(غزو وسبي ونهب)
كل فترة نقرأ هذا الكلام هنا وهناك على صفحات مواقع التواصل عن الفتوحات الإسلامية؟ فهل فعلا انتشر الإسلام واللغة العربية بهذه الطريقة؟
موضوع بحاجة لكثير من التفصيل والشرح لايمكن ان نشمله ببوست او تنين...
لكن أولا لنذكر تاريخيا :
في الفترة بين ٥٥٠ قبل الميلاد حتى ٦٣٤ م أي حوال ١١٥٠ عام كنا تحت الاحتلال (اليوناني الفارسي والروماني) ومن قضى على آخر دولة عربية او كلدنية هم الفرس الإخمينيون أو الامبراطورية الاولى( أسسها القائد كورش الكبير احد أعظم القادة في التاريخ ٥٥٠ قبل الميلاد حتى ٣٣٠ قبل الميلاد حيث اسقطها الاسكندر ) , كما أنهم اسقطوا آخر الأسر الفرعونية بمصر ليؤسسوا امبراطورية شاسعة كان لها اثر حضاري إيجابي وسلبي كغيرها، ثم اصطدموا باليونايين والذين قلبو الكفة خلال غزوات الاسكندر المقدوني ودخلت بلادنا تحت حكم اليونان وكان لهم أثر حضاري ايجابي وسلبي كغيرهم، إلى ان أعاد الفرس البارثيين تأسيس انفسهم بالامبراطورية الثانية(٢٤٧ قبل الميلاد الى ٢٢٠ م) وسيطرتهم على العراق وجزء من الشام واصطدامهم مع الرومان لاحقا، وبقيت الكفة متارجحة بين الروم ثم البيزنطيين والفرس الساسانيين(الامبراطورية الفارسية الثالثة ٢٢٠ م حتى ٦٥١ م).
مفهوم الغزو العربي الإسلامي ساقط تاريخيا ولغويا ولا قيمة له لأننا لم يكن لنا بلاد مستقلة ولا حكومة أو حدود او حتى حرية اعتقاد 🤔.
ومن حقيقة في تلك الفترات القديمة لم يكن يوجد قانون دولي وأمم متحدة وكانت أي دولة توسع أراضيها على حساب جيرانها لاسباب مختلفة منها (الامن القومي أو لمنع أي اعتدء على العواصم والمدن الهامة بتوسيع رقعة سيطرتها وهذا ما يسمى بتكتيك الثغور... الخ) فلا يمكن ان نحاسبهم بناء على معاييرنا ولو أردنا الإنصاف يجب أن نضع جميع الحضارات وقتها والأمم بالميزان ونقيم ونحكم ونجد لكل منها سنجد إيجابيات وسلبيات).
في كتابه
A Brief History of Islam in Europe -2014
أحد منشورات جامعة leiden
يقول Maurits Berger
إن انتصارات المسلمين لم تكن مدعومة فقط بعدم قدرة البيزنطيين على القتال ولكن لقلة المقاومة من الرعايا البيزنطيين أنفسهم ففي العديد من الحالات كان الفاتحون الجدد مُرحب بهم بسبب وعودهم بالحرية الدينية بعد اضطهاد القسطنطينية الديني ومعرضتها توجهاتهم الطائفية المسيحية.
هذا يتوافق مع ما قاله ( فيليب حتّى بكتابه تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) :
كان البيزنطيون أكثر جورا واستبدادا في نظامهم الضريبي ولم يحترموا السكان المحليين واظهروا تسامحا أقل بالأمور الدينية.
العهد الروماني تميز باضطهاد المسحييين واليهود عندما كانت الدولة تدين بالوثنية.
ثم اضطهاد المسحيين المخالفين لها بالمذهب.
ويتوافق أيضا مع كلام مارميخائيل السراياني الكبير الذي وصف دخول المسلمين لمصر بطلب من الأقباط انفسهم لتحريرهم من الرومان. (الصفحة كاملة مدرجة مع الصور) وعدل الخليفة عمر بن الخطاب
ولذلك كانت الفتوحات العربية الإسلامية مفاجأة لم يتوقعها احد وقتها لان اقوى دولتين وقتها كانت (فارس وروما) بينما لم يكن عرب الجزيرة شيئا مذكورا
وهذا يتوافق مع قول تقي الدين المقريزي شيخ المؤرخين المصريين (تاريخ الأقباط) بما معناه :
اللغة اليونانية والرومانية كانت اللغات الرسمية للدولة واستعملت بالمدن واقتصر استخدام اللغات المحلية على الأرياف أو الاستخدامات الدينية.
