(رد على الشبهات التي تثار حول آية السيف وجهاد الطلب )
عندما ترى ” واقتلوهم حيث ثقفتموهم ” ولا تكمل الآية لترى ” وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ” وتفهم أن الأمر كان رد على عدوان فهذا يعني انك متعامى يا ايها المفتري ..
عندما ترى ” وقاتلوا المشركين كافة ” ولاترى ” كما يقاتلونكم كافة ” فهذا يعني انك متعامي ايضا .. وكافة هذه نفسها تحتمل وجهين .. أن تكون حالا من واو الجماعة فى الفعل وقاتلوا .. يعنى اجتمعوا وتحزبوا لقتالهم كما اجتمعوا وتحزبوا لقتالكم .. ويحتمل أن تكون حالا من المفعول به الذي هو هنا المشركين .. فحتى فى هذه الحالة فهو معاملة بالمثل .. ومن عامل عدوه بمثل ما يعامله به فما ظلمه ..
عندما ترى ” فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ” ولاترى فى الآية التي بعدها مباشرة ” فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ” فهذا يعني انك متعامى ايضا او مدلس
لنكمل لآيات سورة التوبة وآية السيف التي انت تخرجها عن سياقها وتقتطعها على طريقة ولا تقربوا الصلاة وتتغنى بيها ..
الآية التي انت تقولها هى الآية رقم ٥ فى سورة التوبة والتي تقول ” فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ”
الآية التى بعدها مباشرة ” وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ” يعنى لو شخص منهم طلب منك الأمان فأمنه عندك إلى حين أن تعرض عليه دين الله وبعد ذلك أطلقه إلى ما يريد .. والقرآن علل هذا لما قال ذلك بأنهم قوم لا يعلمون .. لأنه كان محجوب عنه العلم بكلام الله والحق من قبل أكابر المشركين .. فانت سوف تعرفه .. هل القرآن ذكر وقال لاتتركه حتى يؤمن ؟ الإجابة لا .. حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه .. يعنى اعرض عليه الدين ثم اتركه .. فلو كانت الغاية من القتال هى الإرغام على الإسلام وليس ردا لعدوان .. كان المفروض ليس تبلغه مأمنه إلا لما يسلم .. لكن القرآن قال بلغه واتركه وشأنه ..
بعد الآية هذه مباشرة هى الآية السابعة : ” إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ”
يعنى لو كان معنى آية السيف اللى بتتغنى فيها أنه يقتل المشركين فقط وليس رد لعدوان ولا لانهم نقضوا عهودهم كان القرآن لم يقل فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم .. لان حتى فى حالة الاستقامة الخاصة به فهو لا يزال مشركا .. فالمفروض يقتل بقى بحسب فهمك الخبيث ..
يعنى فيه طائفة عاهدت على عدم القتال .. ولا تقاتلنا ولا نقاتلك .. إذا الاثنين مالذي يمنعهم انهم يعاهدوك على انهم لا يقاتلونك ولا تقاتلهم .. اليس المفروض هذا امر جيد لو هؤلاء اناس يريدون سلم فعلا .. يبقى عدم معاهدتهم معناها أن هؤلاء اناس لا تريد سلم .. و قال الله ايضا ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ” .. لكن انت لم تعر انتباهك منها لانك متعامى ليس أكتر .. اذا وحتى الناس الذين يوجد عهد بينهم هل سنتركهم لو نقضوا العهد وتحالفوا مع الغير فى ظل الحرب القائمة .. الآية تقول ” فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ” فاين الظلم هنا ممكن ان تشير لي عليه
فى الآية ال ١٢ فى نفس السورة يقول الله ” وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ”
الآية دى وضحت آية الارهاب المزعومة وحددت من ناحية : سبب القتال ومن ناحية تانية حددت غايته وهدفه .. سبب القتال وهو أنهم نقضوا العهد ونكثوا الأيمان .. اذا ما غاية القتال ؟ : كف أذاهم ورد عدوانهم .. ولاجل ذلك قال الله لعلهم ينتهون ليس لعلهم يؤمنون .. ولو عايز توضيح الآية دى كمان فالآية اللى بعدها مباشرة موجودة .. ” ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة ”
طبعا انت لم تقرأ نكثوا أيمانهم هذه ولم ترى وهم بدءوكم أول مرة .. هل تعرف لماذا لم تراها؟ .. لأنك متعامى ايضا .. او مدلس أيهما أقرب إلى قلبك اختر انت ..وانتبه أن الآيتين السابقتين هما الآية رقم ١٢ والآية رقم ١٣ .. وآية السيف التى تقول عليها هى الآية رقم ٥ .. فالمفروض لو انها كان معناها القتل من غير سبب غير لكونه مشرك فقط ما كان ليقول لك فى الآيات التى بعدها إن المشركين المقصود قتلهم هم الذين نكثوا أيمانهم ونقضوا عهودهم وانهم هم الذين بدءوكم .. لكن ربنا فصل الآيات لعلكم تفقهون .. ولتستبين سبيل المجرمين أيضا .. ..
