غزوة أُحُد
بقلم: محمد سليم مصاروه
هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون بقيادة ﷺ مع قريش. وقعت المعركة في أحد السفوح الجنوبية لجبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، حدثت بعد عام واحد من غزوة بدر في السابع من شوال في العام الثالث للهجرة 625 م قاد قريش أبو سفيان بن حرب.
كان السبب الرئيسي للغزوة هو رغبة قريش في الانتقام من المسلمين بعد أن ألحقوا بها الهزيمة في غزوة بدر واستعادة مكانتها بين القبائل العربية التي تضررت وكذلك رغبتها في ايقاف تنامي قوة المسلمين والتي شكلت تهديدا لطريق قريش التجاري إلى بلاد الشام.
جيشت قريش افرادها وحلفائها من خارج مكة وارادوا مباغتة المسلمين في المدينة المنورة. ولكن الرسول ﷺ علم بالخبر من مبعوث ارسله عمه العباس والذي كان آنذاك من كفار مكة. بلغ عدد المقاتلين من قريش وحلفائها حوالي 3000، في حين كان عدد المسلمين حوالي 1000، ولكن انسحب منه قبل أن يدخل أرض المعركة 300 من المنافقين، ليصبح عددهم 700 مقاتلًا.
وضع ﷺ خطة الحرب بان يكون جبل أحد في ظهر جيش المسلمين ووضع حُماة لظهر الجيش وهم 50 من الرُماة المهرة على هضبة عالية مشرفة على أرض المعركة (جبل عينين)، وأمرهم النبي أن يبقوا في أماكنهم وأن لا يتركوها ولا باي حال من الاحوال حتى يأذن لهم.
احتدم القتال في شراسة متناهية واخذت الهزيمة تدب في جيش المشركين فصاروا يتراجعون الى الوراء ويهربون. خالف قسم كبير من الرماة اوامر الرسول ﷺ وتركوا مكانهم ظانّين أن المعركة قد حُسمَ أمرها وأنه لم يبق أثر للمشركين، فنزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي على الجبل أقل من 10 رماة. استغل خالد بن الوليد (والذي كان آنذاك مشركًا وقائدًا للقسم الايمن من جيش المشركين) الثغرة التي احدثها نزول الرماة فهجم على بقية الرماة وباغت جيش المسلمين من الخلف فارتبك جيش المسلمين وعاد جيش المشركين الهارب الى القتال. وجد ﷺ والمسلمون أنفسهم ُمحاصَرين، اشتدَّ الهجوم على النبي والمسلمين وسقط الكثير من الشهداء أبرزهم حمزة بن عبد المطلب وابو دجانة.
استشهد 70 من المسلمين في حين قُتل 22 من قريش وحلفائها. بيَّنت غزوة أحد اهمية طاعة اوامر الرسول ﷺ، واليقظة والاستعداد، وكشفت الوجه الحقيقي للمنافقين في المدينة المنورة