وان اشتغال العرب بالزراعة واختلاطهم بالناس والمصاهرة الذي أدى إلى انتشار الإسلام واللغة العربية بينهم (بشكل رئيسي) والأمر تم بالتدريج على عدة سنوات.... اي لا يوجد إجبار أو غصب بالموضوع وكان حرية دينية من الناس.
هل توجد حالات اضطهاد من حكام مسلمين في فترات الضعف والتفكك ؟ ربما لكنها كانت حالات فردية لم تكن ممنهجة حتى فىفي اوقات الصراع مع الاوربيين الافرنجيين لكن في الحروب يقع ضحايا من كل الاطراف ويُظلم الجميع، في ظل الصراع كان يستخدم الدين كأحد ادواته، مع ذلك لم يكن هناك أي تهجير وقتل وتطهير عرقي في بلادنا كما الحال بأوربا بعد سقوط الاندلس..
كما جا ء في كتاب History of the World Map by Map- 2018
لعدة قرون عاش اليهود والمسلمين والمسيحيي بتعايش حتى القرن ١٤ عندما ظهرت نزعة لتوحيد الديانة وإجبار المسلمين واليهود على اعتناق المسيحية ورغم ذلك، كان هؤلاء المُحولون هدفا للتأكد من إيمانهم بعد إنشاء محاكم التفتيش.
الخلاصة سواء سميته غزوا او لأ ، فكما اسلفنا أن العرب موجودون في هذه البلاد قبل الاسلام بكثير ويمثلون العنصر والإثنية الاكبر كما بينت فحوص ال dna عن اصول العموريين والكنعانيين:
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0092867420305092
عدا وجود الممالك العربية المعروفة (الرها - الانباط - تدمر) ...
يعني نظرية القوم الاصلي والفرعي نظرية نازية ببساطة وساقطة علميا...
بالنسبة لبلاد الشام كانت الخريطة الجينية للشعب السوري خليط من عدة اثنيات هي نفسها منذ ٦٠٠٠ سنة لكن يغلب العنصر العربي العموري ٥٠ بالمئة حملة الجين j1 يليه الكنعاني ٢٢ بالمئة حملة الجين j2 والذين وصفهم هيرودوت بكونهم عرب بطبيعة الحال حتى لو فرضنا خطأ فرضيته لا يغير للواقع ..
كلمة غزو غير منطقية ابدا👍
يعني انتشار الاسلام واللغة العربية كان حرية دينية للناس، ولا يوجد أي إجبار لأحد ولو فرضنا حدثت مخالفات! كم نسبتهم! ١ او ٢ بالمئة 🤔موضوع الجزية او تعريب دواوين الدولة، طعون سخيفة تم الرد عليها مرارا وتكرار.
لكن التركيز لو لاحظنا ان الطعن بعرب القرن السابع حصرا والذي له جذور اوربية قرن اوسطية وقد تكلمنا عنها وعن الاستشراق وما تركه من تأثير سلبي علينا وافكارنا فادى للقسمة وسايكس بيكو ....
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=738860830834323&id=100041312388928
الامر أشبه لما روجت له له فرنسا بالامة اللبنانية الفينيقية المسيحية لتقسيم بلاد الشام سابقا، طبعا مع حترامنا والحب، للجميع لكن يجب دون مراجعة التاريخ الذي انتشر في تلك الفترة وما زال بعض المفتونين ربما لاغراض ساسية يتمسك بتلك النظريات رغم ثبوت خطئها، وخطرها على الاوطان
بص يا عم:
لربنا حكم حتى من المصائب فالعرب عملينا انتهت دولتهم بمقتل المتوكل العباسي آخر الخلفاء الاقوياء وتسلط الاتراك والفرس على مفاصل الدولة ونشوء دويلات منفصلة مفككة لكن بالنهاية من تولى حماية الاسلام هم هؤلاء الشعوب التي تشربت الثقافة العربية الاسلامية واثرت بها طبعا فالايوبيون والزنكيين والمماليك ليسوا عرب عمليا والمغول لاحقا أسلموا رغم كونهم الغالب وليس المغلوب.... وكلنا يعلم أن تاج محل بناه السلطان المغولي المسلم شاه جيهان.
😊
الخلاصة: انتشار الاسلام واللغة العربية او نتيجة تفاعل اجتماعي وانصهار مكونات البلاد بشكل متناغم 👌لنشكل فسيفساء جميلة.