وفى نفس السياق لازم ترى الآية اللى فى نفس السورة ايضا والتى تقول ” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ”
ليه لازم تشوفها فى نفس السياق .. لأنها فى نفس السورة .. والآيات التى حددت دواعى القتال وأسبابه موجودة قبلها ولم تنسى بعد .. فلا داعي ان اعيد واكرر لك مرة ثانية إن علة القتال هى نكث الأيمان ونقض العهد والابتدار بالعدوان .. إذا هو الم يقول قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر من غير تحديد أسباب .. طبعا الأسباب واضحة لكن انت الغبي .. لماذا .. لأنه لو كانت علة القتال هى عدم الإيمان بالله واليوم الآخر اذا المفروض مآل القتال هو رفع علته .. يعنى لا ان تتركه إلا حين يؤمن أو وهو مقتول .. لكن القرآن لم يذكر فيه هذا .. القرآن جعل نهاية القتال هى دفع الجزية عن يد وهم صاغرون .. عن يد هذه يعنى إذا كان مقتدرا على دفعها .. هل فيه دين دموى وعنيف يا المفتري انت سوف يقول لك لاتأخذ منه إلا إذا كان مقتدر
وبعدين هى الجزية هذه مقابل حمايتك وعدم تعرض حياتك لخطر لأنك كده لن يدعك تشارك فى أى حروب وهم صاغرون يعنى وهم خاضعون لحكمك ودولتك .. إين المشكلة وإين الظلم الذي أوقعه عليك
لننتقل لحديث أمرت أن أقاتل الناس .. ولنفترض أنك لاتعرف إن الناس اسم جنس عندما يحلى بالألف واللام إما أن يفيد الاستغراق أى العموم وإما أن يفيد العهد أى الخصوص .. وإفادتها للعهد قد استخدمه القرآن فى غير موضع منها مثلا ” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ” لو كل الناس سوف تقول من الذين سنقاتلهم
ومثل ” وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا ” ومثل فى سورة يوسف ” لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ”
والناس المقصودة هنا هو الملك وحاشيته فقط
وسوف نفترض أنك لا تعرف إن لفظ حتى هو حرف انتهاء الغاية وليس حرفا تعليلا .. سوف فترض أنك لاتعرف كل هذا فضلا عن النص ليس بالضرورة ان يوضح لك كل مرة شروط من يجب قتالهم لأنه ذكرهم لك من قبل كثير .. سنسأل فقط سؤال : ما الذي يجعلك تاخد بالحديث هذا ولا تاخذ بالآيات الاخرى مثل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ” أو مثل ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ” لماذا لم تاخذ بالآيات هذه ممكن تظن بنفسك ذكاء كالعادة وتقول انت لماذا ا خذت من هذه الايات ولم تاخذ بغيرها وتفتكر انك قلبت علي الطاولة .. لا يا هذا أنا أقدر أن اقول لك اخذت بالاثنين بحسب السياق والنظرة التكاملية الشاملة للنصوص وليس بنظرة التجزئة والاقتطاع الخبيثة على طريقة فويل للمصلين .. وصدق من قال ” فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ” تأويله بقى لتطرف سياسي أو دوغما إلحادية .. أيا كان مش هتفرق كتير ..
المعيار القاضى فى هذه القضية حدده الله حينما قال ” وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ”
وحينما قال ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ”
والعلاقة بين المسلم والآخر عموما حددها ربنا سبحانه وتعالى حينما قال ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين .. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولوهم فأولئك هم الظالمون ”
الإسلام ليس متعطشا للدماء كما يزعم عتهك .. ولو كان كذلك لما صفح النبي صلى الله عليه وسلم عن مشركى قريش وهم الذين أخرجوه وآذوه .
بغض النظر عن اقوال المفترين وبغض النظر عما يشيعه الاخرين عن الاسلام الدموي. ولكن ان نصور بأن الجهاد غايته فقط رد العدوان سواء ابتداء او نقضا لعهد. ففيه سوء فهم لحكم الجهاد في الاسلام. ولو كانت القضية دفاعا عن النفس. فلم لم يدافع الصحابة عن انفسهم في مكة رغم شدة ما تعرضوا من تنكيل وتعذيب!
لابد أن نعلم جيدا أن حكم الجهاد وكافة الايات التي ذكرت في المنشور وغيرها انما نزلت بعد ان قامت للمسلمين دولة في المدينة بقيادة رسول الله عليه الصلاة والسلام وتشكل هذه الايات مع اقوال وافعال النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة للحرب والسلم والعلاقات المتبادلة مع الدول الاخرى منهاجا تاما يجب ان تسير دولة الاسلام وفق شروطه واحكامه المفصلة لدى علماء الاجتهاد.
