من مساهمات علماء المسلمين للإنسانية
ابن وحشية النبطي
ابن وحشية هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم، كلداني
الأصل، نبطي، ولا يعرف تاريخ مولده ولا وفاته على وجه الدقة، ولكنه عاش في النصف
الثاني من القرن الثالث الهجري، ما بين السنوات من 816 إلى 913 للميلاد.
وهو كيميائي وفلكي وعالم لغوي مسلم، إضافة إلى أنه من أشهر علماء النبات
والزراعة قديما، وهو أول من كتب عن الزراعة من العرب، وكتابه (الفلاحة النبطية) من
أهم الكتب في الفلاحة من العهد العربي الإسلامي وما زال موجودا، وكان مرجعا رئيسيا
لابن العوام الأندلسي صاحب (كتاب الفلاحة) الشهير. وقد وصف في كتابه المئات من
الاعشاب الجديدة وبيّن البيئة المثالية التي يجب أن تعيش فيها.
كما أنّه يعتبر من أهم علماء الفلك ويعتبر من الناس الذين قعدوا علم
التنجيم والدلالات الفلكية. وكتبه صارت دليلاً لكل باحث في علم الفلك والأبراج.
طبعاً هذه اشكالية في هذا الشخص لأنه اتهم بذلك بالسحر والشعوذة.
يرتبط اسم هذا العالم بمخطوط في غاية من الأهمية في مجال الأبجديات القديمة
وهو “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام” ذلك الكتاب الذي كشف ﻋﻦ ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻷبجدﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪيمة
ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ، فقد فك رموز 89 لغة قديمة، من ضمنها اللغة الهيروغليفية التي
ينسب اكتشافها للعالم الفرنسي شامبليون عام ١٨٢٢ﻡ. غير أن ابن وحشية سبقه إلى ذلك
بحوالي ألف سنة، بل إن الترجمة الانكليزية لمخطوط شوق المستهام طُبعَت عام 1806م،
أي قبل اكتشاف شامبليون بنحو ستة عشر عامًا مما يؤكد استفادة شامبليون من كتابه.
وقد ترك ابن وحشية أكثر من خمسين مؤلفاً موزعة على اغلب الاختصاصات العلمية
كما ذكرت في كتب التراجم وأشار إليها ابن النديم في الفهرست.
منها: كتاب (الأصول الكبير)، وكتاب (الأصول الصغير)، وكتاب (السموم)، و(كنز
الحكمة)، و(ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ) وهذه كلها في الكيمياء.
ومن مؤلفاته الأخرى: (أسرار الكواكب)، (ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﻄﺎﺭﺩ)، (سدرة المنتهى)، (ﺧﻮﺍﺹّ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺪﻧﻴﺔ)، (ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ)، (ﻋﻠﻞ المياه ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ
ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ المجهولة ﺍﻷﺻﻞ)، (ما ﻳﺘﺼﺮﱠﻑ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ).