التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فمن خلق الخالق ؟


 فمن خلق الخالق  ؟ 

بقلم : عبدالله محمد (طبيب اسنان)


حين تناقش ملح،دا ثم تثبت له ان الكون لابد له من وجود خالق لان الكون حادث (له بداية) ولكل حادث محدث (خالقفيسألك ومن أحدث (خلق ) الخالق؟!

اولاً : هذا السؤال (من خلق الخالق) يجب ان تسأله بعد ان تؤمن بوجود خالق للكون اما اذا لم تؤمن فلا فائدة من السؤال لانك حين تطرحه فهذا اعتراف ضمني منك بوجود الخالق فكيف تستفسر عن مصدر شيء لا تقر بوجوده ..!!


ثانياً:هذا السؤال من حيث المنطق يوقعك في مغالطة منطقية  هي "مغالطة الاستدلال الدائري" بحيث تكون النتيجة (هنالك خالق) هي نفسها مقدمة السؤال (من هو الخالق الذي خلق الخالق ؟) وبذلك تنفي النتيجة التي وصلت اليها بشكل حتمي الا وهي ان للكون خالق  . 


ثالثاً: الخالق لا تنطبق عليه قوانين مخلوقاته وهذا بديهي لأنك عندما تعتبر أن الخالق لابد ان يكون مخلوقا من خالق أخر هو فصل لصفة كونه خالق عن صفة أزليته فلا بداية له و لا نهاية له... لأنه الاول الذي أوجد و بدأ وجود كل شيء.. فليس من المعقول أن يكون وجد بسبب عامل أخر سبقه و خلقه.. فالأزلية صفة ملازمة لصفة الخالق و من يجرده منها فهو يتعامل مع الخالق بتصوره .. للمخلوق  الذي يتطلب موجد له  وهذا ما يعرف في المغالطات المنطقية بإسم مغالطة أنسنة الأشياء ويمكن تخصصيها ب (أنسنة الإله ) وهي ان تُسقط صفات الانسان على غير الإنسان)


حتى الخلق بدرجة التقدير (توظيف الموجودات عبر تحويلها ودمجها و فصلها ) لا يكون فيها الصانع مكونا فيما يصنعه بنفسه و الا قلنا : فمَن الذي طبخ الطباخ؟ ومَن الذي دَهن الدهّان؟ 

فالخالق من البديهي أنه موجِد الزمان والمكان فلا تنطبق عليه قوانين هو الذي أوجدها سبحانه

فمن أوجد قواعد الفناء لم يقيد  نفسه بها.. فأنت كإنسان محاط بعوامل فناء لو تقدم العلم و ازال بعض من قواعد الفناء مثل الشيخوخة و المرض فسوف يزداد طول الأعمار فلا تمرض ولا تشيخ فما بالك بمن يحيط بكل شيء علما و هذا ما يجعل الخالق غير مقيد بما خلقه بعلمه و نحن كبشر ببعض العلم نتجاوز الامور اي ان العالم المقتدر لا يقع فيما يقع فيه الجا،هل العاجز


***الله عز وجل هو خالق السببية ( أي لكل سبب مسبب) فمن البديهي أن الله عز وجل لا تنطبق عليه قوانين هو من أنشأها فالسببية من قوانين الكون والذي عمره حوالي 13.8 مليار سنة فقبل هذا الكون لا وجود للقوانين فالاحتجاج بها على الخالق هو ضرب من العبث


رابعاً: كل شيء حادث له محدِث، هذا صحيح؛ وليس كل محدِث له محدِث و الخالق عز وجل محدِث و ليس حادثاً .


خامساً : من ناحية علمية يجيب عن هذا  السؤال (فرانك تورك) (FrankTurek) قائلا: هذا سؤال عظيم تحول إلى سؤال سيئ؛ لأننا نعتقد منذ وقت طويل أن الإله غير مخلوق، إذن لا بداية له، يجب أن يكون هناك مسبب أول لا سبب له، وهناك احتمالان

١- إما أن الكون هو المسبب الأول الذي لا سبب له.

۲- أو أن شيئا وراء الكون هو المسبب الذي لا سبب له.

كل الأدلة - الفلسفية والعلمية - توضح أن مادة الكون والزمن لها "بداية"، وبتعبير آخر: الكون له سبب، وله بداية، وهذا ما يعني أن ما هو خارج الكون يجب أن يكون متعاليا عن المكان والزمان ولاماديا، وهو المسبب الأول، وبالتالي إذا كنت متعاليا عن الزمان. فهل لك سبب؟ لا، أنت أزلي!

إذن من خلق الكون هو المسبب الأول الذي لا سبب له.


