من مساهمات علماء المسلمين للإنسانية
ابن الهيثم
(1040-965م) هو أبو علي الحسن بن الهيثم، عالم عربيّ،
ومسلم، اهتمّ بدراسة علم البصريات، ولد في البصرة، في العراق
وتوفي في القاهرة في مصر. اهتم ابن الهيثم بدراسة العديد من العلوم كالرياضيات،
والطب، وغيرها، ودرس اكتشافات وأبحاث العلماء اليونان، وتمكّن من تغيير العديد من
المعتقدات الطبية السائدة، وإيجاد بدائل صحيحة لها، ودرس الضوء، وكيفيّة انتقاله،
وعمل على تحليل الألوان، وكانت دراساته هذه مدخلاً للتعرف على علم البصر، والذي
تمكن من وضع القواعد الصحيحة له، واختلف مع الكثير من العلماء والمفكريّن
السابقيّن بآرائهم، حول العيون وطريقة الرؤية. ويُعدّ من أوائل العلماء الذين
درسوا القواعد الرياضيّة الخاصة بالدائرة، والمثلثات، ونظريّة قوانين قياس المثلثات،
والتي يشار إليها بمصطلح جيب، وظل الزاوية، واعتمد علماء الرياضيات المشهورون في
أوروبا على نظريّاته في دراسة الرياضيّات، مثل: عالم الرياضيّات الفرنسي رينيه
ديكارت.
الإنجازات العلميّة
لابن الهيثم العديد من الإنجازات العلميّة التي تشهد له،
ولمدى الذكاء الذي يتمتّع به، ومن هذه الإنجازات: اكتشاف ظاهرة انكسار الضوء تمكّن
ابن الهيثم من خلال أبحاثه الدائمة، من اكتشاف انكسار الضوء، وانحراف الصورة عند
مرور شعاع ضوئيّ من خلالها، وتمكن من تحديد درجة الانعطاف التي تتكوّن عن طريق
أشعة الضوء (وقد سبقه في ذلك بشكل جزئي العالم العلاء بن سهل 940-1000م) ، بناءً
على زاوية وقوعه، وانتقاله من مكان إلى آخر، وكيفيّة تكوّنه في الوسط لتشكيل شعاع
ضوئيّ.
نظريّة ابن الهيثم حول البصر
درس ابن الهيثم العدسات بأنواعها، واعتُبرت دراسته
الخطوة الأولى في التعرّف على علم البصريّات، فهو أول عالم تمكّن من تشريح العين،
ووصف أجزائها بدقة، وأعطى تفسيراً علميّاً واضحاً لكيفية الرؤية، باختلاف
النظريّات السابقة، وخصوصاً نظرية بطليموس (عالم وفيلسوف يوناني)، والتي قال فيها:
إنّ الإنسان يتمكن من الرؤية، عن طريق ضوء يصدر من العين نحو الأشياء التي تحيط
فيها. وقد اعتمدها العديد من العلماء، وعندما درس ابن الهيثم العين، وألغى هذه
النظرية، واستبدلها بنظريّته حول البصر، وبين أنّ النظر يحدث من خلال الشعاع الذي
يصدر عن الأجسام المرئيّة التي تحيط بالإنسان، والذي يتوجّه نحو العين. وتمكن
أيضاً من تحديد ظاهرة الوهم، والتي قارنها بين شيئين، أحداهما قريب من مجال
الرؤية، والآخر بعيد، فيظهر للإنسان أنّ الشيء القريب، هو البعيد، والعكس صحيح،
ممّا يؤدي إلى تكوين وهم الرؤية، ومثال عليها: رؤية القمر قريباً خلال الليل،
ويعدّ هذا الشكل وهماً بصرياً يظهر أمام الشخص الذي ينظر نحو القمر.
مؤلفات ابن الهيثم
وفقًا لمؤرخي العصور الوسطى، ألف وكتب ابن الهيثم أكثر
من 200 كتاب، وعمل على طائفة واسعة من الموضوعات، منها ما لا يقل عن 96 عمل علمي
معروف. وفقدت معظم أعمالهُ حاليا، ولكن ما زال باقيًا أكثر من 50 عمل منها، وخاصة
في علم البصريات والذي لم يصل إلينا سوى من خلال النسخ المترجمة إلى اللغة
اللاتينية. كما ترجمت كتبهُ في علم الكون خلال العصور الوسطى، إلى اللغة اللاتينية
والعبرية وغيرها من اللغات. وبقيت نحو نصف أعماله في الرياضيات، ونحو 23 عملاً في
علم الفلك، و14 في علم البصريات، وأعمال قليلة في موضوعات أخرى. ومن هذه
المؤلفات: كتاب المناظر، والذي يُعدّ أشهر الكتب التي تناولت دراسة البصر وكيفيّة
النظر أصول المساحة، أعمدة المثلثات، كيفيّات الإظلال، شرح أصول إقليدس.