بشاعة الإلحاد : كم من الملايين يقتل الملحد حين يحكم !
(ماو تسي تونغ )
تسبب الملحد الشيوعي ماوتسي تونغ ديكتاتور الصين المطلق( 1935-1976)
في حدوث أكبر المجاعات الكبرى في تاريخ الإنسانيه والتي امتدت في الفترة من 1958 إلى 1962، وهي أسوأ كارثة في تاريخ الصين، وإحدى أسوأ الكوارث التي وقعت في العالم بأسره.
كانت هذه الكارثة نتيجة مباشرة لتجميع القرويين بصورة قسرية داخل مجتمعات، في إطار حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» التي دشنها ماو تسي تونغ عام 1958.
وحتى يومنا هذا، يحاول الحزب التستر على الكارثة، ويقوم بذلك عادة من خلال إلقاء اللائمة على المناخ. بيد أنه توجد سجلات مفصلة عن الوضع المريع في الأرشيف القومي والمحلي الخاص بالحزب نفسه.
لم يكن متصورا أنه سيمكن الوصول إلى هذه الملفات قبل عشرة أعوام، ولكن حدث تطور نوعي على مدار الأعوام القليلة الماضية، حيث تم رفع غطاء السرية عن مجموعة رائعة من الوثائق بصورة تدريجية. وعلى الرغم من أنه لا يزال الباب محكم الإغلاق على المعلومات الأكثر حساسية، فإنه يسمح الآن للباحثين للمرة الأولى بأن ينظروا في الليلة المظلمة من الحقبة الماوية.
عرف المؤرخون منذ وقت أن حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» أفضت إلى حدوث واحدة من أسوأ المجاعات التي شهدها العالم. واستخدم علماء ديموغرافيا أرقاما إحصائية رسمية ليصلوا إلى تقدير يقول إن ما بين 20 مليونا و30 مليون شخص، ماتوا بسبب ذلك.
ولكن داخل الأرشيفات هناك كمية كبيرة من الأدلة، بدءا من محاضر لجان طوارئ، وصولا إلى تقارير للشرطة السرية وتحقيقات للأمن العام، تظهر أن هذه التقييمات لا تناسب الواقع بصورة مريعة.
في صيف عام 1962، على سبيل المثال، أرسل مكتب الأمن العام في سيتشوان قائمة مطولة مكتوبة بخط اليد عن الإصابات إلى المسؤول المحلي لي جينغ تشيوان يخبره بأن 10.6 مليون شخص ماتوا في إقليمه في الفترة من عام 1958 حتى 1961. وفي الكثير من الحالات قامت لجان حزبية محلية بالتحقيق في نطاق الوفيات في أعقاب المجاعة، وتركوا حسابا مفصلا لمدى الحادث المروع.
وبصورة مجملة، تشير السجلات إلى أن حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» كانت مسؤولة على الأقل عن 45 مليون حالة وفاة. وعذب ما بين مليونين إلى 3 ملايين من هؤلاء الضحايا حتى الموت أو تم إعدامهم بصورة فورية، وغالبا ما كان يحدث ذلك على أقل مخالفة. وكان يتم شنق المتهمين بعدم العمل بجد بصورة كافية، كما تعرضوا للضرب، وفي بعض الأحيان كانوا يربطون ويلقى بهم في برك المياه. وكانت العقوبات على أقل الانتهاكات تشمل عمليات بتر أعضاء، وإجبار الناس على أكل الغائط.
ويظهر تقرير يعود إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1960، وجرى توزيعه على القيادة العليا – ويحتمل بدرجة أكبر أنه كان من بينهم ماو - كيف قطعت أذن رجل يدعى وانغ زي يو وربطت قدماه بسلك من الحديد، ووضعت صخرة تزن 10 كيلوغرامات على ظهره قبل أن يوسم بأداة. وكانت جريمته أنه قام بالبحث عن حبة بطاطا.