سادساً : من ناحية اخرى فهذا السؤال يخالف قاعدة منطقية شهيرة تقول (التسلسل في الفاعلين يؤدي بالضرورة إلى عدم حدوث الفعلونعطي مثالا على ذلك حتى يتضح مقصد هذه القاعدة

لو ان هناك جنديا يقف امام حائط وقد اطلق رصاصة على هذا الحائط و قلنا ان هذا الجندي كان ينتظر الامر من قائد وهذا القائد.. ينتظر الامر من قائد اكبر منه.. وهذا القائد الاكبر  ينتظر الامر من اكبر منه ايضا و هكذا الى مالا بداية.. فما كانت الرصاصة لتخرج اصلا لأننا سنظل ننتظر الأمر من قائد لا نصل له ...ولكن الواقع ان الرصاصة خرجت بالفعل فلابد إذاً ان نصل الى قائد اول (مثلا رئيس الجمهورية) معطي اول للقرار لم يأخذ القرار من احد اكبر منه ، فوجود الرصاصة على الحائط يجعل من وجود القائد الأول ضرورة عقلية وليس مجرد احتمال .

كذلك نحن المخلوقات مثل الرصاصة لو افترضت ان وجود الخلق يتوقف على خالق و وجود هذا الخالق متوقف على خالق اخر يخلقه و وجود هذا الخالق ايضا يتوقف على وجود خالق اخر يخلقه الى مالا بداية فما كنا لنُخلق اصلاً ولكن الواقع اننا موجودون ومخلوقون إذاً فلابد من خالق اول واجب وجود ، وذلك يتوافق مع كوننا موجودين.! ، فوجودنا يجعل من وجود الخالق الأول الأزلي ضرورة عقلية وليس مجرد احتمال ، فإن لم يكن أزليا فما كنا لنُوجَد


و منه فور ما تقر بوجود الخالق ..و تصفه بصفة الخالق.. يترتب عن هذه الصفة - منطقيا لأن الصفة تتبع الموصوف- أن هذا الخالق الذي نتحدث عنه هو ذلك الأول الذي ليس قبله شيء ..و ليس كمثله شيء من المخلوقات لأنه مميز و تميزه أساسا هو ما يضع خطا فاصلا بين الخالق و المخلوق ...و هو من أوجد كل شيء لأنه لم يسبقه شيء .

المقالات الأكثر رواجا

معاني كلمات القرآن الكريم - سورة مريم

بسم الله الرحمن الرحيم نرفق لكم أخوتنا الكرام ملف كامل عن معاني الكلمات مع لطائف شرح و تفسير الآيات لسورة مريم في  القرآن الكريم يمكن تحميلها عبر هذا الرابط

الرد المبين على افتراءات مقالة أخطاء القرآن العلمية والردود الصلعمية الفاشلة عليها

الرد المبين على افتراءات مقالة أخطاء القرآن العلمية والردود الصلعمية الفاشلة عليها  هنا تجدون ردود على مجموعة أكاذيب وافتراءات ضخمة جمعها اعداء الاسلام، في سبيل الافتراء على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والادعاء انهما يحتويان على أخطاء علمية. اسم مجموعة الافتراءات والأكاذيب " أخطاء القرآن العلمية والردود الصلعمية الفاشلة عليها " وقد أبقيت على كل افتراء واتبعته بردٍ يليه . راجيًا أن يكون ذلك في ميزان حسناتي وحسنات أهلي، ولا تنسوني من دعائكم ( محمد سليم مصاروه - صيدلي وماجيستير في علوم الأدوية ) أخطاء القرآن العلميّة و الردود الصلعميّة الفاشلة عليها : الافتراء : 1 - زوجيّة الأشياء في القرآن : مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ / الذاريات : 49 وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ / الرعد : 3 حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ / هود : 11 و اذا طبقنا هذه الآبات وجدنا فيها شيئاً من التناقض مع الوقائع المكتشفة عل

الرد المبين على الإفتراء في مقالة أخطاء القرآن العلمية

تجدون في أسفل المقالة رابط تحميل ملف نصي لردود على مجموعة أكاذيب وافتراءات ضخمة جمعها اعداء الاسلام، في سبيل الافتراء على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والادعاء انهما يحتويان على أخطاء علمية. اسم مجموعة الافتراءات والأكاذيب " أخطاء القرآن العلمية والردود الصلعمية الفاشلة عليها " وقد أبقيت على كل افتراء واتبعته بردٍ يليه . راجيًا أن يكون ذلك في ميزان حسناتي ، ولا تنسوني من دعائكم (محمد سليم مصاروه - صيدلي وماجيستير في علوم الأدوية ) للتحميل انقر هنا

