الرد على الافتراء القائل بان القرآن منقول من الكتب السابقة
هذه الفرية قديمة ،منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما زال المستلحدون واعداء الاسلام يرددونها
{وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً}.
على أية حال، لو افترضنا جدًلا أن القرآن منقول ، عندئذٍ توجب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم بالخطوات المستحيلة التالية:
1-تَعَلُّم القراءة والكتابة سرًا
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
2- تَعَلُّم سرًا ،جميع لغات الأقوام المنتسبة لأهل الكتاب، وهي لغات كثيرة، مثل : العبرية ، السريانية ، اليونانية ، القبطية
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَـَذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ}.
3- توجب على الرسول ان يقرأ ويحلل ويحفظ كل مخطوطة من مخطوطات أهل الكتاب، وتوجب عليه فعل ذلك سرًا .ولكن عدد هذه المخطوطان كبير جداً, بينما عدد النسخ من الكتاب الواحد كان قليلاً، لأن النسخ كان يدوياً. ولم تصبح معروفة لدينا إلا عبر وقت طويل جداً. كذلك لم تكتشف في مكان واحد ولا تتبع طائفة واحدة.كما أن حجم الكتاب في الماضي كان كبيرا وعلى هيئة قراطيس فيستحيل تداولها سراً. وأيضًا كان هناك العديد من الكتب التي أخفيت عمداً, عدا المخطوطات المكتشفة حديثا والكتب التي لازالت مفقودة. ولا يفوتنا أنه صلى الله عليه وسلم قد نشأ في بيئة بدوية غير علمية أو حضارية.
{تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـَذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ}
.
4- كان على الرسول صلى الله عليه وسلم تمييز التفاصيل غير المنطقية في تلك الكتب ومن ثم حذفها او تصحيحها.
{أفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}.
5- توجب عليه الصلاة والسلام ، ان يقرر اي كتاب سيختار من بين الكتب المتضاربة حول القضية الواحدة .
6- بعد ذلك ، كان على الرسول جمع ما يستقيم من القصص ثم عرض كل قصة في موضوع محدد ولغرض معين وفى موضع مناسب. ليس ذلك فقط ، بل كان عليه عرض كل ذلك في مبنى لغوي مُعجِز في فصاحته للاخرين ، كل ذلك بعد إضافة تفاصيل لم تذكرها الكتب المفترض انه نقل منها.
7- توجب على الرسول صلى الله عليه وسلم ان يضيف إلى القرآن ،نبؤاته بالغيب كانتصار الروم في بضع سنين وضمان تحقيقها في وقت كانت هي أبعد ما تكون عن التحقيق.
8- كان عليه صلى الله عليه وسلم أن يعرف مسبقًا مكتشفات علمية يستحيل معرفتها آنذاك ،ثم يضعها بأسلوب بلاغي حتى تكون اعجازًا علميًا سيُكتَشَف بعد قرون عديدة.
9- كان عليه ان يفعل نفس الامر بالنسبة للإعجاز التشريعي والتاريخي ، كان لزامًا عليه ان يخترع قوانين صالحة للبشرية لكل مجتمع وبكل الازمنة ، وأن يعرف أحداثًا حدثت في الماضي، ولم تُذكر في اية مخطوطة من قبل، ثم يصيغها بشكل بلاغي لا يمكن تقليده !
9- توجب عليه ان يعرف مسار حياته ومستقبله منذ (ادعائه) النبوة وحتى موته، ثم يخطها في القرآن واصفًا نفسه,ثم يتحكم في مسار حياته حتى يتطابق مع ما كتبه في القرآن!
واضح ، مما ذكرناه آنفًا، ان العقل والفطرة السليمة يحتمان التصديق بنبوة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم , ويفضح من تعاموا عن الحقائق , بل وزعموا الإتيان بمثل ما أنزل الله . كما أنه يجلى ألوهية المصدر للكتاب الذي جاء به صل الله عليه وسلم وهو الذكر . {إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمّا جَآءَهُمْ وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.