وعندما سرق طفل حفنة حبوب داخل قرية هونان، قام المسؤول المحلي شيونغ دي تشانغ بإجبار والده على دفن الابن حيا داخل المكان. ويقول تقرير فريق تحقيق أرسلته قيادة الإقليم عام 1969 من أجل إجراء مقابلات مع الناجين من المجاعة إن هذا الرجل مات من الحزن بعد ثلاثة أسابيع.
وقد كان الجوع العقاب الأول، وكما يظهر تقرير وراء آخر، فإن الطعام كان يوزع بالملعقة، حسب ما يستحقه الناس، وكان يستخدم من أجل إجبار الناس على إطاعة الحزب. وكتب مفتش في سيتشوان أن «الأفراد الذين كانوا مرضى بصورة شديدة تمنعهم عن العمل، كانوا يحرمون من الطعام. وقد عجل ذلك من وفاتهم».
ومع الكشف عن جوانب متعلقة بالكارثة، نجد أن الناس كانوا يضطرون إلى اللجوء إلى أشياء لم تكن معقولة من قبل، من أجل المحافظة على حياتهم. ومع تفسخ النسيج الأخلاقي داخل المجتمع، كانوا يعتدون على بعضهم ويسرقون من بعضهم ويسممون بعضهم. وفي بعض الأحيان كانوا يضطرون إلى أكل لحوم البشر.
ويتناول تحقيق للشرطة يعود إلى 25 فبراير (شباط) 1960 تفاصيل نحو 50 قضية في قرية ياو هيغيا داخل قانسو، من بينها قضية جاء فيها: «اسم الجاني: يانغ زونغ شينغ. اسم الضحية: يانغ إكوشن. علاقته بالجاني: شقيق أصغر. أسلوب الجريمة: القتل والأكل. الأسباب: قضايا معيشية».
يدعم مصطلح «مجاعة» النظرة السائدة التي تقول إن عددا كبيرا من الموتى قضوا نتيجة برامج اقتصادية غير معدة بصورة جيدة، وجرى تنفيذها بصورة سيئة. ولكن يظهر الأرشيف أن القسر والترويع وأعمال العنف كانت أساس حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام».
وأرسل ماو الكثير من التقارير عما كان يحدث داخل الريف، البعض منها كتبه بطريقة الكتابة العادية من دون رموز أو اختزال. وكان يعرف بشأن الوضع المروع، ولكنه ضغط من أجل اقتطاع قدر أكبر من الغذاء.
وخلال اجتماع سري بشنغهاي في 25 مارس (آذار) 1959، أمر الحزب بالحصول على ثلث الحبوب المتاحة، وهي نسبة أكثر من أي وقت مضى. وتكشف محاضر الاجتماع عن رئيس غير مكترث بالخسائر البشرية: «عندما لا يكون هناك طعام كاف يجوع الناس حتى يموتوا. من الأفضل ترك نصف الشعب يموتون حتى يتمكن النصف الآخر من أن يأكلوا ما يحتاجون إليه».
لم تكن المجاعة الكبرى إبان ماو مجرد حدث منفصل في ظهور الصين الحديثة. ولكنها كانت نقطة تحول فيها. وكانت الثورة الثقافية التالية محاولة من جانب الزعيم لينتقم من الزملاء الذين تجرأوا على أن يعارضوه خلال «القفزة الكبرى إلى الأمام».
وفي الوقت الحالي، لا توجد الكثير من المعلومات المتاحة علنا داخل الصين عن هذا الماضي المظلم. ويميل المؤرخون الذين يسمح لهم بالعمل داخل أرشيف الحزب، على نشر النتائج التي يخلصون إليها عبر الحدود داخل هونغ كونغ.
كما لا يوجد متحف ولا نصب تذكاري ولا يوم ذكرى من أجل تكريم عشرات الملايين من الضحايا. ونادرا ما يتمكن الناجون، ومعظمهم داخل الريف، من الحديث، وفي الأغلب يأخذ هؤلاء ذكرياتهم معهم إلى القبور.
