(الرَّد على من يُنكِر وجود الله بسبب وجود الشَّر في حياة البشر )
بقلم : محمد سليم مصاروه
يتسائلُ المُنكرون لوجود الله عزَّ وجلَّ " اذا كان الله موجودًا فلماذا يُوجَد إذًا الشر والمعاناة؟ لماذا هناك قتل ، اغتصاب ، ألم وظلم ؟ اين الله من كل ذلك ؟
الرَّد :
1- لا يُمكن الادعاء ان الله غير موجود لان الشر موجود، فوجود الله لا علاقة له بوجود او عدم وجود الشر !
2- لو انعدَم الشر من الحياة لكانت كل الحياة خيرًا، سعادةً وهناءً - بكلمات أُخرى لو انعدم الشر لكانت الحياة الدنيا هي الجَنَّة ، ولكننا في حياتنا هذه لا نعيش في الجنة !
3- مصدر الشر هو افعال البشر أفرادًا، منظمات ودولًا، ولو منع الله حدوث الشر ، لفقد البشر القدرة والحرية على اتخاذ قرارتهم والتصرف بِحرية، وبحسب عقيدة الاسلام فالانسان مخلوق مُخَيَّر سيحاسبه الله يوم البعث على اعماله التي اتخذها بمحض ارادته ، شرًا كانت او خيرًا فلو منع الله حدوث افعال البشر لن تكون عندئذٍ اي حاجة ليوم حساب وثواب وعقاب جنة او نار !
4- التساؤل عن وجود الشر نابع من اعتبارات اخلاقية وادعاء الالحاد بسبب وجود الشر يُدخِل صاحبه في تناقض فكري صارخ ! ذلك لأنَّ الالحاد تنقصه منظومة اخلاق مطلقة وينقصه العقاب والثواب في الآخرة - فكيف يُمكن إذًا معالجة قضية وجود الشر بالهروب الى الالحاد الذي ليس فيه فرقٌ بين الخير والشر ! بل العكس هو الصحيح ، وجود الشر والظلم يشير الى أنََ الحياة الدنيا ليست هي نهاية المطاف وانما هناك خالق حكيم قدير يُمهِل ولا يُهمِل واليه مسير ومصير كل الخلائق يوم الحساب.
ولو قلبنا و نظرنا في موقف الملحد نرى انه دون ان يشعر يثبت ان الإله هو مصدر خير لو وجد، و ان غيابه يسبب الشر في الوجود...
اليست هذه صرخة من أعماق الفطرة لِمَ لَمْ تهتدي إلى الحق -سبحانه و تعالى- ؟
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة:281)
اللهم الطف بنا