(الرَّد على الافتراء القائل بأنَّ في القران الكريم تناقضًا بصدد هوية مريم عليها السلام)
بقلم: محمد سليم مصاروه
نعرض عليكم الافتراء أولًا ويتبعه الرَّد
الافتراء:
: تناقضات ذكر مريم - أم المسيح " عيسى "
ـ ورد في سورة التحريم -آية : 66 " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَاوَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"
ـ وفي سورة مريم آيات : 19- 27 - 28 " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَريا، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَأَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّا"
- الخطأ الذي وقع به كاتب القرآن هنا أن هاروون الذي هو اخو موسي عاش 1500 عام !!!!! وهو الفارق بين وجود خرافةموسي تاريخياً و مريم ام المسيح !!
والقرآن يذكر أن مريم - أم المسيح - هي بنت عمران وأخت هارون أخو موسى، و انجيل المسيحيين و الوثائق التاريخيّة المدوّنةتوضح أن أم المسيح - مريم - أبوها كان يدعى " هالي " و لم يكن لها إخوة !!.
وهذا الالتباس حدث بسبب سوء الاقتباس من قبل مقتبس القصص اليهودية والانجيلية محمد فقد ذكرت الكتب اليهودية قصّةالمطابقة لكلامه ذلك والتي اقتبسها منها ذلك البدوي وهي قصّة " عمرام " والد هارون حيث كان له بنت تدعى مريم / فَوَلدَتْلِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا" (العَدَدِ 26: 59؛ الخروج 15: 20) /
ولكنها لم تكن أم المسيح بل كانت نبية (سفر أخبار الأيام الأول 6: 3) و ذكرت أيضاً تلك الأسفار أن مريم ابنة عمرام هذهكانت تزوجت برجل يدعى حور وأنجبت منه ناداب وأبيهو وذلك سنة 1500 ق.م .
الرَّد:
كلمات القرآن مُنّزلة من عند الله ولذلك فهي دقيقة ومضبوطة. الاية ذكرت أنَّ قوم مريم عليها السلام، خاطبوها بكلمة (أخت ) وليس ( شقيقة) وفِي ذلك فرق كبير , فالشقيق هو الأخ من الأب والأم، أما الاخ فيمكن أن تُطلق من باب نَسْبْ الأشخاص الىأُناس يشابهونهم في الصفات والمزايا، وهو ما قصده قوم مريم عليها السلام بخطابهم لمريم ، وقد سُئِلَ أحد الصحابة عنسبب مخاطبة مريم باخت هارون فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم فأجابه صلى الله عليه وسلم بان الأقوام السابقه كانتتنسب أهل الصلاح الى الأنبياء السابقين والرجال الصالحين ، واليكم نَصَّ الحديث مما
رَوَاهُ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَحِيحِهِ [2135] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ : يَاأُخْتَ هَارُونَ ، وَمُوسَى قَبْلُ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا ؟
فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ اهـ ..
وبما أن بين مريم عليها السلام وبين هارون عليه السلام زمنًا طويلًا
فالمقصود رَجُلٌ صالح يحمل نفس الاسم هارون ، وليس هَارُونَ أخ مُوسَى عليهما السلام.