المصادر
(ماو تسي تونغ )
تسبب الملحد الشيوعي ماوتسي تونغ ديكتاتور الصين المطلق( 1935-1976)
في حدوث أكبر المجاعات الكبرى في تاريخ الإنسانيه والتي امتدت في الفترة من 1958 إلى 1962، وهي أسوأ كارثة في تاريخ الصين، وإحدى أسوأ الكوارث التي وقعت في العالم بأسره.
كانت هذه الكارثة نتيجة مباشرة لتجميع القرويين بصورة قسرية داخل مجتمعات، في إطار حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» التي دشنها ماو تسي تونغ عام 1958.
وحتى يومنا هذا، يحاول الحزب التستر على الكارثة، ويقوم بذلك عادة من خلال إلقاء اللائمة على المناخ. بيد أنه توجد سجلات مفصلة عن الوضع المريع في الأرشيف القومي والمحلي الخاص بالحزب نفسه.
لم يكن متصورا أنه سيمكن الوصول إلى هذه الملفات قبل عشرة أعوام، ولكن حدث تطور نوعي على مدار الأعوام القليلة الماضية، حيث تم رفع غطاء السرية عن مجموعة رائعة من الوثائق بصورة تدريجية. وعلى الرغم من أنه لا يزال الباب محكم الإغلاق على المعلومات الأكثر حساسية، فإنه يسمح الآن للباحثين للمرة الأولى بأن ينظروا في الليلة المظلمة من الحقبة الماوية.
عرف المؤرخون منذ وقت أن حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» أفضت إلى حدوث واحدة من أسوأ المجاعات التي شهدها العالم. واستخدم علماء ديموغرافيا أرقاما إحصائية رسمية ليصلوا إلى تقدير يقول إن ما بين 20 مليونا و30 مليون شخص، ماتوا بسبب ذلك.
ولكن داخل الأرشيفات هناك كمية كبيرة من الأدلة، بدءا من محاضر لجان طوارئ، وصولا إلى تقارير للشرطة السرية وتحقيقات للأمن العام، تظهر أن هذه التقييمات لا تناسب الواقع بصورة مريعة.
في صيف عام 1962، على سبيل المثال، أرسل مكتب الأمن العام في سيتشوان قائمة مطولة مكتوبة بخط اليد عن الإصابات إلى المسؤول المحلي لي جينغ تشيوان يخبره بأن 10.6 مليون شخص ماتوا في إقليمه في الفترة من عام 1958 حتى 1961. وفي الكثير من الحالات قامت لجان حزبية محلية بالتحقيق في نطاق الوفيات في أعقاب المجاعة، وتركوا حسابا مفصلا لمدى الحادث المروع.
وبصورة مجملة، تشير السجلات إلى أن حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام» كانت مسؤولة على الأقل عن 45 مليون حالة وفاة. وعذب ما بين مليونين إلى 3 ملايين من هؤلاء الضحايا حتى الموت أو تم إعدامهم بصورة فورية، وغالبا ما كان يحدث ذلك على أقل مخالفة. وكان يتم شنق المتهمين بعدم العمل بجد بصورة كافية، كما تعرضوا للضرب، وفي بعض الأحيان كانوا يربطون ويلقى بهم في برك المياه. وكانت العقوبات على أقل الانتهاكات تشمل عمليات بتر أعضاء، وإجبار الناس على أكل الغائط.
ويظهر تقرير يعود إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1960، وجرى توزيعه على القيادة العليا – ويحتمل بدرجة أكبر أنه كان من بينهم ماو - كيف قطعت أذن رجل يدعى وانغ زي يو وربطت قدماه بسلك من الحديد، ووضعت صخرة تزن 10 كيلوغرامات على ظهره قبل أن يوسم بأداة. وكانت جريمته أنه قام بالبحث عن حبة بطاطا.
