(تصحيح مفاهيم خاطئة حول نظرية الانفجار العظيم)
بقلم: محمد سليم مصاروه
اليكم توضيحاً موجزاً للمفاهيم الخاطئة عند البعض حول نظرية الانفجار العظيم، نعرض الادعاء الخاطئ وتحته الجواب.
1- نظرية الانفجار العظيم تدعم الإلحاد لأنها تقول ان الكون نشأ دون خالق !
* بالعكس تماماً ، نظرية الانفجار العظيم نسفت الإلحاد ولذلك يمقتها الملاحدة لأنها دحضت الادعاء ان الكون ازلي واثبتت ان الكون مخلوق له بداية وستكون له نهاية ، والمخلوق يستوجب وجُود خالق أزلي أبدي مطلق القدرة
2- نظرية الانفجار العظيم تتناقض مع آيات القران الكريم. لان النظرية تقول بان عمر الكون 13.8 مليار سنة بينما يذكر القران الكريم أنَّ مُدَّة تخلق السماوات والارض هي ستة أيام!
* لا علاقة بين الامرين ، وذلك لان النظرية تقدر عمر الكون كله من لحظة الانفجار العظيم وحتى الآن وهي 13.8 مليار سنة . ولم تتشكل السماء بما فيها من نجوم وكواكب والكرة الارضية مباشرة بعد حدوث الانفجار العظيم فكل هذه الاشياء حدثت بعد تكون جزيئات المادة وتكون الغازات وقد استغرق ذلك مليارات السنين بعد الانفجار العظيم من جهة ثانية فانَّ مدة تخلق السماوات السبع من سماء واحدة ومدة تخلق الكرة الارضية لا تساوي عمر الكون. وحتى تتضح الفكرة اكثر، فعندما نقول انَّ فُلان 23 عامًا فذلك لا يعني انَّ مُدَّة تَخَّلقه هي 23 عامًا فكما هو معروف مدة تخلقه هي 9 اشهر (جنين في رحم امه) .
لإيجاز الفكرة: عمر الكون 13.8 مليار سنة تخلقت في البداية الطاقة وجزيئات المادة وبتقدم الوقت تشكلت السماوات وبضمنها الارض وباقي الاجرام السماوية في 6 ايام قرآنية وتعادل 6000 سنة بشرية.
3- نظرية الانفجار العظيم تتناقض مع ( الرتق والفتق ) المذكورتان في القران الكريم !
*عملية الفتق من الرتق لا تصف الانفجار العظيم ، وانما تصف عملية لاحقة حدثت بعد الانفجار العظيم بمليارات السنين، حين كان الكون عبارة عن سحابات ضخمة من الغازات ، انفصلت ( انفتقت ) كتلة من الغازات من سحابة ضخمة وتكتلت على نفسها لتنشأ منها المجموعة الشمسية وبضمنها الكرة الارضية
4- القرآن يذكر التصاق الارض بالسموات قبل حدوث الفتق، فكيف يمكن لذرة صغيرة مثل الكرة الارضية ان تكون ملتصقة بالسموات السبع الهائلة الحجم !
*الادعاء اعلاه نابع من خلل في فهم الآية الكريمة " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا " الانبياء30.
كلمة (رَتْقًا) تعني التئام ، التحام
وكلمة (فَتَقْناهما) تعني شَققناهما، فصلناهما
الآية الكريمة تقول بان السماوات والارض كانتا جسمًا واحدًا وذلك لا يعني انهما كانا مثل هيئاتهما كما هو الآن. فمادة الارض هي نفسها كانت من نفس مادة السماوات،الكل كان " مرتوقًا " في سحابة دخان غازات السمواتوالارض كانتا جسما غازيا واحدًا من ذلك الجسم حدثت عملية فَصْل " فَتْق" لكتلة غازية تكتلت على نفسها بفعل الجاذبية ونشأت منها اجرام المجموعة الشمسية وبضمنها الكرة الارضية.
5-لا يُمكِن معرفة كيفية حدوث الكون لان القرآن الكريم يقول "مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"
*الاعتراض اعلاه عباره عن تدليس وتشويه لمعنى الآيةالكريمة ، ولو ابرز المعترض الآية السابقة للآية المذكورة ، لظهر المعنى بوضوح وهو أن الآية تتحدث عن ابليس وذريته الذين اطاعهم الكفار . واليكم الآيات (51-50) من سورة الكهف:
50-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْلَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا
51-مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
معنى الآيتين " ما أحضرتُ إبليس وذريته -الذين أطعتموهم- خَلْقَ السموات والأرض، فأستعين بهم على خلقهما، ولا أشهدتُ بعضهم على خَلْق بعض، بل تفردتُ بخلق جميع ذلك، بغير معين ولا ظهير، وما كنت متخذ المضلِّين من الشياطين وغيرهم أعوانًا. فكيف تصرفون إليهم حقي، وتتخذونهم أولياء من دوني، وأنا خالق كل شيء؟ (التفسيرالميسر).
كما ترون، آيات القرآن الكريم لا تمنع البحث العلمي وإعمال الفكر بل بالعكس، هي تدعو الى ذلك واليكم منها على سبيل المثال:
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فقنا عذاب النَّارِ (آل عمران 191).
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).