تاريخ الإسلام في سطور-فَتْحُ مَكَّةَ
بقلم: محمد سليم مصاروه
حدث في رمضان 8 هجري الموافق يناير 630 م وذلك بعد قيام قريش بانتهاك صُلح الحُديبية بعد اقل من سنتين منذ الاتفاق عليه حيث اعانت قريش حليفتها قبيلة بني بكر على الاغارة على بني خزاعة المتحالفة مع المسلمين ومطاردة رجالها وقتلهم داخل الحرم. أدركت قريش فداحة تهورّها فخرج زعيمها ابو سفيان الى المدينة محاولًا طلب تمديد هدنة الحديبة لكن ﷺ لم يتكلم معه واعرض عنه ورفض الصحابة التشفُّع لأبي سفيان لدى رسول الله ﷺ، فعاد إلى مكة منكسرًا. تلا ذلك قيام ﷺ بتجهيز جيش المسلمين في المدينة بسرية تامة وأرسل ﷺ الى القبائل التي اسلمت حديثًا والتي كانت نفسها من جيش الاحزاب الذي غزا المدينة قبل 3 سنوات (بنو سليم، غطفان وفزارة) طالبًا منهم أن يتلقوا مع المسلمين في مرَّ الظهران (22 كلم شمال مكة، يعرف اليوم بوادي فاطمة).
خرج الرسول ﷺ من المدينة المنورة في العاشر من رمضان، بجيش مقداره 10 الاف مقاتل واتجه الى مرّ الظهران في طريقه إلى مكة المكرمة. في مرّ الظهران عَرفَت قريش بخبر جيش المسلمين الضخم من ابي سفيان، الذي خرج يتحسس اخبار المسلمين، وهناك قابل ﷺ واعتنق الاسلام.
حين يتمكن طرف من عدوه، في اي حضارة غير الاسلام، فانه يرتكب المجازر، النهب الاغتصاب واجبار الناس قسرًا على معتقده او ثقافته. كانت قريش عدوة للمسلمين لأكثر من 20 عامًا، فقد قتلتهم، اضطهدتهم، حاصرتهم ولاحقتهم بما في ذلك سعيها لقتل ﷺ. لكن عظمة الاسلام وسماحة رسوله جعلتا ﷺ يبحث عن السِلم والسعي لحقن دماء اهل مكة بالرغم من كلما اقترفوه في حقه وحق المسلمين، فتعمَّد ﷺ ان يُظهر لابي سفيان ضخامة جيش المسلمين كي يرتاع فيعود ويقنع قريش بعدم جدوى القتال، إضافة الى ذلك، أعلمَ ﷺ أهل مكة بأنَّ كُل من يدخل بيته او يلجأ الى الكعبة او يدخل بيت ابي سفيان فهو آمن. كذلك أمَر ﷺ جيش المسلمين والذي دخل مكة من أربع جهات، بعدم القتال الا اذا تعرضوا الى تَصَدّي او هجوم. اعطى ﷺ الامان لأهل مكة عدا بضعة انفار كانوا متورطين بعمليات غدر وقتل، ردّة، طعن وهجاء في شخص الرسول ﷺ.
لمَّا نزل ﷺ بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة فطاف بها وحطّم الاصنام. كان فتح مكة من أعظم الأحداث بالنسبة للرسول ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم، كان فتح مكة بمثابة اللحظة التي مسحت آثار المعاناة والألم، والشيء الذي انتظره المسلمون لأكثر من عشرين سنة. مهّد دخول قريش الاسلام الطريق لانضمام قبائل اخرى، وبهذا تزايدت أعداد المسلمين وصار المسلمون قوة عظمى في شبة جزيرة العرب