(نظرية التطور تتناقض مع قوانين التيرموديناميكا)
تتناقض خرافة للتطور مع قوانين الفيزياء وسنستعرض القوانين اولًا ثم نبين التناقض
الشمس والنجوم الأخرى تحترق وتبعث بكميات هائلة من الطاقة الحرارية والاشعاعية والضوئية إلى أغوار الكون ، ولكن لا يمكن توقع رجوع هذه الطاقات الهائلة إلى الشمس وإلى النجوم الأخرى بحركة تلقائية . إن تركت أي شئ مدة معينة أسرع إليه التلف . . لو تركت قطعة لحم أو كمية من الفاكهة أو الطعام تراه يفسد بعد مدة معينة ، وتضطر إلى اتخاذ تدابير معينة للحفاظ عليه من الفساد ( كأن تضعه في ثلاجة ) ، وحتى هذا التدبير لا ينفع إلا مدة معلومة فقط ، وإن تركت بيتا أو قصرا أسرع إليه البلى بعد سنوات . . وهكذا . . فكل شئ يسير في اتجاه واحد نحو البلى والتحلل والفساد . الإنتروبيا ، ولكي يستطيع العلماء شرح مفهوم النظام أو الفوضى في الكون أو في أي منظومة ( System ) فقد استعانوا بمصطلح ( الإنتروبيا ) ( Entropy ) ( 3 ) . فالإنتروبيا تشير إلى مقدار الفوضى ، أي مقدار الطاقة التي لا يمكن الاستفادة منها ، لذا يعرف القانون الثاني للديناميكا الحرارية بأنه قانون زيادة الإنتروبيا . يقول البروفسور ( ف . بوش ) : ( تحدث جميع التغيرات التلقائية بحيث تزداد الفوضى في الكون ، وهذه ببساطة هي صيغة القانون الثاني مطبقة على الكون ككل ). يقول العالم الأمريكي " إسحاق أزيموف " Isaac Asimov : ( حسب معلوماتنا فإن التغيرات والتحولات بأجمعها هي باتجاه زيادة " الإنتروبيا " ، وباتجاه زيادة عدم النظام وزيادة الفوضى ، ونحو الانهدام والتقوض ). ويتناول الموضوع نفسه في المقالة نفسها بشكل أكثر تفصيلا فيقول : ( هناك طريقة أخرى لشرح القانون الثاني ، وهي أن الكون يسير بوتيرة ثابتة نحو زيادة الإنتروبيا ، ونحن نرى تأثير القانون الثاني حوالينا في كل شيء ، فنحن نعمل بكل جد لكي نرتب غرفة وننسقها ، ولكن ما أن نتركها لشأنها حتى تنتشر فيها الفوضى من جديد بسرعة وبكل سهولة ، حتى وإن لم ندخلها ، إذ سيعلوها الغبار والعفن ، وكم نلاقي من الصعوبات عندما نقوم بأعمال صيانة البيوت والمكائن وصيانة أجسادنا ونجعلها في أفضل وضع ، ولكن كم يكون سهلا تركها للتلف وللبلى ، والحقيقة هي أن ما يتعين علينا عمله هنا هو لا شئ ، فكل شئ يسير ذاتيا نحو التلف ونحو الانهدام ونحو التفكك والانحلال والبلى ، وهذا هو ما يعنيه القانون الثاني ).
نستطيع تلخيص القانون الأول والقانون الثاني في الشكل التالي : يقول العالم التطوري " جيرمي رفكن " Jeremy Rifkin عن القانون الثاني : ( لقد قال " البرت آنشتاين " : إنه أي هذا القانون القانون الأساسي للعلم بأجمعه ، وأشار السير " آرثر أدنجتون " إليه باعتباره القانون الميتافيزيقي للكون بأجمعه ). إذن فإن هذا القانون الشامل يؤكد أن جميع التغيرات والتبدلات الحادثة والجارية في الكون تسير نحو زيادة " الإنتروبيا " . . أي نحو زيادة الفوضى ، ونحو زيادة التحلل والتفكك . .