الرد على الإفتراء القائل بأن هناك أخطاء حسابية في توزيع الميراث في القرآن -العول

الرد على الافتراء القائل بأن هناك أخطاء حسابية في توزيع الميراث في القرآن -العول بقلم محمد سليم مصاروه يفتري المستلحدون واعداء الإسلام على القرآن الكريم ويزعمون أن القرآن فيه أخطاء حسابية حول تقسيم حصص الميراث ويتمادون في كذبهم فيَدَّعون أن القرآن من تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم) وأنه أخطأ حسابياً في تحديد الحصص وذلك لأنه في حالات مُعَيَّنة يكون مجموع حصص الورثة أكثر من ١٠٠٪؜ وفِي حالات أخرى يكون أقل من ١٠٠٪. والحقيقة أن من يشكك في القرآن الكريم فهو أكثر من مدعو إلى أن يحاول أن يكتب شيئًا مثل القرآن الكريم وليقدم لنا  إبداعاته! على كل حال، حدَّدت آيات القرآن الكريم مقدار حصص الوارثين المحتمل وجودهم على الغالب أثناء تقسيم الميراث، فمثلاً ترث الأخت نصف مقدار الأخ الشقيق ولكن هناك الكثير من الاحتمالات لوجود عدة أنواع من الورثة في نفس الوقت مثل (أخ، أخت، عّم، جد حفيد وكذا) وبطبيعة الحال ليس من المعقول افتراض تفصيل آيات القرآن الكريم لكل الحالات التي فيها تراكيب مختلفة من الوارثين، وإلِّا لصار القرآن مُجَلَّدات من الحسابات والمعادلات الرياضية وعندها سيكون سُمْكُه مثل

الرد على الافتراء القائل بان في القرآن خطأ علمي حين قاليَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ

  الرد على الافتراء القائل بان في القرآن خطأ علمي حين قال "يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" وكذلك السنة الشريفة أخطأت بشأن كيفية تحديد جنس الجنين  بقلم:محمد سليم مصاروه  نعرض عليكم الافتراء اولًا يتبعه الرد: الافتراء: يقول : "خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ / الطارق: 6 - 7 شرح المفسرين : ‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=38118‬ الإنسان لا يخلق من ماء المرآة ومن المعروف طبيّاً أن اتحّاد البويضة داخل الرحم مع نطفة واحدة من الرجل هو من يكوّن الجنين ثانياً ذلك الماء لا يتكوّن من المنطقة الصدرية عندها ( الترائب ) , و لا يتكون مني الرجل من منطقته الصدريّة أيضاً ( الصلب ) هو يتكون في الخصيتين خارج البطن بعيداً عن منطقة الصدر !! وهذا ايضاً حديث صحيح يوضح مقصد الآية اكثر :" ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله " صحيح مسلم ‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=sh

من هو العزير الذي قالت عنه اليهود أنه ابن الله ؟

من هو العزير الذي قالت عنه اليهود أنه ابن الله ؟  بقلم : محمد سليم مصاروه هو عزرا بن يوسف او عزرا الكاتب עֶזְרָא הַסּוֹפֵר  (باللاتينية: Esdras) 480-440  ق.م هو أحد أنبياء اليهود (وفقاً للعهد القديم وليس هناك تأكيد او نفي لذلك في القرآن والسنة ) كان موظفًا في بلاط إمبراطور الفرس (ارتحتشستا) ومستشارًا له في شؤون الطائفة اليهودية وكان ملماً بالتوراة ومدرساً لتعاليمها وكذلك كان كاتباً ماهراً للنصوص الدينية وقد تمكن عزرا  من أن ينال عفو الإمبراطور عن اليهود وسماحه لهم بالعودة إلى القدس وإقامة حكم ذاتي لهم، فقاد مجموعة يهود المنفى في بابل إلى  القدس وهناك  فرض احترام التوراة وأعاد تعاليمها وطهر المجتمع  اليهودي من الزواج المختلط، ولهذه الأسباب يحتل عزرا الكاتب مكانه عاليه جداً في الإرث الديني اليهود وقصته  مذكوره في ( سفر عزرا ) في العهد القديم ونجد في ملاحق الشروحات اليهوديه للمشناه والمعروفه باسم ( توسفتا ) תוספתא نجد رأياً يُزعم ان عزرا الكاتب كان مستحقاً لان تتنزل عليه التوراه لولا ان موسى عليه السلام سبقه ! כי ראויה הייתה התורה להינתן על ידיו, אלא שבא משה רבנו וקדמו كذلك  هناك

معاني كلمات القرآن الكريم - سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم نرفق لكم أخوتنا الكرام ملف كامل عن معاني الكلمات مع لطائف شرح و تفسير الآيات لسورة البقرة في القرآن الكريم يمكن تحميلها عبر هذا الرابط