المزيد من أسباب بطلان التطور
(يهربون إلى التطور العكسي)
نتابع سلسلة نقض التطور ونستعرض أمثلة اكتشفت حديثاً تفند قوانين التطور.. ونقول: ليس هناك تطور ولا تطوير، إنما تقدير وإبداع وإتقان وحكمة بالغة....
نظرية التطور ومنذ إطلاقها قبل أكثر من قرن ونصف كانت عرجاء وبعيدة عن المنطق أو العلم.. ولكن الملحدين وجدوا فيها ملاذهم الآمن لتبرير إلحادهم.. ولذلك كلما كشف العلماء حقيقة علمية تبطل التطور، سارع بعض العلماء لوضع تبريرات وتفسيرات "لترقيع" هذه النظرية المهترئة..
الكنغر يناقض قوانين التطور
تقول الدراسات الأحفورية: كان للكنغر أسناناً ذوات قمم كبيرة، لكن الكنغر الحديث لا يملك هذه القمم.. وقد فسر علماء التطور هذا الاختفاء أن الكنغر لم يعد بحاجة لهذه الأسنان الكبيرة لأن طريقة غذائه اختلفت عن الماضي.. وحسب قواعد التطور فإن الأجزاء التي تختفي من الكائن بسبب الاستغناء عنها أو عدم الحاجة لها، لا يمكنه تطويرها من جديد.
الكشف العلمي الجديد لجامعة Flinders University يبين أن هناك نوعاً كبيراً من الكناغر يملك هذه الأسنان الكبيرة.. وهذا الكنغر يعيش حالياً وهو مثال مناقض للتطور.. ولكن كيف برّر التطوريون وجود هذا الكنغر اليوم؟ بكل بساطة افترضوا أن هناك تطور عكسي.. أي يمكن للعضو الذي فقده الكائن خلال ملايين السنين، أن يعود ويطوره من جديد !
وهنا يحتار المرء: ما هذه العبثية في الطرح، فعندما وضعت قوانين التطور كان الاعتقاد أن هذه القوانين ثابتة، ولكن عندما نجد أن القوانين متناقضة فتارة يقولون العضو الذي يختفي لا يعود، ثم يقولون العضو الذي يختفي يعود... فهذا ليس لغة البحث العلمي أو لغة الحقائق العلمية، بل مجرد خداع لتبرير الإلحاد!
الضفادع تناقض التطور
في دراسة علمية لجامعة University of Kansas وجد باحثون أن الضفادع قبل 230 مليون سنة كانت تملك أسناناً.. ولكن منذ ذلك الوقت اختفت الأسنان ولكنها وقبل 20 مليون سنة فقط ظهرت من جديد في نوع من أنواع الضفادع يدعى Gastrotheca guentheri وذلك على الفك السفلي لهذا الضفدع!
ويقول الباحثون إن هذا يناقض أحد أهم قوانين التطور الذي يقضي بأن الاستغناء عن عضو من كائن حي بسبب عدم استعماله أو عدم الحاجة إليه واختفاء هذا العضو، فإنه من غير الممكن أن يعود نفس العضو لهذا الكائن في المستقبل، لأن الجينات المسؤولة عن تكوين هذا العضو قد اختفت، ولا يمكن لها أن تعود من جديد.. ولكن مئات الأمثلة تؤكد أن هذا القانون غير صحيح، فمن أين يأتي هذا المخلوق بجينات جديدة تعيد له العضو المفقود؟؟
وهكذا نجد الكثير من هذه الأمثلة بما يُبطل أحد أهم قوانين التطور وهو ما يدعى بقانون دولو Dollo.
كذلك هناك حلزون البحر أيضاً قد اختفت منه بعض الخصائص المتعلقة بالتغذية ثم عادت له بعد ملايين السنين، وهذا يخالف نظرية التطور أيضاً.. وتظهر الصورة مخلوقات الحلزون التي غيرت طريقة غذائها بشكل عكسي.. إذاًَ ليس هناك تطور إنما هو نظام مقدّر حيث يعطي الله كل مخلوق حاجته وطريقة غذائه المثالية.
النمل الأعمى يتحدى التطور
يزعم التطوريون انه قبل أكثر من 80 مليون عام فقدت طائفة من النمل أبصارها (tropical army ants) واختفى جزء من الدماغ مسؤول عن الرؤيا.. وكان ذلك بسبب أن هذا النوع من النمل كان يعيش تحت الأرض حيث لا وجود للضوء.. ولكن قبل 18 مليون عام عاد نفس النوع من النمل وامتلك جهاز الرؤيا والجزء من الدماغ المسؤول عن الرؤيا. هذا ما تؤكده دراسة لجامعة Drexel University التي وجدت أن هذه الظاهرة تعاكس وتخالف قوانين التطور .