وعندما سرق طفل حفنة حبوب داخل قرية هونان، قام المسؤول المحلي شيونغ دي تشانغ بإجبار والده على دفن الابن حيا داخل المكان. ويقول تقرير فريق تحقيق أرسلته قيادة الإقليم عام 1969 من أجل إجراء مقابلات مع الناجين من المجاعة إن هذا الرجل مات من الحزن بعد ثلاثة أسابيع.
وقد كان الجوع العقاب الأول، وكما يظهر تقرير وراء آخر، فإن الطعام كان يوزع بالملعقة، حسب ما يستحقه الناس، وكان يستخدم من أجل إجبار الناس على إطاعة الحزب. وكتب مفتش في سيتشوان أن «الأفراد الذين كانوا مرضى بصورة شديدة تمنعهم عن العمل، كانوا يحرمون من الطعام. وقد عجل ذلك من وفاتهم».
ومع الكشف عن جوانب متعلقة بالكارثة، نجد أن الناس كانوا يضطرون إلى اللجوء إلى أشياء لم تكن معقولة من قبل، من أجل المحافظة على حياتهم. ومع تفسخ النسيج الأخلاقي داخل المجتمع، كانوا يعتدون على بعضهم ويسرقون من بعضهم ويسممون بعضهم. وفي بعض الأحيان كانوا يضطرون إلى أكل لحوم البشر.
ويتناول تحقيق للشرطة يعود إلى 25 فبراير (شباط) 1960 تفاصيل نحو 50 قضية في قرية ياو هيغيا داخل قانسو، من بينها قضية جاء فيها: «اسم الجاني: يانغ زونغ شينغ. اسم الضحية: يانغ إكوشن. علاقته بالجاني: شقيق أصغر. أسلوب الجريمة: القتل والأكل. الأسباب: قضايا معيشية».
يدعم مصطلح «مجاعة» النظرة السائدة التي تقول إن عددا كبيرا من الموتى قضوا نتيجة برامج اقتصادية غير معدة بصورة جيدة، وجرى تنفيذها بصورة سيئة. ولكن يظهر الأرشيف أن القسر والترويع وأعمال العنف كانت أساس حملة «القفزة الكبرى إلى الأمام».
وأرسل ماو الكثير من التقارير عما كان يحدث داخل الريف، البعض منها كتبه بطريقة الكتابة العادية من دون رموز أو اختزال. وكان يعرف بشأن الوضع المروع، ولكنه ضغط من أجل اقتطاع قدر أكبر من الغذاء.
وخلال اجتماع سري بشنغهاي في 25 مارس (آذار) 1959، أمر الحزب بالحصول على ثلث الحبوب المتاحة، وهي نسبة أكثر من أي وقت مضى. وتكشف محاضر الاجتماع عن رئيس غير مكترث بالخسائر البشرية: «عندما لا يكون هناك طعام كاف يجوع الناس حتى يموتوا. من الأفضل ترك نصف الشعب يموتون حتى يتمكن النصف الآخر من أن يأكلوا ما يحتاجون إليه».
لم تكن المجاعة الكبرى إبان ماو مجرد حدث منفصل في ظهور الصين الحديثة. ولكنها كانت نقطة تحول فيها. وكانت الثورة الثقافية التالية محاولة من جانب الزعيم لينتقم من الزملاء الذين تجرأوا على أن يعارضوه خلال «القفزة الكبرى إلى الأمام».
وفي الوقت الحالي، لا توجد الكثير من المعلومات المتاحة علنا داخل الصين عن هذا الماضي المظلم. ويميل المؤرخون الذين يسمح لهم بالعمل داخل أرشيف الحزب، على نشر النتائج التي يخلصون إليها عبر الحدود داخل هونغ كونغ.
كما لا يوجد متحف ولا نصب تذكاري ولا يوم ذكرى من أجل تكريم عشرات الملايين من الضحايا. ونادرا ما يتمكن الناجون، ومعظمهم داخل الريف، من الحديث، وفي الأغلب يأخذ هؤلاء ذكرياتهم معهم إلى القبور.
المصادر