أي أن الكون يسير نحو الموت ، والفيزيائيون يقولون : " إن الكون يسير نحو الموت الحراري " . ذلك لأن انتقال الحرارة من الأجسام الحارة ( من النجوم ) إلى الأجسام الباردة ( الكواكب والغبار الكوني مثلا ) سيتوقف يوما ما عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والأجسام في الكون . .
في هذه الحالة يتوقف انتقال الحرارة بين الأجسام ، أي تتوقف الفعاليات بأجمعها . .
وهذا معناه موت الكون .
نستطيع أن نجمع معا نظريتي فرضية التطور وعلم الفيزياء ، في شكل بياني واحد : إذن فهناك تناقض تام بين النظرتين : تقول فرضية التطور إن التغيرات والتبدلات الحاصلة في دنيانا وفي الكون تؤدي إلى زيادة التعقيد وإلى زيادة النظام ، أي هناك تطور متصاعد إلى أعلى بوتائر مستمرة .
أما علم الفيزياء فيقول إن جميع التغيرات والتبدلات الجارية في الكون ( وفي دنيانا ) تؤدي إلى زيادة ( الإنتروبيا ) ، أي إلى زيادة الفوضى والتحلل والتفكك . .
أي أن الكون لا يسير نحو الأفضل ونحو الأحسن ، بل يسير نحو الأسوأ ونحو الأسفل ، أي يسير إلى الموت ، وأنه لا توجد أي عملية تلقائية تؤدي إلى زيادة النظام ، وإلى زيادة التعقيد والتركيب .
ويتبين من هذا أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء ، مع أن جميع التطوريين يلجؤون إلى الزمن لتفسير جميع الاعتراضات والمصاعب التي تواجه فرضية التطور ، فعندما تستبعد قيام الصدف العمياء بإنتاج كل هذا النظام والتعقيد والجمال الذي يحفل به الكون يقولون لك : " ولكن هذا الأمر لم يحصل خلال مليون سنة ، بل خلال مئات بل آلاف الملايين من السنوات " ! كأنهم عندما يذكرون شريطا طويلا من الزمن يحسبون أنهم يحلون بذلك جميع المصاعب ويقدمون حلا لجميع المعجزات التي يحفل بها الكون !
وهذا جهل ، بل جهل مركب ، ونحن ندعو هؤلاء إلى تصفح بعض كتب الفيزياء لكي يعلموا أن الزمن الذي حسبوه عامل بناء وتطوير ، ليس في الحقيقة إلا عامل هدم وتحلل وتفكك ! فإلى جانب أي نظرة نقف ؟ ! أنقف بجانب فرضية ( أو نظرية في أحسن الأحوال ) لم تثبت صحتها حتى الآن ، والتي يعارضها العديد من العلماء ؟ ! أم نقف بجانب قانون علمي ثابت بآلاف التجارب المختبرية ( كل جهاز مستعمل شاهد على صحة هذا القانون ) والذي يقبله جميع العلماء دون أي استثناء ؟
إذن ففرضية التطور تصادم العلم في صميمه . .
إذن لا يمكن حدوث أي تطور نحو الأفضل في عالم يسير في جميع فعالياته وحركاته وتبدلاته نحو التفكك والانحلال . إذن فالتطور مستحيل من الناحية العلمية. (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )) (الأنبياء:18)
الهوامش :
1- انظر : Th . Dobzhancky ز Changing Man س Science vol . 155 no 3761 ، 1967 p . 40
2- أنظر : " أساسيات الفيزياء " تأليف ( ف . بوش ) ترجمة الدكتور سعيد الجزيري والدكتور محمد أمين سليمان صفحة 328 .
3- الإنتروبيا : كلمة يونانية الأصل تعني " الاتجاه أو الانكفاء نحو الداخل Turningnward.
4- المصدر السابق صفحة 352 .
5- أنظر : Isaac Asimov ز Can Decreasing Entrop Exist in The Universe Science Digest . May 1973 ، p . 67 .
6- المصدر السابق
7- أنظر : Jermy Rifkin ز Entropy A New world view س Newyork ، viking press ، 1980 p . 6 .
ودتم في رعاية الله