والسؤال: لماذا اختفى هذا الجزء بشكل مفاجئ في النمل الأعمى؟؟ فإذا كانت قوانين التطور تقول بأن النمل المبصر اضطر في فترة من فترات حياته وبسبب ظروف محددة مثل وقوع كارثة كبيرة، إلى العيش تحت الأرض وهذا ما أدى لاختفاء القسم المسؤول عن الرؤيا في الدماغ، لأن النملة لم تعد بحاجة لهذا الجزء.
وبعد ملايين السنين عاد الجزء ذاته إلى الظهور بل وبصورة أفضل وإمكانيات أقوى وميزات جديدة! ويعود السؤال: من الذي أعاد هذا الجزء لنفس النوع من النمل.. طبعاً حسب نظرية التطور سيقولون إن الظروف البيئية المحيطة بالنمل تغيرت وزال تأثير الكارثة.. وبالتالي عاد قسم من النمل ليعيش فوق الأرض وبالتالي أصبح هذا النمل بحاجة للجزء المسؤول عن الرؤيا، فخُلق هذا الجزء بالمصادفة؟؟؟ بالله عليكم هل هذا الكلام هو: كلام علمي أم عبث علمي؟؟
الحوت كان يعيش على اليابسة!!
بعد دراسات طويل للحيتان المعروف أنها تتكاثر بالولادة وترضع أبناءها... كان الاعتقاد السائد لدى التطوريين أن الحوت نشأ في البحار وعاش فيها ملايين السنين قبل أن يخرج إلى اليابسة ويتحول إلى مخلوق بري مثله مثل الأسماك.. ولكن حسب آخر صيحات التطور فإن الحوت أصله حيوان بري تحول إلى حوت بشكل يعاكس نظرية التطور !!!
طبعاً هذا التشتت والتناقض يتكرر كثيراً بسبب إنكار الخالق عز وجل، لم يتوصلوا إلى أي حقيقة علمية حول الخلق.. وعلى الرغم من ذلك يستمرون في إضلال الناس وخداعهم..
لا تطور ولا تطوير بل إبداع وتقدير
بعض علماء المسلمين خضع لنظرية التطور، ليس لأنها حقيقة علمية ولكن لأنه لم يستطع مواجهتها... فمنهم من ادعى أن نظرية التطور صحيحة ولكنها تطوير بقدرة الخالق!! وهذا لأنه لم يفهم نظرية التطور ولم يفهم آيات الخلق في القرآن الكريم..
فإذا كان العلماء حتى اليوم عاجزون عن الإتيان بدليل علمي واحد على التطور فكيف يقولون إنها تتفق مع القرآن الكريم، والقرآن كتاب الحقائق؟ فجميع علماء التطور لم يتمكنوا من الإتيان بحقيقة واحدة تدل على تطور أي كائن حي إلى كائن آخر.. فعلم المتحجرات يؤكد أن الكائن يوجد فجأة بصورته الكاملة، وينقرض فجأة.. وعلم الوراثة يؤكد أن الصفات الوراثية الجديدة تظهر فجأة في كائن ما، وتختفي فجأة منه.. فكيف يدعي بعض علماء المسلمين بأن التطور يتفق مع القرآن.. وما هي الآيات التي يتفق معها؟
إن الله تعالى يخلق الكائنات بطريقة إبداعية وتصميم مسبق وفي توقيت محدد.. ويزودها بكل البرامج والمعلومات التي تضمن استمرار هذا الكائن.. بل إن الصفات التي يضعها الله في كائن حي تحدد متى سينقرض أيضاً.. ولا أدري لماذا نفترض أن الكائنات تتطور وتنشأ بعضها من بعض؟ مالذي يمنع أن الله تعالى يخلق كل كائن بشكل منفصل وبشكل مباشر؟
إذاً الذي خلق الخلية الأولى من عناصر الأرض قادر على خلق كائنات أكثر تعقيداً من العناصر ذاتها، ودون الحاجة لانتظار ملايين السنين ودون الحاجة للمرور بسلسلة من المصادفات.. وهذا ما ندركه من قوله تعالى: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47]... اللهم اهدنا إلى الحق أينما كان وكيفما كان.