع.
جراء عملية التكثيف
تنبعث حرارة داخل الغيمة المتكونة فيزيد ذلك من درجة الحرارة، الحرارة داخل الغيمة
تكون اعلى بالنسبة الى خارج الغيمة، يتسبب ذلك في صعود الغيمة الى الاعلى أكثر وأكثر
ويزداد دخول تيارات الهواء من قاعدة الغيمة وجوانبها الى داخلها، لذلك يزداد حجم الغيمة
تكبر وتتضخم ايضًا عموديًا.
عند انخفاض درجة
حرارة تيار الهواء الصاعد الى اقل من درجة التجمد تزداد برودة قطيرات الماء وتتجمع
مع بعضها البعض فيكبر حجمها
مرحلة النضوج: هطول مكوّنات
الغيمة
يتكثف البخار الى
قطيرات ماء وبلورات من الثلج والتي تنتشر في لُب الغيمة بينما فِي أعلى الغيمة يتجمد
بخار الماء لحبيبات من البَرَد
ثم تهبط حبيبات
البرد أسفل الغيمة وإذا كانت تيارات الهواء الصاعدة قوية بما فيه الكفاية فإنها تدفع
بحبيبات البرد الى اعلى وهناك يزداد حجمها وتعاود الكرة هبوطًا وصعودًا داخل الغيمة،
اثناء ذلك تتصادم حبيبات البرد الهابطة مع حبيبات ثلجية الصاعدة جراء ذلك تطرد حبيبات
البَرَد شحنة سالبة (إلكترونات) من حبيبات الثلج فتصير حبيبات البرد سالبة الشحنة وبسبب
ثقلها المتزايد تبدأ في التمركز في أسفل الغيمة واما بلورات الثلج الاخف وزنًا فتكتسب
شحنة موجبة وتتجمع في المنطقة العليا من الغيمة
مع الوقت ينتج حقل
كهربائي موجب في أعلى الغيمة وسالب في أسفلها، يستمر نمو حبيبات البرد اثناء حركتها
صعودًا وهبوطًا الى ان لا تقوى تيارات الهواء على دفعها فتسقط زخات من البَرَد مع زخات
المطر
حدوث البَرق والرعد
يحدث البرق حين
تتصادم الشحنات المتعاكسة داخل الغيمة او حين تتصادم الغيوم المشحونة مع بعضها او البعض
او بسبب حدوث تقطب بين أسفل الغيمة المشحون بالسالب وسطح الارض المقابل لها والذي تتجمع
فيه شحنات موجبه وحين يبلغ الهواء بين الغيمة وسطح الارض درجه كافيه من التقطب تنطلق
عندئذ شرارة برق من سطح الأرض صعوداً حتى أسفل الغيمة.
وتتسبب حُزم البرق
بتضخم ضغط الهواء في محيطها وارتفاع الحرارة بسرعه عالية مما يؤدي الى حدوث انفجارات
صوتيه رعدية، بشكل عام تتواجد المزن التراكمية النامية في المناطق الاستوائية والمحيطات
حيث تكون ذات زخم كبير وتتسبب بحدوث العواصف والاعاصير
مرحلة التلاشي
تتسبب تيارات الرياح
الباردة النازلة من داخل الغيمة تقلل من قوة التيارات الصاعدة الى أن تتوقف تمامًا،
عندئذ يتلاشى القسم السفلي للغيمة ويبقى الجزء العلوي غير فعّال لفترة ما
الملاحة الجويّة والمُزن الركاميّة
تُشكِّل السحب الركامية
خطرًا حقيقيًا امام الملاحة الجوّية، وذلك بالأساس بسبب شدة تيارات الرياح، تتواجد داخل العاصفة الرعديّة وبالقرب منها دوّامات تحدّها
مناطق ذات رياح عاصفة باتجاه الاسفل.
أسفل الغيمة الركامية
تحدث انفجارات هوائية فجائية باتجاه الارض، تلك البيئة من شأنها ان تتسبب في تحطيم
الطائرة
كذلك يجب تجنُّب
الملاحة بالقرب من المدن الركامية بسبب انخفاض الرؤية ووجود البَرْق والطيران وزخَّات
من البَرَد
أهمية وجود المُزن الركاميّة
تتسبب المزن الركامية
بعواصف وأعاصير ودمار للأملاك وخسارة بالأنفس، من جهة ثانية، في أنحاء مختلفة في المعمورة
، تُعتبر زخات الرواسب
الناتجة عنها (المطر البَرَد..) مصدرًا الماء الأساسي لكثير من البشر والحيوانات وكذلك
لنمو الزرع والمحاصيل
كذلك تساهم المُزن
الركاميّة بدورة توزيع الحرارة والرطوبة بين طبقة التروبوسفير والطبقة التي تعلوها
الستراتوسفير
تلخيص وبيان الإعجاز
العلمي في الآية الكريمة
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ
مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ
عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )(النور:43)
تصف الآية الكريمة
طريقة تكوّن المُزن التراكمية، تزجية الغيوم وتراكمها وتذكر نزول المطر منها (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا)
وتذكر ايضًا حقيقة
كون هذه الغيوم ضخمة شاهقة (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ)
إضافة إلى ذلك تخبرنا
الآية الكريمة عن حقيقة تكوّن البَرَد داخل هذا النوع من الغيوم (فِيهَا مِن بَرَدٍ
فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ)
وأكثر من ذلك، تُبَيِّنُ
الآية أن البَرَد هو سبب حدوث البَرق (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ)
المصادر:
Cumulonimbus Clouds: Thunderstorms | WhatsThisCloud
Cumulonimbus clouds bring thunderstorms: How to spot them
The Four Core Types of Clouds | National Oceanic and Atmospheric
Administration
sciencedirect.com/topics/earth-and-planetary-sciences/cumulonimbus-clouds