(تشفير الجينات من بديع صُنع الخالق )
بقلم : المهندس ماهر بقجه جي
كل كائن حي يخرج إلى الوجود يكون مرسوم كمخطط وراثي بكل صفاته وخصائصه ومحشور في نطفة صغيرة لاترى إلا بالمجهر أو محشور في بيضة أو في بذرة نبات هناك كان أصلك كمخطط إنشائي وتشكيلك الذي ينتظر الخروج إلى الوجود لتوفر الظروف المناسبة ثم تتم ترجمة هذا المخطط المشفر الى كائنات نباتية وحيوانية مصنوعة من بروتينات من لحم ودم وعظم
الشيء المذهل والذي لايعرفه الكثير من البشر أن كل شيء في هذا الكائن مرسوم كجينات على تلك الأشرطة الوراثية وكأنها برامج حاسوب تنتظر الترجمة والتنفيذ والتصنيع ولكن أكثر الناس التي تعرف قيمة الذكاء المزروع في ألاف الجينات الوراثية التي تحتويها تلك الأشرطة من ال DNA هم المبرمجون العباقرة الذين اشتغلوا بالبرمجة وكأن الأشرطة الوراثية هي مخططات مشفرة كبرامج حاسوبية لكل جين بداية شيفرة ونهاية شيفرة start stop ومنطقة تنظيم تدعى بروموتر promoter تدل إنزيمات النسخ والترجمة أين بداية الجين المطلوب نسخه بالتحديد من آلاف الجينات
أنظر الصور المرفقة للبرمجة الذكية لشيفرة صنع الحياة والكائنات الحية بكل خواصها الشكلية واللونية والطعم والرائحة في الطيور الجميلة والفراشات الملونة ورائحة الفاكهة وطعمها اللذيذ والمبرمجون العباقرة هم الذين يقدرون عظمة برمجة الشيفرات التي صنعت الحياة وهي لغة مشتركة لكل الكائنات الحية
أنظر الصورة لتركيب الجين المسؤول عن إظهار صفات الكائنات والحياة بكل خواصها الذكية وكأننا أمام برنامج حاسوبي كتبها عباقرة المبرمجون
فكيف لاتحتاج صنع كل هذه الحياة إلى عبقرية البرمجة والذكاء الخارق؟!
يقول العبقري بل غيتس أن كل البرامج التي كتبها عباقرة البشر في الحواسيب هي برمجة بدائية لن تصل لعبقرية برمجة وتشفير صنع الحياة المعقدة والمذهلة
الشيء المعجز أن برامج الحواسيب هي للتنفيذ فقط أما شيفرة الحياة هي نسخ وترجمة وتصنيع الحياة لكائنات ليست جامدة هي تتحرك بكل رشاقة لتعطي للحياة دمائها وحركتها وروحها
المصيبة يأتيك شخص جاهل بكل هذه العلوم والبرمجيات ويجهل كل التفاعلات الكيمائية المرسومة بكل خطوة من خطواتها التي صنعت هذه الحياة المعجزة الدقيقة والمعقدة وبكل بساطة يقول لك احتمالات عشوائية ونتيجة صدف لانهائية عمياء بلهاء مع الوقت تأتي من خلالها معجزة الحياة