كما نعلم بأن كل حكم شرعي له طريقة شرعية لتطبيقه كالصلاة وكيفية ادائها وكذلك الصيام والحج واقامة شرع الله بالاضافة الى حكم (فتح البلاد وايصال الاسلام للعباد وانزال حكم الاسلام عليهم) وهذا الحكم له طريقة شرعية محددة وهو الجهاد. ولذلك عرف الجهاد بأنه ازالة الموانع المادية لوصول الاسلام للناس. وغالبا ما يمنع وصول الاسلام للامم الاخرى هم حكام وجيوش هذه الامم. وبالتالي مقاتلة هذه الجيوش (في حال رفضها للاسلام او الجزية) واجب على دولة الاسلام كونها تقف مانعا امام ايصال دعوة الاسلام الى هذه الشعوب.
اذن الجهاد طريقة شرعية لازالة الموانع المادية امام الدعوة للاسلام وهو ما يسمى بجهاد الطلب كما اصطلح الفقهاء على تسميته. اما ما يسمى بجهاد دفع الصائل او رد العدوان فهو فرع عن الجهاد الاصل وليس الاصل فيه كما يريد علماء الاسلام اليوم ايهامه للغرب خشية منه. وهو حصر الجهاد في رد العدوان وردا على نقض العهد!
نعم الاسلام ليس دمويا ولسنا بصدد نشره بالسيف. ولكن من يريد ان يقف عائقا امام دعوة الناس لهذا الخير العظيم ويمنع وصوله اليهم فحينها لابد من السيف لازالة هذا المانع.
طبعا عندما نتكلم عن الجهاد الشرعي فاننا نتكلم عن نظام دولة اسلامية حقيقية تطبق احكام الاسلام على الوجه الصحيح وتتعامل مع العالم وفق سياسات شرعية. فلا تعتمد على السيف والقتال دوما وانما تنتهز الفرص وتدرس الخيارات وفق ظروف وحنكة سياسية. المقصد ان التفكير السياسي على اسس شرعية هو ما تقوم عليه دولة الاسلام الحق. ولنا في سيرة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام خير قدوة للرجل السياسي والقائد العسكري.
الخلاصة المنشور ليس لجعل الجهاد محصورا في رد العدوان او رد نقض العهد وهذا غير صحيح وهو فرع من المعنى الاصيل للجهاد في الاسلام. وقد وضحناه آنفا.
شبهة جهاد الطلب
الرد:
في البداية؛ جهاد الطلب هذا فهم وليس نص، فلم ترد آية فيها لفظة “جهاد الطلب”، ولم ترد هذه اللفظة هكذا في أي حديث صحيح أو ضعيف أو موضوع،اما جهاد الطلب هو تطبيق لما قام به الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم وعليه سنوضح الاتي
الجهاد مقسوم قسمين :
الأول : قتال من يريد مهاجمة المسلمين في بلدانهم ، وبسط نفوذ الكفر وأهله على بلاد المسلمين ، وهذا جهاد الدفع عن ديار الإسلام . وهذا موجود في كل دولة عرفها التاريخ ، أيا كان ملتها ، وإلا لما كانت دولة أصلا ، ولا سلطان .
والثاني : قتال من صد الناس عن دين الله ، ومنع المسلمين من الدعوة إلى دين ربهم ، ونشر نوره ليراه من طلب الهداية من البشر ، أو منع غير المسلمين من التعرف على هذا الدين ، أو الدخول فيه إذا رغبوه . وهذا جهاد الطلب ، وكلاهما جهاد مشروع .
اما الاول فهو لحماية النفس من القتل واما الثاني لحماية الناس من ان يرموا في نار جهنم فنحن لا نحب ان ترمى الناس في النار وانه احب علينا ان يؤمن شخص واحد من ان يقذف الى النار …
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله – أيضاً – : ” القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله ، كما قال الله تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة/ 190 ” . انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 28 / 354 ) .
فجهاد الطلب لإظهار الدين وتعليم الناس الدين فاذا رفض الآخر وجيش الجيوش وحال بين المسلمين وقلوب العباد قاتلهم المسلمون حتى يحطموا شوكته وينتشروا في بلاده وليصبحوا اقرب لقلوب الناس وينشروا الدين فيه ولنا في مصر خير مثال وورددنا على كل الشبهات المثارة حول فتح مصر في منشورات سابقة …ولو كان جهاد الطلب الغرض منه القتل والغزو لقلبوا مصر عاليها سافلها ولكن هذا لم يحصل بكل الفتوحات التي كانت من خلال جهاد الطلب …ومن امثلة ان الجيوش الاسلامية لم تقاتل الا من حال بهم نشر الدعوة في الحبشة فلم يقاتلوا الا القراصنة الاحباش الذين هجموا على سفن المسلمين فجهاد الطلب لحماية الناس من الجهال اصحاب الجيوش الذين لديهم سلطة ولايريدون للناس ان يعرفوا الحق حتى لايكون للناس حجة اننا لم نكن نعلم بسبب هذه الجيوش فالمسلمون يحطمون هذا العائق اذا وقف بوجههم وينشرون الدعوة هذا كل مافي جهاد الطلب باختصار