بيعة العقبة الأولى
بقلم : محمد سليم مصاروه
كان صلى الله عليه وسلم في مكة ينتهز فرصة مواسم الحج فيدعو الناس للإيمان بالله وترك عبادة الأوثان، وفى العام 11 من البعثة التقى الرسول (ص) بستة أفراد من يثرب (لاحقًا المدينة المنورة) ينتمون الى قبيلتي الاوس والخزرج وعرض عليهم الاسلام، لاقى دين التوحيد وعدالته الاجتماعية اعجابًا وقناعة لدى هؤلاء الأفراد ورأوا فيه حلًا لاقتتالهم القَبَلي فأسلموا، وواعدوا صلى الله عليه وسلم اللقاء في العام القادم, رجعوا الى قومهم يدعونهم إلى الإسلام فاتبعهم فريق منهم ولم تبق دار من دور المدينة الا ووصلها خبر عن الدعوة الإسلامية و رسولها.
في موسم الحج التالي سنة 621 م وَفَدَ على مكة اثنا عشر رجلا من مسلمي يثرب، قابلوا رسول الله في العقبة وهو مكان في منطقة (منى) الواقعة سبع كيلومترات شمال شرق الكعبة، وبايعوه بيعة عُرفت في التاريخ الإسلامي ببيعة العقبة الأولى، تضمنت بنود البيعة التوحيد والإيمان وطاعة الله، ورسوله، واجتناب المُحَرَّمات، والمعاصي.
أرسل صلى الله عليه وسلم معهم تلميذه مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن الكريم واحكام الدين. تفانى مصعب بن عمير في نشر الدعوة الإسلامية وسمى بأول سفير في الإسلام، وقد نجحت سفارته ودعوته نجاحًا عظيما، حتى لم تبقَ دار من دور الأنصار إلا وفيها مسلم أو أكثر، وبعد عدة أشهر عاد مصعب بن عمير إلى مكة يحمل إلى رسول الله ﷺ بشائر الخير، ويقص عليه خبر يثرب، وما فيها من أرض خصبة للإسلام.