(انجذاب النحل الى الازهار يدحض خرافة التطور )
بقلم: محمد محمود
مهابط الطائرات: كلنا يعلم أن النحل يحصل على الرحيق الضروري له من الأزهار ولكن الكثير لا يعلمون أن الأزهار فيها علامات غير مرئية للبشر بل يراها النحل فقط و تمثل أماكن مخصصة لهبوطه.
كيف؟ بسيطة: أخطاء فى نسخ الحمض النووى للنبات تصادف أن غيرت توزيع الألوان لتصنع هذه المهابط الأنيقة و تصادف طبعا أن جعلت ألوان المهابط تعكس الأشعة فوق البنفسجية أكثر من أى شئ اخر حتى تميزها عن ما حولها ثم تصادف أيضا أن أخطاء نسخ الحمض النووى على الجهة الأخرى عند النحل جعلت عيونه تميز الأشعة فوق البنفسجية فيرى المهابط التى لا يراها غيره.
و طبعا كما يعلم أى شخص يصدق المادية/الطبيعانية التى تسمى نفسها كذبا "العلم" فان الرحيق قد طورته الأزهار بسلسلة من أخطاء نسخ الحمض النووى كجزء من "استراتيجية" جذب النحل فى اطار "تطورهما تشاركيا" coevolution و أن حسابات الربح و الخسارة تجعل النبات يستثمر موارده فى الرحيق ليجذب النحل مقابل التكاثر لأن النحل ينشر حبوب اللقاح مكسب للطرفين...أنا لا أمزح أو أسخر بل هذا هو التفسير المادى اللاغائى (يسمى عادة كذبا بالتفسير العلمى) الذى يتحفنا به أحد أكبر دارسى النحل فى العالم و مؤلف كتاب The Buzz about bees و الذى تقول مقدمة الترجمة الانجليزية له أن أحد أهدافه أن يقنعك بعدم وجود تصميم فى الكائنات الحية...المقابل كما هو واضح أن يقنعك أن النباتات تضع استراتيجيات و خطط تسويق لجذب الزبائن و تحسب حساب الربح و الخسارة!!! و كأى مكان لتقديم الخدمات فان شركة النباتات تحاول تقديم خدمات أفضل لاجتذاب الزبائن لذلك فقامت بوضع علامات تعمل كمنصات هبوط للنحل حتى يهبط فى الموقع المناسب تماما لامتصاص الحيق.
كم هى رائعة و متناسقة و متكاملة تلك الصدف المسماة استراتيجيات التطور المتشارك. و طبعا من أجل زيادة الأرباح و تقليل التكلفة أشارت بعض التجارب أن النباتات تلتقط الترددات الناتجة عن طيران النحل فى محيطها و تستجيب بزيادة انتاج و تركيز الرحيق
Marine Veits et al., "Flowers respond to pollinator sound within minutes by increasing nectar sugar concentration" Ecology Letters Volume22, Issue9 September 2019 Pages 1483-1492
و على الجانب الاخر من "الصفقة" نجد النحل يمارس ما يسمى flower constancy و هو سلوك يجعل النحلة عندما تبدأ رحلتها فى الجمع على زهرة معينة تميل أكثر الى زيارة زهرات من نفس النوع أثناء هذه الرحلة و هذا مفيد جدا للنبات اذ يقلل من اهدار حبوب اللقاح على أزهار نباتات أخرى لا يتكاثر معها...طبعا اياك أن تقول أن هذه أدلة على مصمم يصمم أنظمة تعمل معا فهذه خرافات دينية غير علمية: لابد أن هذا هو الشرط الذى اشترطه النبات على النحلة أثناء مفاوضات ابرام الصفقة و وضع الاستراتيجية...أو ربما هى أخطاء النسخ التشاركية التى حدثت لدى كل منهما ليفيد الاخر...التطور المتشارك انه رائع!!! هل رأيتم أيها الخلقويون أننا لسنا بحاجة الى التصميم أو افتراض وجود خالق؟
للتوسع أكثر فى سلوكيات الحشرات الاجتماعية المبهرة بالمصادر: https://illadinstormrage.wixsite.com/molakhasat/post/الفطرة-الحيوانية-خوارزميات-التعاون-و-ادارة-المستعمرات
صورة للزهرة كما يراها الانسان (يسار) و كما تراها النحلة بالمهابط المخصصة (يمين - بكاميرا حساسة للأشعة فوق البنفسجية)